تعد اسبانيا
رائدة اللعب الجميل لكنها وجدت نفسها في معركة حامية الوطيس ضد كرواتيا أمس الاثنين قبل ان تفوز 1-صفر في مباراة متوترة وتصعد الى دور الثمانية في بطولة اوروبا لكرة القدم 2012.
وعندما هز خيسوس نافاس الشباك اخيرا قبل دقيقتين من نهاية زمن اللقاء تنفس مشجعو اسبانيا الصعداء بعد نجاة بطلة العالم واوروبا من هزيمة كادت ان تطيح بها خارج النهائيات المقامة في بولندا واوكرانيا.
والأمر الايجابي
لاسبانيا انها اثبتت المقولة القديمة بأن الفرق الكبرى يمكنها ايجاد طريقة للفوز عندما لا تقدم أفضل ما عندها رغم انه مع اقتراب نهاية اللقاء في المجموعة الثالثة بدت بطلة اوروبا وهي بين فكي عدم الهزيمة ومحاولة انتزاع الفوز.
وقال فيسنتي ديل بوسكي مدرب اسبانيا للصحفيين "خضنا مباراة صعبة للغاية اليوم ونجحنا في تخطيها والأمر المهم هو الاستمرار في البطولة رغم مواجهة يوم سيء."
ثم أبدى ديل بوسكي شكوى غير معتادة مع المنتخب الاسباني الذي لم يخسر في اخر 17 مباراة رسمية.
وقال ديل بوسكي "لم تسنح لنا الكثير من الخيارات في الهجوم الليلة. لمستنا الاولى خذلتنا في بعض الاوقات وهذا حرمنا من السرعة والقوة."
ولم تستحوذ كرواتيا على الكرة سوى قليلا في أول 25 دقيقة لكنها ارتقت بمستواها وأتيحت لها العديد من الفرص الممتازة في الشوط الثاني وطالبت باحتساب ركلة جزاء عندما جذب سيرجيو بوسكيتس قميص فيدران تشورلوكا اثناء تمريرة عرضية.
وكانت هذه هزيمة قاسية لكرواتيا ومدربها سلافن بيليتش بعدما قدمت عرضا منضبطا عرقل الاداء السلس المعتاد
لاسبانيا بل ودفعت بثلاثة مهاجمين للضغط على حاملة اللقب.
وودعت كرواتيا النهائيات لتبدأ عهدا جديدا بعدما وقع بيليتش عقدا لتدريب لوكوموتيف موسكو الروسي.
وقال بيليتش "خطة المباراة كانت مقاومة اسبانيا في الشوط الاول ومهاجمتها في الشوط الثاني."
واضاف "نجح الأمر. فعلنا كل شيء بشكل صحيح باستثناء التسجيل. جئنا الى هنا لمواصلة المشوار حتى النهاية وفشلنا لأننا افتقدنا هذا القدر الضئيل من الحظ الذي يصنع كل الفارق."
وفي بعض الاوقات تصاعد التوتر في المدرجات في ظل التغييرات في حسابات التأهل بالمجموعة الثالثة.
وكانت اسبانيا تعلم ان التعادل كان كافيا لصعودها وكانت ستفقد صدارة المجموعة لصالح ايطاليا لكنها فازت على كرواتيا بفضل هدف نافاس.
وجاءت انباء تقدم ايطاليا على ايرلندا لتعني انه يجب على كرواتيا المجازفة وهو ما فعلته ودفعت بالمهاجمين نيكيتشا ايلافيتش وادواردو في خط الهجوم بالشوط الثاني لمساعدة ماريو مانزوكيتش.
ولم تقدم اسبانيا أفضل ما عندها في دور المجموعات رغم فوزها 4-صفر على ايرلندا وتعادلها 1-1 في بداية مشوارها مع ايطاليا وعرضها المهتز أمام كرواتيا.
وتعاون البديلان سيسك فابريجاس ونافاس مع اندريس انيستا لتحطيم مقاومة كرواتيا بعدما قدم فرناندو توريس الذي أحرز هدفين في مرمى ايرلندا عرضا ضعيفا ليتم استبداله بعد مرور ساعة من زمن اللقاء.
وستواجه اسبانيا صاحب المركز الثاني في المجموعة الرابعة بدور الثمانية لكن مهما كان الفريق المنافس فانه قد يستفيد من العرض المتوتر احيانا التي قدمته بطلة اوروبا أمام كرواتيا.
وطاشت التمريرات الاخيرة أكثر من المعتاد وبدا التردد على اللاعبين في التسديد رغم وجودهم في مواقف جيدة وظهر فقدان تركيز يثير القلق في بعض الاوقات في الدفاع.
وستأسف كرواتيا على اللحظة قبل مرور ساعة عندما انطلق صانع
اللعب لوكا مودريتش ناحية اليمين ليرسل تمريرة عرضية متقنة لايفان راكيتيتش الذي سدد ضربة رأس تصدى لها ايكرس كاسياس حارس اسبانيا ببراعة.
ورغم العرض المهتز الا ان منتخب اسبانيا سيواصل سعيه نحو ان يصبح أول فريق يحرز ثلاثة القاب كبرى متتالية.
واذا نجحت اسبانيا في التتويج باللقب في كييف مطلع الشهر المقبل فان هذا سيعكس دون شك مدى صعوبة تخطي عقبة كرواتيا.