مازالت عواقب إعلان المدرب الأسطوري للمان يونايتد "السير أليكس فيرجسون" عن اعتزاله التدريب صباح اليوم تتردد بصدى كبير على مواقع التواصل الإجتماعي وشبكات منتديات عشاق الشياطين الحمر في كل بقاع العالم.
لا شك أن رحيل شيخ المدربين الاسكتلندي عن اليونايتد يشكل هاجس وقلق كبير لكل عشاق الفريق بشأن مستقبل زعيم إنجلترا في المواسم المقبلة مع المدرب الجديد الذي تشير كافة التقارير بأنه قائد إيفرتون "دافيد مويس" الذي سيخلف مواطنه بعد الاتفاق على كافة التفاصيل مع إدارة النادي بإشارة من فيرجسون.
لذلك خلال هذا التقرير فضلنا أن نستعرض معكم بعض الأسباب التي تجعل مويس خيار مثالي للشياطين الحمر بعد فيرجسون، وأسباب ترجح كفته على مدربين آخرين ..!
بخل الجلايزرز
لا يخفى على أحد وخاصة عشاق المان يونايد البخل الكبير الذي تتبعه إدارة الفريق الأمريكية في السنوات الأخيرة خلال الإنفاق على الصفقات الجديدة وجلب نجوم وأسماء كبيرة للفريق، وهو الأمر الذي تأقلم معه
فيرجسون بخبرته الكبيرة واستطاع استقدام أسماء ليست بنجوم الصف الأول وحولها بعد ذلك بالانخراط مع باقي عناصر الفريق لنجوم كبار، ويكفي أن اليونايتد من العمالقة القلائل التي كانت أغلى صفقاتهم لا تتجاوز الـ30 مليون جنيه استرليني.
لذلك قد تجد الإدارة من
مويس الرجل المناسب فهو يتعامل لمدة زادت عن العشر سنوات مع فريق محدود الموارد لا يمتلك الكثير من الأموال ورغم ذلك قاده بنجاح نحو تحقيق إنجازات جيدة ومقارعة الأثرياء،
مويس أيضًا من أقل مدربي البريميرليج إنفاقًا خلال سوق الانتقالات ويفضل الاعتماد على الأوراق المتاحة لديه مع جلب لاعبين لا يكلفوا خزائن النادي كثيرًا، بعكس على سبيل المثال البرتغالي
"جوزيه مورينيو" الذي لا يذهب لأي فريق إلا ومعه صفقات قوية ومدوية ودائمًا ما يطالب بالإنفاق على الفريق وجلب النجوم وهو ما لا يتماشى مع سياسة الجلايزرز.
كشاف إنجليز درجة أولى !
قدم
مويس للكرة الإنجليزية العديد من النجوم طوال مسيرته مع إيفرتون، واستطاع اكتشاف أكثر من موهبة كبيرة على الساحة وبخاصة اللاعبين الإنجليز
الذين يحتاجهم اليونايتد في بعض الوقت لمعادلة تواجد الأجانب وتفادي نقد وهجوم الإعلام الإنجليزي، فبغض النظر عن الأسماء اللامعة التي اكتشفها وطورها كلاعبين محترفين إلا أنه يعد من أهم المدربين إنتاجًا للاعبين الإنجليز في الفترة الأخيرة، فيكفي اكتشافه لنجم إنجلترا الأول في الأعوام الأخيرة الجولدن بوي "واين روني" بالإضافة إلى أسماء كبينز أوسمان ليسكوت جاكيلكا ومؤخرًا الموهبة "روس باركلي".
4-4-2 وتكتيك متشابه
مويس خلال الأعوام التي قضاها مع إيفرتون كان خلالها أقرب المدربين في الدوري المتتاز تشابهًا في خطة لعبه مع فيرجسون، فخلال بداية مسيرته وحتى منتصف العقد الماضي كان يلعب بخطة 4-4-2، وهي الخطة المفضلة لفيرجسون على مر تاريخه مع اليونايتد كان دائمًا يعتمد على الأجنحة ولاعبي الوسط التقليدين.
قد يكون
مويس قد اختلف مؤخرًا عن
فيرجسون واستطاع تحويل "مروان فيلايني" لصانع لعب وتعديل خطته وعدم الاعتماد على 4-4-2 صريحة، ولكنه طور فيها واستخدم مشتقاتها وكان في بعد المباريات خلال الموسمين الماضيين والذي تفوق فيهما على الغريم ليفربول في الترتيب العام يلعب بخطة 4-3-3، لذلك تشابه خطط اللعب قد يساهم بشكل كبير في التوقيع مع
مويس لأنه لم يأخذ وقت كثير في تكوين فريق جديد والاعتماد على خطة جديدة داخل الملعب بل سيكون قادرًا على التكيف مع العناصر المتاحة بالصورة المثلى، وقد تكون له القدرة على التطوير وتحقيق الطفرة المفقودة في اليونايتد.
إشادات الأسطورة
مويس من المدربين القلائل الذين نافسوا
فيرجسون لفترة طويلة بدون وجود خلافات كبيرة بينهم أو تصريحات انتقاد من شيخ المدربين لمويس والعكس، بل العكس هو ما حدث فكان
فيرجسون حين تقترب مواجهته أمام التوفيز يتحدث عن
مويس بشكل جيد ويصفه بالمدرب المثالي لفريقه، ومن أبرز تصريحاته الإشادة الكبيرة بتكتيك
مويس بعد خسارة اليونايتد للقاء الافتتاحي أمام إيفرتون هذا الموسم بهدف فيلاييني وتصريحات
فيرجسون بعد المباراة بأن تكتيك
مويس قد تسبب في تفوق إيفرتون في هذا اللقاء، وكان من الواضح أن
فيرجسون يُعبّد الطريق بطريقة ما أمام
مويس لخلافته فهو الذي تحدث في احتفالية إيفرتون بمرور 10 أعوام بشأن تواجد المدرب الاسكتلندي في الأولد ترافورد بأنه سيكون سعيدًا إذا ما تولى
مويس خلافته في اليونايتد.
مويس ونعم للاستقرار !
خلال ما يزيد عن ربع قرن لم تعرف دكة بدلاء الشياطين الحمر رجلا غير
فيرجسون ليدخل التاريخ كواحد من أكثر المدربين في العالم تعميرًا مع فريق واحد، لذلك سيكون
مويس خيارًا مثاليًا إذا ما بحث مسؤولو الشياطين الحمر عن الاستقرار فهو يقضي عامه الحادي عشر مع التوفيز بعدما تولى زمام الأمور عام 2002 ولم نتابع في أي وقت أنباء عن إقالته أو تفضيله الرحيل لمحطة أكبر رغم العروض الكبيرة التي عُرضت عليه، وهذا لأنه ببساطة صرح بأنه من عشاق الاستقرار والتركيز مع فريق واحد وأنه سعيد للغاية في إيفرتون رغم عدم مطالبته بالبطولات، وكأنه كان ينتظر اليوم الذي سيكون فيه خليفة لفيرجسون في الأولد ترافورد.
مصدر