اسجابة الدعاء
شــاء الإلـــه الواحد القهــار أن يُشــفيَ العبــد الضعيف الحالِ
في لـيلــة ويـــا لـها من ليلة مــرت عــلـيّ بـوابل الأثقـالِ
فالـعـين أدمـعت الدمــوع وأنهــا شـــعرت بـذاك اليوم بالأهـوالِ
فتــقهقر الــجسم الضعيف تخوّفا فانهــالت الأحــزان والأقــوالِ
بلــغت ظنــوني الـيوم أنني راحل عـنكــم وعــنها فزادني إشكالِ
فــدعـوت ربي خــيفة وتـضرّعا فـشكوتــه فـأجـابـني في الحالِ
سبــحان مـن مــلك العباد جميعهم وهـو الـرحيــم ومـهدي الضلالِ
فالـحمـد للــرب الــكريم الحافظ عــظم اسمـــه باللطف والإجـلالِ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الإنسانية
نــاس أرادوا أنـاس ليتهم سحبـوا هـــذا الـمقال وإلا السـيف يختارُ قـــوم أرادوا شــراء من له شرف بــل عنــدهم فــكرة بل هي أقذارُ كـيف يـريد ورودا أصل منبتهــا أرض الحــجاز وأرض فـيها أزهـارُ
يــا مــن يريد جمالا ليس يدركـه إن أبـــاك يــقول أنــه عــارُ
تــراه في مــجـلـس كأنه مــلك لـيـس الـعلا للصوص كانوا أعـوارُ
سحـقـا لـه ولــمال إذ أراد بـــه ذلّ الــورى أبــدا فنــحن أحـرارُ
قــد هــمّ قــلبي لها لما دعاها وإن بــدا لــنا في لـيالي الذئب أوكـارُ
أنــظر إلــيّ أخــي يا من له بصر مـا الفــرق بين عيون البحر والنـارُ عــين بخــضرتها لــها بـرآءتها عــين الــسرور وعين الحب يا جـار والــعـكــس في عينه السوداء بارزة تــبدوا عــليها شـرور الحقد والثآرُ نـحن الألى نـحن قوم لو أُطيح بنـــا يـبـقى الـولاء ويبـقى الله نصّــارُ
فهــل لـنـا شــرف بــأن نعاتبه أو مـا كــتبنا لـه في الغيـب أوزارُ
سـلـم ســلاما عــلى مـحمد وعلى آل الشـفيع وهـم في الـناس أخـيارُ
وعــلى الـصحابة ثــم التابعين ومن سـار بـمنهجـهـم في الـخير أطوارُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الحيـــاة
ربي لقد عجزتْ نفسي فما الســببُ مــالي سواك غدا فالشعر قد يشبُ إن الذنوب على الأكتاف تُنــهكني حسبــي رضاك وإني فيك أحتسبُ
فالخــير أفضــل شيء أنت خالقة وفي الحـياة شـــهور بينها رجبُ
أهــل الحــياة إذا مــا قُلنا أنهمُ مســتمتعون أَفـيها يحدث العجب! لماّ ذهبت إلى الأصحـاب اسألهـمْ عن حـالهـمْ فأتاني الرّد قد ذهبـُوا
يومُ اللقاء مع الأحـباب نتحتـــفل كـأن وقـت دوام الوقت ينتســبُ
يـوم الفراق يهول الأمـر فيه عـلى أهلى ونفســي في ذاك اليوم نكتئبُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
حكاية صديق
شكوتُ إلى الــصديق بسوء بحـالي فـفـاجئـني بقصـة ما الجديــــدُ
حكايــة لــو سمـعتَ الجزء منهـا لــقـلـتَ كـفى بربـك لا تعيــدُ
لـقــاء فـي مـقـاهي فما تريــد أشـــــاي أم حــليـب لا أريــدُ
بــدايــتها بنــفسي وقد قنعـتُ وأنـنــــي بـعـدهــا لا أجـيـدُ
فــواقـعــهـا بـأنني مذ عرفتُ بــأنـه قـــد تـعـلــم فالأكيــدُ
وأخـبـرنـي وعـينـَاهُ تـصـدقاني لـيـوسـف قـصـــة أضحت تفـيدُ
وسيـلـة فـالـوسـيلـة سـاعدتها لـتُفهمـنـي الـدروس بـــل المفيدُ
تـوسـمت الـصـداقـة والــوفاء فبـاب الـصـدق مــــدخـله فريدُ
شـكـرتـُها عـن صـنيع ما حسبتُ بــأن وراءه طــلــــب بـعـيدُ
خـرجـت إلـى الـحـديقـة أستريحُ وجـدتـهـا والـعـيــون بهـا تصيدُ
صـعـدتُ إلـى الـقطار وجدتُ نفسي أمــــام عـزلـة بـاتـت تـزيـدُ
جـلـستُ بـقـربـها حـتـى سمعتُ كـلامـهـا فـالـكلام بـــدا شديدُ
فـتـحـرجـنـي بـقـولـها يا حبيبي أمـام الـجـمـع فـابتـســم العبيدُ
قـبـَلُـهـا أأرفُـضُـهـا ومـــاذا هـنـالـك بـعـدما قُرعَ الحديــدُ
تـقـول لـكـل شــخـص تـلتقيـه فـيوسـف لـي وكـل الـيوم عـيدُ
مـحال بـعـدمـا فُـرض الـمحــال بـأنــه هـا هُـنَـا شخصٌ عنيــدُ
كُـشـفـتُ أمـامـها وأخـي يرانـي وزوجتـه وأخـتـــي والـعـمـيدُ
أحبـتـنـي الـفتـاة بـكـل صـدق فحيرتـي أنـنـي أنـا لا أريــــدُ
أحــادثـهـا أغـازلـهـا وأضـحت حـياتـي رهــيـبـة فـلمن أعودُ
فتـطلـبنـي بـنـفـسـها للــزواج أمـانـعـهـا بـقـولـي فأستفيـدُ
فـمـشـكـلـهـا بـأنـهـا هددتني وزداهـا فـمـشـكــلا ذاك الوعيدُ
فـقـلـت لـهـا وداعـا فالـــوداع يـفـرق بـيـنـنـا وأنـا سـعـيدُ
تأجـجـت الـمـواقـف فـاضمـحلت حـلـول الآخـريـن لـمـن يـريـدُ
تــوقـف عـامها وقـضـيت عـامي فـقـسـوتـهـا لـنفـسـها لا تفيدُ
صـديـق ذاق طـعـم الـحـب لـكـن مـتـى يـنـجـو الـمحب فقد يعيدُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
مدح الأصدقاء
يا فــرحتـي ومقامي اليوم مرتفـــعُ بـأسـرة الـخيـر إنّ الأمـر محسومٌ
مــــدحٌ وإخـلاصٌ وِدٌ وإحـســاسٌ الـكـلٌ فـيه خـصال الخير موسومٌ
طـاب بـطيبـته حتـى النساء حكــتْ لـنا مـن طـيبـته وَهُـــوَ محرومٌ
فيـا صـديـقي إذا مـا الموتُ صادفنا تبقى الأصول ويبقــى الطيب مشمومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنها فترةٌ والوقت مختــــومٌ
****
بــَعْدَ الــصديق صديق لا مثيل لــه عـزٌ لـه وَهْــوَ فـي الـناس مظلومٌ
يـا مـن حَـمِلْتَ لـنا اسم الخليـل إذا مـا حـلّ صـبحٌ لـديك الصبح مغرومٌ
يـا عـاشقـا لـفتاة أنـتَ تـعلمهــا أفـصـح إلـيّ فـهـذا الـقلب مغمومٌ
إن الـبنـات ورود الأرض زَخْــرَفَهَا رُبْـعُ الجمال ورُبْع عنـد كَلـــثُــومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنها فتـرةٌ والوقت مختـــــومٌ
****
سَــامِحْ أخاك يا من في الخيـر مشتهر أنـي نسـيـتُ قيــام اللـيل يا قـومٌ
فالأســم يـرفعـكَ والشاي يدفعــكَ والنـاسُ عـنـدك مـحـمودٌ ومذمومٌ
يا مـنْ لـه غـرفـةٌ في الباء ساطعـة كـنتَ الـوفـي لنا في الإسم والنـومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنهـا فـترةٌ والـوقت مخــتومٌ
****
يا ســاوري يـا مـن أتـي إلى بلدي إلـيـكَ مـنى سـلام الله مـنغــومٌ
فالأرض تـعـذرك والـبـئر يُنـْـذرك والـقصـر يشكـرك والجـرحُ مدمومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لـكنها فتـرةٌ والـوقت مـخـتومٌ
****
يا نـفـحـة فـي صـدا بلخير قد لمعتْ إفـرحْ وكـنْ لـدعـاء الناس معلومٌ
يـا مـن أحَـبَّ أوراق الـمال والعمل أنـفـقْ عـلـينا وكنْ للجود مفهومٌ
يا مــن لديـه خصـال الصبر واضحة أصـبرْ عليّ فأنــي الـيوم مهـمومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنها فتـرةٌ والوقـت مـخـتومٌ
****
يا من له فــطنة الآبــاء والجـدد أبـشـرْ بـفطنتك مـا خاب مدعومٌ
إن الـعـبـاد عـبـاد الله كُـلِّهـمُ فـأنتَ فـيـهـمْ وديـن الله معصومٌ
أن الــورود الـتي لـديك زائـلـة أرجـعْ وكـن لإلـه الخلـق موسومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لـكنهـا فترةٌ والـوقت مـخـتومٌ
****
فـيا عـلي ومـن بانتْ مظـاهـــره الـحكم عـندك فـي القضايا مسمـومٌ
والـوجه يُـنبئُ أن الـحزن مشتعــل والنـطـق يـأبى وهـذا الـقول مذموم
يا مـن لـة ثـقةٌ فـي النفس مفرطـة هـوِّن عـليك فــإنّ الــحق معلـومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنهـا فـترةٌ والـوقت مـختـومٌ
**** صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
مرارة لفراق
مـــرارةٌ لفراق أحْــلى أصحـابي مــرارةٌ بعْـدَ كل ما مضى فَــانِ
يـا لـيـتنا وأيـام الـشوق تجـمعنـا لَـكَـمْ حـلاوة في جمع وإمعــانِ
هـذا يعـارضك باسـم الـمحبة فــي إثـارة وشـــكوك فيـها إحسانِ
مشـاكـل كلـها عـمّتْ منـازلنـــا مسائـل أكـدتْ صـدق وأيـمـانِ
وأنـنـي ولـهذا الـيوم أذكـركـــمْ لعلنـي بـعدها أبـقى فـي أذهانِ
الحـلـمُ في طلـب الدنيا وزينتــهـا مـطـامـعٌ فـي هـوى أنس وإنسانِ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
غـــرابة الحياة
لــــونُ السمــاء الـهادئ الخـلاب يـُـوحـي إلـيكَ سـكـيـنة الأيـامِ
فـتـرى الـنفـوس بـطـبعها وصفائها تـُهـدي إلـيـك سـفيـنة الأحـلام ِ
هَلاّ سـألْـتَ الـناس عـن أحوالـهـمْ تـَجِـدُ الـجـواب بـصحـبة الأسقـامِ
حَـلّ الـظـلام بـبـطشـه وســواده فـتـبـايَـنَـتْ كــل من الأجســامِ
واسْتَـظْـهَـرتْ بعض الوحوش شراسة داسـتْ عـلـى الأجسـاد بالأقــدامِ
شـنّ الـصبـاح الـحرب دون هـوادة فتـمـايـَلـتْ عـنه ذئـاب الحــامِ
فيا أيّـها الإنسـان كُــنْ متحمـســا تنـأى بـنـفســك مـن الإعــدامِ
إِعـلـمْ بـأن الله تـقـدسَ إسـمُـــهُ أهْـدَى إلـيـنـا رحـمـة الإســلامِ
صاحب الخواطر: بلبالي عبد الله
الحرب على غزة
إذا الـــحربُ شُــنتْ عـلـى غزةٍ فــإنّ الـخــرابَ يُفنـي البشـرْ
وقـد أيْـقَـن َالـشـعب أنّ الـرجال لـهـمْ شـيمتـان بـكـل الصـورْ
تَـرَى بـعـضـهـمْ صـامـدٌ متكلْ يـُلاقِـي الـعـدو بـكـل الـحذرْ
أَرُونــا الـشجـاعة فـي وقـتـهـا أُرونـا الـشـاهـمـة أبْـدُو العِبـرْ
تـهـافَـى الـعَـدو عـلـى شَـعـْبنا وهـزّ الـدّيـَار وهـزّ الـشَـجــرْ
وكـمْ قـتّلـونـا وكــم ذبـّحــوا ولـمْ يـتْـركـوا نـخـلـة والحجـرْ
فـأيـنَ الـرمـوز وأيــنَ الـعـربْ وأيـنَ الـتـآخـي لِـماذا انـدثرْ
وايـنَ الـسّـلاح وين الجيوش أأيـنَ الـجيـــوشْ وأيـنَ الـدروع بـِمَا نُـشْـتـَهَـرْ
حـرامُ عـليـكـمْ حـرامُ حــــرامْ بـأنْ تـصمـتوا لـبعـضِ الـنفـرْ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
رحلتي إلى قسنطية
هــل لـي أخي من مؤنس في رحلتـي أم أنـنـي فـي وحـدة لـها أُنشدُ
هـي رحـلـة أفـاقـهـا أحـلامــها بـمسـيـرة الأيـام فـيهـا أمدد ُ
هـي رحـلـة مـرسـومـة برمـالهـا وحـجـارة تـبـدو كـأنه معبـدُ
فـرس ركـبـت الـيوم فـي أحضانــه فـرحا ونفـسـي الآن قد تـتمردُ
جـَمَـلٌ يـكـلمنـي ويسـأل من أنــا حـيـنـا ويـسـل بعدها ما المقصدُ
هـــي سـاعةٌ فيها العجاب ومن يقلْ عـكـس الـكـلام لـعـله يتشـردُ
أتـذكـر الأصـحـاب كـل دقـيقــة أتـسـاءل أتـحـسـر أتـــرددُ
عــن حـالـهـم عن أهلهم هل أنهم فـي عـيـشـة مـرمـوقـة تتأكدُ
صـحـبي معي فـي محنتي في فرحتي فـي رحـلـتـي أرواحـنا قد تصعدُ
هـي الـحيـاة جـميـلـة أضـحوكـة بـعـذابـهـا وعـقابـها من يصمدُ
وصــلـت وفـود الـعـابرين بأسرها فـاسـتُقـبـلـت بـحفـاوة تتخلدُ
هــب الـجـميع إلـى الأمير يشاهـد هــذا الـمجـاهد شـاهد بل قائدُ
هـذا أعـطـى الـجـزائـر هـيـبـة هـذا الـذي تـمثـالـه صــامدُ
هـي الـجـزائـر تحـفـة بـرمـوزها وجـبـالـهـا وجـسـورها تعددُ
صـلـى الإله عـلى الـنذيـر المجتبى وبـآلـه وبـصـحـبه تـتـوحــدُ
بـلـد الـمـحـبة والـعلـوم فأرضنـا هــي الـجـزائـر زهـرة تـتأبـدُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
جولة الحسم
عيـن الحسود توارتْ خلف أعينهــمْ الله ينصـــر ذا المظلوم سرعانــاَ
سرْنـــا إليهمْ بــروح جد عالــية فأمطروا كل شيء حتـى سـعدانـاَ
تكالبــتْ صحف الفرعون قائــلـة إنّ الفريـــق في التمثيل قد بانَـا
ما أحس بَنُو الفــــرعون أنـّــهمُ قـدْ أرعـبونا وصار الوقت برهاناَ
فسجلوا هدفــــا سرعان ما اكتشفوا بأنـّنَا في الصعــاب نحن شجعاناَ
لـــكــنّ ربّ عـــباد الله أنصفنا رغم الهزيـمة قـال الشعب سوداناَ
إنّ السودان بفخــــر في منازلــه أهــدانا حــلمنا فـي أم درماناَ
فالـلاعبـــــون ومـنهم يحيا عنترة هـــزّ الشباك وردّ الدين سرعاناَ
هـــزّ الجزائر بالأفراح قاطبــــة فـي لــيلة أصبحت صبحا وألوانا َ
شكرا لمن ذهب السودان من بلــــدي وشـــدّ من همم الخضراء شبانـاَ
كمــــا ألُوح بشكر القائمن عــلى حـسن الضيافة في السودان جيراناَ
عـــارُ على بلد أخلاقه فســـدتْ مـــن لعبة أصبح المسئول صبياناَ
لـِمَا الــشتائمُ يا إعلامُ بلْ مـــاذا بـعـد الـشتـائم إلا الكره مجـاناَ
لقــــد قهرْنا بفضل الله سخطــكمُ وفـاز في شرف الأخلاق أقـوانـا َ
يا منْ تجــرأ في حرق الرمــوز ألاَ تـــرى بفعلك هــذا إلا خذلانا َ
لقد عرفناكِ يا مصر الشهـامة فـــي حســن الضيافة إنّّ الغدر أغشاناَ
ويــلٌ لكل سفيـــــه قال في بلدي إن الـجـزائـر شـعب جـله خاناَ
هُنَا الجزائر أهــــل العز والكــرم هـــنا السلامة للانسان والجــاناَ
عاشت بلادي وعاش شعبها فــــرحا رغم الجروح ورغم الجوع أحيانـاَ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الفصــــل
الصدقُ أفضل شيء ظلّ يتبـــعـــنا والحــق أروع ما في القول تبيانـاَ
بانت مشاهد أهل الـحق واكتمـلـــت إن المصـــالــح هي حبل مربطناَ
لـمَـا التّــغـــير فالتعلـيم يجمعنا لـما التّجبر لا فالمجــد ليس هُنَــا
إذا بلـــغتَ مقاما صار مرتفعــــا عنّا فليتكـمُ صنــــتمّ لنا شانـــاَ
لقد ركبتَ خيولا لـستَ مالكـهــــا ى لقدْ أتيتَ بقــول لـــيس برهانـاَ
ما خلتُ فيكَ رموز الضعف بـــارزة لـولاه مــا حجـز الرهبان قبطانـاَ
ترى الصداقةَ في هـدم الصديــق ألاَ تــري بفعـلكَ هذا إلاّ خُــذلانـاَ
إنّ المحبة إن كـــانت منمّقــــة بنكهة قـــد يصـير البحر هيجانـاَ
هي الـورود إذن هـزتْ مشاعــرك ثبِّـتْ خُطـــاك أخي فنحن إخــواناَ
لــقدْ فصلتَ بقول الـحق معــركة كانتْ لديك طـــوالَ الـوقت سُلطاناَ
إن القـــصيدة حتما في بدايتهــا أرجــو التـريث إن فـصلــكم باناَ
ألاَ يَهُـمّك رأيُ الآخــــرين أمَــا طعـم الحياة بــهن فيـه ألــوانـاَ
الهِتْكُ فــي شــرف الأزهار مـرذلة فــكيف بالـزهرة التي بسكنانـاَ
إنـــي قرأت عيون الصحب ماكــرة فلــيتهــا أخطأتْ رأياي أغصاناَ
أنتَ تــــريد عبور البحر في كــنف ذاك الصديق الذي أراك إحسانــاَ
فالفيلسوف إذا ضــــــاقتْ مشاعره هــبّ لنفــس صديق عله صـانَ
تــلك العيوب التي تفضـــي بصيرته فالنــقــص يكملـه فتي وفتياناَ
أنت الصديق الذي مازال يقلـقـنـــي لأن فـــكـرك في التصميم أبقاناَ
الــكـــل يمضي فما يبقى لصحبتـنا ســوى النصيحة هي أحلى ذكراناَ
أنـــــي حببت رسول الله ســيدنا خـيــر الورى وكذا والآل أفضلناَ
وعلـــــى الصحابة ثم التابعين ومن سـار بمنهجهــم في الخير إحساناَ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الـــدنيا
قــــدْ كان اسمكِ يا فتاة دُنِية قـــد كان غدركِ للملوك فجيعة
أَمـَـنَ الدّنو دنــاوة ووضاعة أمْ أنّ مــا يُقــالُ فيك رسالــة
سأجيبُ عنكَ بحكمة وبساطة
أنا مثـــل أمك في التآنس حلوة أن مـثل جدّك فالحكاية صـورة
فجميلـة ومـريـرة مــثمولــة وطـويـلـة وقـصيرة مكروهة
أبدا فإني رأيتُ فيــكِ قصة
أبــــدا فأني رأيت فيك مذلة ومعــزة ومن التجاربِ حكمة
كيف لا أحبك يا دنيـــا محــبة وأنــا أعيش وإن كرهتك تارة
سأجيب عنكَ بحكمة وبساطة
إني جعــلتُ من السعيد شقاوة وجعلتُ من عقل الصحيح سقامة
وجعلتُ من حب الصديق عداوة بأْســي تطاول فالحقيقة مُــرّة
أبـدا فإني رأيتُ فيكِ قصـة
أَفلمْ تكوني للعجائـبِ ماهــرة وقصائـــد قتلتْ بشعرها عائلة
وقضية حكمتْ لأهل الفـــاجرة والحــق يعشق كل أهل الآخرة
سأجيب عنكَ بحكمة وبساطة
أفلم أكنْ أنا للرســـول مثابرة فلــقد ظهرتُ وللمشاكل قاهرة
أنا شاعـــرة ومكابرة بل عابرة فاسـالْ فأهلُكَ والحقائق ظاهرة
أبـدا فإني رأيتُ فيكِ قصــة
أبدا فقد أيقنتُ أنكِ ساحـــرة أفَكــيْفَ يعلمُ من يقود الباخرة
أوَ لمْ تقولي الأمس أنكِ طــاهرة والعــدل فيكِ مظلة في الآخرة
سأجيب عنكَ بحكمة وبساطة
إنِي أُمِرْتُ بـــأن أقود الباخرة إِني أُمِـــرْتُ بأن أكون مسافرة
فالله يأمــــر ولأمره ساهـرة أنا باخرة ومــسافرة بل ساهرة
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الصديق التائــه
اســمٌ تخلّـد في الأذهـان والكتب اســمٌ له نكبات الحزن والتعــبِ
هي الحقيقـة فـي أطـوارها كشفتْ حجم التخاذل في الأشواق والطلـبِ
أَتـَذْكُرون أنـاس قــل ذكرهــمُ ولتدركـونَ لِمَا تجنون من حطـبِ
هي الشهادة طال الدهر يذكــرهـا لكم ضحية أضحت في دجى الكرب
فللـــعواطف ألـوانـــا تزينـها فالــحب أوّلها في الفن والطـربِ
فالبعض يأسف حيناً بعــد ما ذهبتْ كل العواطف في ريح وفي سـربِ
آهٍ لمـن نسـيَ المحــبوب في بلدٍ وظـل يلـجأُ للنسيـان والهــربِ
هــي الهزيمـة حقا فـوق صاحبها مكتوبـة برحيق الحـب والكــذب
إنـي رأيت في هـذا الوقت أفــئدةً تعلو على صخرة شكت من الـندبِ
شكت ذنـــوب أناس فوق أعنقهـم سلاسل وسهـام الأهـل والنسـب
هو الصديق الــذي من بعد كربته تساءل الصحب في ريب وفي عجبِ
أين ابتسامة مــن كانت مطـامعه مقــبولة في حياة الحب والصـخبِ
قد يخـــطئ المرء في قول وأفضله من يدرك الـيوم للأخطـاء والعطبِ
صاحب الخواطر: بلبالي عبدالله
صدى الحب
نُبـْلُ الـمـحبة فـي الحيـاة تُمَجّــدُ أهْـلٌ تـواضـعـوا والمحبةُ سـرْمـدُ
أغــلى الـكـلام لـمن يقول حبيبتي صــدقـا وقـول الصـدق لا يتبـ ددُ
كَثـُرَا البُغَاة فـي قولـهمْ واستعـملوا فـي مدْحـهمـْ وجـدالهمْ فتعــدّدُوا
الــكُـلُّ يـجْهرُ بالإنـاث ويفْــترِي عـنـها وذاك لـفِـعْـلــها يتعهَّـدُُ
هــذا يـقـول حَبِيـبتي أنتِ الــتي أحْيَـا لأجـلـكَ بـلْ سَأَبْقَى أغــرِّدُ
فَلـِجـَهـْلها وصـفائها لـحبيبـهـا تضْحـى جريـحة جيلهـا أَفَََََـأَسْـرد
لـكمُ الـحقـائق مِـنْ عبادٍ أصبحُـوا مثــلاً وعبــرةً للزمانِ فشـاهـدُوا
هـذا السـجـين الـيوم يُذْكَرُ أسـمه بـيـن الـذيـن تعصـبوا وتـمردُوا
فالحبُ يصْـنع فـي الـحيـاة مــودةً بــلْ أنّــه للـروح فيـها مسانـدُ
مَنْ قــــال أنّ الحبَ أضحى مذلــة وبــه تــأزمت الأمــور سأشهدُ
لــه بالـمذلـة حيـن يـدرك أنـــه لـولا الـمحبـة لن يطـول المشهـدُ
إنّ الـنساء بكـيدهـن الـفـاتــــن تُغري وتـجلبُ مــا تشـاء وتقصدُ
فتـراها تنـزع في اللباس وتشتكـــي إن الــرجـال لــدينهم قد جُرّدُوا
مـــا هـكذا الحب الذي أعوانـــه خـانـوا الـعهود أَحُبُـهُمْ يـتعـددُ
الـحب روح الـشمس تظهر نورهــا ولــدفئـها حـس عجيـب سرمـدُ
الـحبُ روح البـدر فـي فـتراتـــه يـبـدو كـأنــه فـضـة تـتـوطدُ
الـحبُ روح الـفجـر فـي نعماتـــه صوتُ وصوتُ الفجر لَحْنُــهُ يصـعـدُ
الـحبُ رعــد فـي التقابل حينمـــا يـتــبادل العـشّاق فيـها ويسعـدُ
الـحبُ رمــزٌ للـصداقة والـوفـــا لــولاهُ مـا بقـيتْ بـذورنـا أعمـدُ
فـالـحبُ حب الله ثـم نـبـيـــنــا حــبٌ بـأكْـمـله يليـه الـموعـدُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
بُعْـدُ الأَحبة
بُعْدُ الأحبة قدْ يُقْصيهما الوجــــعُ حس الفراق مَريرُ الذوق إن وقـعَ
هـــذا الحبيب جميل في بـراءتـه عـــند التّكلم يبدو أنـه ابتــدع
ما خِلْتُ نفسي تهيمُ في هواهـا وإن تمايل الجسم قـبل النفس واندفــعَ
عطر الزهور وصوت الماء يرفـعـه صوت الحبيب وصوت الحب ما وقـعَ
ياوردة الحب نحـن في الظــلام ألاََ تُرينا وجْــهكِ للمحبوب فانتصـعَ
ما ضاع حقك في الأحـلام قـــاطبة رغــمَ القساوة فالمعشوق قدْ رجـعَ
أنتِ الأنيقة في كل الـورود الـــتي رأيتهن وقــــلب الحب لن يســع َ
ففي الليالي بها النجـم يجعلــنــي أمضي إليك وضوء الشمس ما سطـع
وقد رأيتها في الأحـلام ضاحكــة لما استـفقتُ بدا لي اليوم منقشعَـا
فالطير غرد لي والمزن أمـطـر لـي فالــكل أبــدع ذاك اليوم واجتمـعَ
يا زهرة في حما الصحـراء واقفـة أيــن الظلال وحـرُّ النار قدْ رجـعَ
جاءت إلي وقالتْ أنها تــعــبتْ لولا الـتعجل في الأحزان ما انطبــعَ
إن الخطيئة هو الصمتُ عن خطــأ فــكيف يقبـل مـن أحببته أمــع َ
صوت الحقيقة يلقى الحب منعرجـا ويفسد الشر حتما كــل مـــا صنـعَ
فالبتواضع عاش الحب منـتصـــر في أمة قدْ تظن الحـــب إنقـطـعَ
تفنُنُ الشعر قد يفيدُ إن وُضــــعَ لـه الـمقــام وإن وزنـه ارتفـعَ
شـُغلت بوردة
شُــغلـتُ بـــوردة لطالــما نظرتْ إلــى الـحـقيقـة دومـا بمعانيـهَـا
لـطـالـما صـــبرتْ والصبر شِيمتـها وقـدْ تـيقـنـتُ أنّ الــرّبَ يـحميهَا
دعـوتـهـا فـأتـتْ لـمن يـُخاطـبها والـنـور فـي وجـهـهـا الأخّاذ يجُليها
وقـدْ سـررتُ بـهـا والـوقت يأخـذنا كـسرعـة الـبـرق فـينا وهو يخُفيها
ويـنجـلـي لـيلها والـصبح يطـلبها متى أرى وردتـي الـصـفراء آتـيـها
أقــول لا تـمـرضـي لا تـنحنـي أبدا فالـمـاء يـوجـد عـنـدنـا فـأسقيها
وكـم أثـاروا عـلى أن يخرجوها إلى بيـتِ الـمذلـة لاَ!! فـالـحـظ يهواها
قـلـبـي يـكلّمني شـوقي إلى القمر ومـا يـحـيّرنـي أيـضـا يـحيـّرهـا
تـمـشـي بمـفـردهـا والظـل يتبعها الله حـافـظهـا والـخـيـر مـسعـاها
فـي صـمـتها عجبٌ يـدعـوك للعجب يـُغـري فـتـنجـذب لـهـا لـتهواها
بـشـراك بـشـراك يا عـذراء منـزلة ظـلتْ لـنا أُفُـقُ الأيـام نـحـكـيـها
لا الـجـزن يـضـعـفها لا المال يغريها هـي الحـبيـبة ديـن الله يـقـــويها
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
زهرة الإسلام
نأتي إلـى زهــرة الإسـلام نعـتذر *** شـعارنا العـلم لا كـما شكا البشـــرُ
شـعـارنـا حُـرِّفـتْ أورقـه وبـدا *** لـنــا بــأن رياح الغـدر تنتشــرُ
هي ابتسامــة مـن أستاذة شرحـتْ *** بهـا القــلوب فــزاد الحب والسمـرُ
أسـتاذة جـعلت للصــدق مرتفــعاً *** أَبَعْــدَ صِدْقَهـَـا في الأقــوال تُحتقرُ
مَـن ذا يقـدم فـي الأيـام تضـحيـة *** كــمْ تجـهلون فــفي الأيام نَعتـبـرُ
هـي الحـقـيقـة للإنسـان سـاطعة *** مَـن يـَـنكرُ الحق في الأزهار يَنكـسرُ
مَن يصـدق الله فــي قـول يُصاحبه *** فـعلٌ فـــأنه حـتماً سـوف يَنتصـرُ
صاحب الخواطر: بلبالي عبد الله
شــوق ورجاء
إنّ الـصـداقـة في الحياة نــوادرٌ أغْــلى الـمعـاش لـمن يكون يثابرُ
لآنـت مـرافـقة الأنـاث وأصبـحتْ مـن بـيـنهـن فـتاة ثوبـها أخضرُ
إنـي قـرأتُ الـحـزن فـي نظراتها لـكـنـها رغْــم الـتجـاهل تبصـرُ
فَـمِـنَ الغريب إذا ذكـرتَ خِصالــها وتـركـتَ فـيها جـمال الأمس يعبُرُ
ما عـدتُ أصبـرُ عـن حقائق خلـتْ عـنـي وعـنهـا فـهـلْ لقولها تذكرُ
مـا الـعيبُ إنْ لـبستْ لـباسـا وإنما عـيـبُ اللـبـاس عـلى البدائن يَجهرُ
أخـلاقـهـا مـلأتْ عـيـونـي غيـرة وكـأنـه صبـح نَسِيمُهُ يُسْــمِـرُ
هـلْ لــي بـحرف مـن كلامها علّني أتـذكّــر الأسـماء إنـي مُـسـافرُ
فـوجـدتُ فـيهـا صـراحة وبشاشـة لـو ظـلّ وقـتـها للـكلام سأسهــرُ
ورأيـتُ فـضلـها للمـحـاسـن سابق سبـْق الـشروق عـن الغـروب يُباشرُ
عـامٌ تـفـوح بـعطـرهـا وتصونـُهُ عـن آخـريـن تـوسـّلـوا وتحصّرُوا
وبـَدَتْ شُـموع الـحب فـي لمعآنها فـتفـتّحـتْ بـِهِمَـا بصائـر يَعْمُــُر
ووقـفْـتُ أحسـبُ للفراق وحيرتـي تـزْدادُ شييئــا بـلْ غـَدَتْ تَتَوَتّـرُ
إنّ الـحيـاةَ غــريبــة وجـميلــة أنـتِ الـجمـيلـة والـغريب يغـادرُ
مـنـي إلـيهـا نـصيحـة مـختـارة مـتـبـوعـة بـتـحـيـة تـتعـطّـرُ
إنْ كـان عـشـقهـا للـحيـاة مـحبة فـي الآخَـرَيـنَ فـأهـلهـن نَـوَادِرُ
و َإذا أَرَدْتِ فـأيـقِـــني الـمـال فيها إن الرّجـال بـِـمَالـِهِمْ فالأكْـثَرُ
أنتِ الأمــانـةُ فـي الـمنازل ريْـثَما يأتـي الأمــينُ إلـى الأمانـةِ عَابِرُ
فَـصُـنِ الأمانـة وانْـهضـي مِـن أجلها إنّ الـخيانــةَ للـمسائــل تَظْـهـرُ
صــلى الإلـه عـلى النذيـر المصطفى وبآلـــه وبصــحبــه تتـــيسـرُ
كــل الأمــور بـِمُرّهــا وبـحلوهـا ونـكـون أفـضـل مـا نكون صوابِرُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
روعـة الحبيب
ســــبا عقـــلي قليلا عن الـحبيب فــظنـــني قـد نسيت وما نسيتُ
أحــاوره وأسـمـع مـنـه صــوتـا رقـيـقـا لـو تـجـلـى الصبح قلتُ
مـتـى كـان الـصـبـاح لـه جـناجا لـقـد قَـُصـر الـطـريق وما شعرتُ
سـألـتُ الـعـقـل فـي نـفسي وقلتُ أيـمـكـن أنْ أُحُبَ ومـا حـببـتُفـنـفـسـي تـشـتكـي والشـوق يأتي إلـيّ مـسـرعـا ولـــه عـجبـتُ
سـعـيتُ لـهـا وهـل فـي الـسعي ظلم سـأسـألـها سـؤالا ولـو نـدمـتُ
تـُرى مـا الـحـبُ يـا مـن قـد مـلكتي سـفينـتي فـي الـبحـار وقد رضيتُ
أردتُ لـهـا السـعـادة فـي الـحيــاة فـلـو بـقـيتْ حـياتـي لـها بقيتُ
تـمـلّـكـنـي الأسـى حـيـنـا وحـينا لـبُعـدهـا عـن بـلادي وما أسفتُ
عَـدلـتُ عـن اللـقــاء وقـلـتُ لالا ستـطـردنـي بـربـك إذ أتـيــتُ
إذا دمـعـتْ عـيـونـها مـن بــلاء أصـــابــها في الصميم فقد أصبتُ
أمنـي الـنفـس دومـا أن أراهــــا شــريـفـة فـالـشريف له انتسبتُ
مـعـاك أشـتـري حــلــم الـحـيـاة بـضـحـكـة أو بـدمعة ما جرحتُ
عـجـيبٌ أنْ أشــــم الـــعطـر فـيها أتـصـنعـه بـنفسـها أم وهـمتُ
أُقـَـابـِلها أُفــارقـــــها ولـــولا حــياءُهــا والـــوفاء لما وفيتُ
حــرام مــن حبــيــب أنْ يـــغض بطـرفه فـالحـبيبُ لـــه عشقتُ
صــفـــاء الـمـاء يـعكـس صورتين بـرأْيِـكِ مــا مـقـامي إذا رحلتُ
دوائــي الـيوم عنــدكي فــارحمني بــبسمــة لــو رأيتها قد شفيتُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الحبيبة المخلصة
حبيبتي يا فتـاة الــوافديـــنَا فإنكِ تحفـــة للنــــاظريــنَا
وإنّ كــلامكِ عــذب رقيــق سيدخـــلُ في قلوبِ المنتشــينَا
سأسألها بِكَـــمْ صَنَعتْ حبيبــا وهلْ بَقِيَ النّـــدى للراغـبيــنَا
عيونُ أَسْكَــرَتْ بِهِمَا الحبيـب بسحرٍ فــاق سحرَ السّاحرينَـــا
سيمْتثلُ الحـبيبُ لهــا إذا مَـا تعالى الصوت فيها والحـنينَــا
لهـا وزن الفـــتاة المنتقـاةِ فــأرضهــا واحة للعابريــنَا
فديــــنُ الله يُكْسِبُهَا المعالي ويرفــعُ مــن مقام المؤمنينَا
أُحِبُ الحُـــبَ لكن ما نظرْتُ إلى حــب تجـــلى كاليقينـَا
سَأوْصِيكِِ وأفديــكِ بشعري إذا صُــنْتِ كـــلامَ الوالدينَا
وأوصيكِ بذكــرِ الله ثـــمّ نـــبي الله خــير المرسلينَــا
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
ما بعد فـراق الحبيب
أقْسمتُ أنّ وراء الحـزن بـركـانا وأنّ فـوق مـلوك الأرض سـلطانا
وأنّ لؤلـؤة الأفـراح زائـلـــةٌ وأن وقـت فـراق الحـب قد حانـا
تبقى الأمـاكن رمـزاً لـزيارتـنا كمـا نـزور قـبوراً فيـها موتـانا
ياصانع الحب في نفسـي لكم تعبت تلك العروق التي في الـقلب سرعانا
وقد شربتُ مياه الحـب فأنتظـري حـيناً فإنّ عذاب القـلب قـد عانـا
ولو شربتُ من الأشواق لابتهــج كل الفـؤاد وعـاد كـل مـا كانـا
وقطرة من رحيق الزهر تجعلـني في جنةٍ من ديـار الإنس ولـهانـا
إني رأيت شروق الشمس واشتعلت كل الشموع وصــار الشعر وجدانا
لولا اتساع قلوب الصابريـن لَمَـا أعطـى الحبيب لعدل الحب ميزانـا
أين الحبيب الذي أعطى محاســنَه أينجلـي وغروب الشمس مـا حانا !
وقد سقاني جمالاً ظَـــلّ يتبعني لعـل أفضل ما في الحـب مسقانـا
فالحب يجمع ما في الروح من عسلٍ ويجعـل الـروح أنـغاماً وألـحانـا
والحب ريحانة الــدنيا وبـهجتها ونـغمة صَـنعَتْ في الكـون ألواناً
وهل سيذكرنا التاريخ في صحف ؟ أمْ أننـا لصدى الـتاريخ دخـانـا؟
فالله أدرى بما يـأتي الزمـان بـه وأنـه لـكتـاب الـغيـب أدرانـا
صاحب الخواطر :بلبالي عبدالله
ما بعد فـراق الأصدقاء
أقسمت أنّ وراء الحزن أشـعـارا وأنّ فـوق مسـار الـناس أقــدارا
وأين من صنعوا للـــعلم فسحتـه وقدموا لجميع الـناس أفكــــارا
وأين من سأل التاريخ في عــجب وأيـن من وجد في النوم أعــذارا
وأين مـن جـعل الأوراق قِبلتــه وظـل يـحفظ أوراقـاً وأسـفــارا
وأين مـن حلّ ضيفاً في مجالـسنـا وأكسب الجمع شـهرةً وأنـصــارا
وأين من أطرب الأسماع في كلـم وأسمـع القلـب أفراحـاً وأنــوارا
فأيـن عـالمُكم بـل أين أعْلمكـم لـكم تـمنطق في القضايا إنـكـارا
وأين من جعل الأزهار لـــوعتــه وأخفي في صفحات القلب أســرارا
وظـل يكتم ما في القلب من ألــم حتى حكت لمحات الوجـه أخــبارا
الكل يـمضي فـما يبقـى لذكرانـا سوى المحـاسن هـي أحلى تذكـار
إنّ الـوداع إذا ماحـل أبكـانـي وأذْرفتْ مقلـتي دمـعاً وأمـطـارا
وأذكر الصحب في خيـر وأنـهـم فـي رحلة قد يكـون الوقت غدارا
فالأمس ما ترك لليوم مـن خـبــر والـنفس قد شربـت بؤساً وأكـدارا
هي الحياة وإنْ تحلـو مناظـرهــا فـإنـها لجميع الــخـلق إنــذارا
أقسمت أن وراء الحب أســـٍرارا وأنّ فـوق مـسار الناس أقــدارا
صاحب الخواطر :بلبالي عبدالله
ملوكة
مــلوكـة يـا بـــلاد النور فينـا ويــا ضــوء أجــاب السـائليـن
فـأهــــل الـعلم قادَها للمعـالـي فـبـاتـت قـبـلــة للــزئـزيـن
ورثــنـــا الـيوم علْما لم نـبالـي به حـــتى أحـــــار الحائريـن
شكـــا أهـلُ القبور لـِمَا تُـبــاع قشــور الـعـلـم فـي أرض البنيـن
فأمــواج الــيهــود تعانَقَتْـنَــا ولم تُبـــق لــنا أصــلا وديـنـا
نــعــود ولا يـعود المجد لـمّــا يغيب الــعـدل أفـضـل ما لدينــا
أصابــــتْ أرضَنَا عـينٌ وأضحـتْ بــــلادي مـسـرحا للـماكريـن
فـهـذا الـدهر يبـكـي عـلى بلاد أضـاع رجـــالـهـا كـنـز ثمـين
اسجابة الدعاء
شــاء الإلـــه الواحد القهــار أن يُشــفيَ العبــد الضعيف الحالِ
في لـيلــة ويـــا لـها من ليلة مــرت عــلـيّ بـوابل الأثقـالِ
فالـعـين أدمـعت الدمــوع وأنهــا شـــعرت بـذاك اليوم بالأهـوالِ
فتــقهقر الــجسم الضعيف تخوّفا فانهــالت الأحــزان والأقــوالِ
بلــغت ظنــوني الـيوم أنني راحل عـنكــم وعــنها فزادني إشكالِ
فــدعـوت ربي خــيفة وتـضرّعا فـشكوتــه فـأجـابـني في الحالِ
سبــحان مـن مــلك العباد جميعهم وهـو الـرحيــم ومـهدي الضلالِ
فالـحمـد للــرب الــكريم الحافظ عــظم اسمـــه باللطف والإجـلالِ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الإنسانية
نــاس أرادوا أنـاس ليتهم سحبـوا هـــذا الـمقال وإلا السـيف يختارُ قـــوم أرادوا شــراء من له شرف بــل عنــدهم فــكرة بل هي أقذارُ كـيف يـريد ورودا أصل منبتهــا أرض الحــجاز وأرض فـيها أزهـارُ
يــا مــن يريد جمالا ليس يدركـه إن أبـــاك يــقول أنــه عــارُ
تــراه في مــجـلـس كأنه مــلك لـيـس الـعلا للصوص كانوا أعـوارُ
سحـقـا لـه ولــمال إذ أراد بـــه ذلّ الــورى أبــدا فنــحن أحـرارُ
قــد هــمّ قــلبي لها لما دعاها وإن بــدا لــنا في لـيالي الذئب أوكـارُ
أنــظر إلــيّ أخــي يا من له بصر مـا الفــرق بين عيون البحر والنـارُ عــين بخــضرتها لــها بـرآءتها عــين الــسرور وعين الحب يا جـار والــعـكــس في عينه السوداء بارزة تــبدوا عــليها شـرور الحقد والثآرُ نـحن الألى نـحن قوم لو أُطيح بنـــا يـبـقى الـولاء ويبـقى الله نصّــارُ
فهــل لـنـا شــرف بــأن نعاتبه أو مـا كــتبنا لـه في الغيـب أوزارُ
سـلـم ســلاما عــلى مـحمد وعلى آل الشـفيع وهـم في الـناس أخـيارُ
وعــلى الـصحابة ثــم التابعين ومن سـار بـمنهجـهـم في الـخير أطوارُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الحيـــاة
ربي لقد عجزتْ نفسي فما الســببُ مــالي سواك غدا فالشعر قد يشبُ إن الذنوب على الأكتاف تُنــهكني حسبــي رضاك وإني فيك أحتسبُ
فالخــير أفضــل شيء أنت خالقة وفي الحـياة شـــهور بينها رجبُ
أهــل الحــياة إذا مــا قُلنا أنهمُ مســتمتعون أَفـيها يحدث العجب! لماّ ذهبت إلى الأصحـاب اسألهـمْ عن حـالهـمْ فأتاني الرّد قد ذهبـُوا
يومُ اللقاء مع الأحـباب نتحتـــفل كـأن وقـت دوام الوقت ينتســبُ
يـوم الفراق يهول الأمـر فيه عـلى أهلى ونفســي في ذاك اليوم نكتئبُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
حكاية صديق
شكوتُ إلى الــصديق بسوء بحـالي فـفـاجئـني بقصـة ما الجديــــدُ
حكايــة لــو سمـعتَ الجزء منهـا لــقـلـتَ كـفى بربـك لا تعيــدُ
لـقــاء فـي مـقـاهي فما تريــد أشـــــاي أم حــليـب لا أريــدُ
بــدايــتها بنــفسي وقد قنعـتُ وأنـنــــي بـعـدهــا لا أجـيـدُ
فــواقـعــهـا بـأنني مذ عرفتُ بــأنـه قـــد تـعـلــم فالأكيــدُ
وأخـبـرنـي وعـينـَاهُ تـصـدقاني لـيـوسـف قـصـــة أضحت تفـيدُ
وسيـلـة فـالـوسـيلـة سـاعدتها لـتُفهمـنـي الـدروس بـــل المفيدُ
تـوسـمت الـصـداقـة والــوفاء فبـاب الـصـدق مــــدخـله فريدُ
شـكـرتـُها عـن صـنيع ما حسبتُ بــأن وراءه طــلــــب بـعـيدُ
خـرجـت إلـى الـحـديقـة أستريحُ وجـدتـهـا والـعـيــون بهـا تصيدُ
صـعـدتُ إلـى الـقطار وجدتُ نفسي أمــــام عـزلـة بـاتـت تـزيـدُ
جـلـستُ بـقـربـها حـتـى سمعتُ كـلامـهـا فـالـكلام بـــدا شديدُ
فـتـحـرجـنـي بـقـولـها يا حبيبي أمـام الـجـمـع فـابتـســم العبيدُ
قـبـَلُـهـا أأرفُـضُـهـا ومـــاذا هـنـالـك بـعـدما قُرعَ الحديــدُ
تـقـول لـكـل شــخـص تـلتقيـه فـيوسـف لـي وكـل الـيوم عـيدُ
مـحال بـعـدمـا فُـرض الـمحــال بـأنــه هـا هُـنَـا شخصٌ عنيــدُ
كُـشـفـتُ أمـامـها وأخـي يرانـي وزوجتـه وأخـتـــي والـعـمـيدُ
أحبـتـنـي الـفتـاة بـكـل صـدق فحيرتـي أنـنـي أنـا لا أريــــدُ
أحــادثـهـا أغـازلـهـا وأضـحت حـياتـي رهــيـبـة فـلمن أعودُ
فتـطلـبنـي بـنـفـسـها للــزواج أمـانـعـهـا بـقـولـي فأستفيـدُ
فـمـشـكـلـهـا بـأنـهـا هددتني وزداهـا فـمـشـكــلا ذاك الوعيدُ
فـقـلـت لـهـا وداعـا فالـــوداع يـفـرق بـيـنـنـا وأنـا سـعـيدُ
تأجـجـت الـمـواقـف فـاضمـحلت حـلـول الآخـريـن لـمـن يـريـدُ
تــوقـف عـامها وقـضـيت عـامي فـقـسـوتـهـا لـنفـسـها لا تفيدُ
صـديـق ذاق طـعـم الـحـب لـكـن مـتـى يـنـجـو الـمحب فقد يعيدُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
مدح الأصدقاء
يا فــرحتـي ومقامي اليوم مرتفـــعُ بـأسـرة الـخيـر إنّ الأمـر محسومٌ
مــــدحٌ وإخـلاصٌ وِدٌ وإحـســاسٌ الـكـلٌ فـيه خـصال الخير موسومٌ
طـاب بـطيبـته حتـى النساء حكــتْ لـنا مـن طـيبـته وَهُـــوَ محرومٌ
فيـا صـديـقي إذا مـا الموتُ صادفنا تبقى الأصول ويبقــى الطيب مشمومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنها فترةٌ والوقت مختــــومٌ
****
بــَعْدَ الــصديق صديق لا مثيل لــه عـزٌ لـه وَهْــوَ فـي الـناس مظلومٌ
يـا مـن حَـمِلْتَ لـنا اسم الخليـل إذا مـا حـلّ صـبحٌ لـديك الصبح مغرومٌ
يـا عـاشقـا لـفتاة أنـتَ تـعلمهــا أفـصـح إلـيّ فـهـذا الـقلب مغمومٌ
إن الـبنـات ورود الأرض زَخْــرَفَهَا رُبْـعُ الجمال ورُبْع عنـد كَلـــثُــومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنها فتـرةٌ والوقت مختـــــومٌ
****
سَــامِحْ أخاك يا من في الخيـر مشتهر أنـي نسـيـتُ قيــام اللـيل يا قـومٌ
فالأســم يـرفعـكَ والشاي يدفعــكَ والنـاسُ عـنـدك مـحـمودٌ ومذمومٌ
يا مـنْ لـه غـرفـةٌ في الباء ساطعـة كـنتَ الـوفـي لنا في الإسم والنـومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنهـا فـترةٌ والـوقت مخــتومٌ
****
يا ســاوري يـا مـن أتـي إلى بلدي إلـيـكَ مـنى سـلام الله مـنغــومٌ
فالأرض تـعـذرك والـبـئر يُنـْـذرك والـقصـر يشكـرك والجـرحُ مدمومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لـكنها فتـرةٌ والـوقت مـخـتومٌ
****
يا نـفـحـة فـي صـدا بلخير قد لمعتْ إفـرحْ وكـنْ لـدعـاء الناس معلومٌ
يـا مـن أحَـبَّ أوراق الـمال والعمل أنـفـقْ عـلـينا وكنْ للجود مفهومٌ
يا مــن لديـه خصـال الصبر واضحة أصـبرْ عليّ فأنــي الـيوم مهـمومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنها فتـرةٌ والوقـت مـخـتومٌ
****
يا من له فــطنة الآبــاء والجـدد أبـشـرْ بـفطنتك مـا خاب مدعومٌ
إن الـعـبـاد عـبـاد الله كُـلِّهـمُ فـأنتَ فـيـهـمْ وديـن الله معصومٌ
أن الــورود الـتي لـديك زائـلـة أرجـعْ وكـن لإلـه الخلـق موسومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لـكنهـا فترةٌ والـوقت مـخـتومٌ
****
فـيا عـلي ومـن بانتْ مظـاهـــره الـحكم عـندك فـي القضايا مسمـومٌ
والـوجه يُـنبئُ أن الـحزن مشتعــل والنـطـق يـأبى وهـذا الـقول مذموم
يا مـن لـة ثـقةٌ فـي النفس مفرطـة هـوِّن عـليك فــإنّ الــحق معلـومٌ
ياليت نفسي دوام الوقت تمدحكَ لكنهـا فـترةٌ والـوقت مـختـومٌ
**** صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
مرارة لفراق
مـــرارةٌ لفراق أحْــلى أصحـابي مــرارةٌ بعْـدَ كل ما مضى فَــانِ
يـا لـيـتنا وأيـام الـشوق تجـمعنـا لَـكَـمْ حـلاوة في جمع وإمعــانِ
هـذا يعـارضك باسـم الـمحبة فــي إثـارة وشـــكوك فيـها إحسانِ
مشـاكـل كلـها عـمّتْ منـازلنـــا مسائـل أكـدتْ صـدق وأيـمـانِ
وأنـنـي ولـهذا الـيوم أذكـركـــمْ لعلنـي بـعدها أبـقى فـي أذهانِ
الحـلـمُ في طلـب الدنيا وزينتــهـا مـطـامـعٌ فـي هـوى أنس وإنسانِ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
غـــرابة الحياة
لــــونُ السمــاء الـهادئ الخـلاب يـُـوحـي إلـيكَ سـكـيـنة الأيـامِ
فـتـرى الـنفـوس بـطـبعها وصفائها تـُهـدي إلـيـك سـفيـنة الأحـلام ِ
هَلاّ سـألْـتَ الـناس عـن أحوالـهـمْ تـَجِـدُ الـجـواب بـصحـبة الأسقـامِ
حَـلّ الـظـلام بـبـطشـه وســواده فـتـبـايَـنَـتْ كــل من الأجســامِ
واسْتَـظْـهَـرتْ بعض الوحوش شراسة داسـتْ عـلـى الأجسـاد بالأقــدامِ
شـنّ الـصبـاح الـحرب دون هـوادة فتـمـايـَلـتْ عـنه ذئـاب الحــامِ
فيا أيّـها الإنسـان كُــنْ متحمـســا تنـأى بـنـفســك مـن الإعــدامِ
إِعـلـمْ بـأن الله تـقـدسَ إسـمُـــهُ أهْـدَى إلـيـنـا رحـمـة الإســلامِ
صاحب الخواطر: بلبالي عبد الله
الحرب على غزة
إذا الـــحربُ شُــنتْ عـلـى غزةٍ فــإنّ الـخــرابَ يُفنـي البشـرْ
وقـد أيْـقَـن َالـشـعب أنّ الـرجال لـهـمْ شـيمتـان بـكـل الصـورْ
تَـرَى بـعـضـهـمْ صـامـدٌ متكلْ يـُلاقِـي الـعـدو بـكـل الـحذرْ
أَرُونــا الـشجـاعة فـي وقـتـهـا أُرونـا الـشـاهـمـة أبْـدُو العِبـرْ
تـهـافَـى الـعَـدو عـلـى شَـعـْبنا وهـزّ الـدّيـَار وهـزّ الـشَـجــرْ
وكـمْ قـتّلـونـا وكــم ذبـّحــوا ولـمْ يـتْـركـوا نـخـلـة والحجـرْ
فـأيـنَ الـرمـوز وأيــنَ الـعـربْ وأيـنَ الـتـآخـي لِـماذا انـدثرْ
وايـنَ الـسّـلاح وين الجيوش أأيـنَ الـجيـــوشْ وأيـنَ الـدروع بـِمَا نُـشْـتـَهَـرْ
حـرامُ عـليـكـمْ حـرامُ حــــرامْ بـأنْ تـصمـتوا لـبعـضِ الـنفـرْ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
رحلتي إلى قسنطية
هــل لـي أخي من مؤنس في رحلتـي أم أنـنـي فـي وحـدة لـها أُنشدُ
هـي رحـلـة أفـاقـهـا أحـلامــها بـمسـيـرة الأيـام فـيهـا أمدد ُ
هـي رحـلـة مـرسـومـة برمـالهـا وحـجـارة تـبـدو كـأنه معبـدُ
فـرس ركـبـت الـيوم فـي أحضانــه فـرحا ونفـسـي الآن قد تـتمردُ
جـَمَـلٌ يـكـلمنـي ويسـأل من أنــا حـيـنـا ويـسـل بعدها ما المقصدُ
هـــي سـاعةٌ فيها العجاب ومن يقلْ عـكـس الـكـلام لـعـله يتشـردُ
أتـذكـر الأصـحـاب كـل دقـيقــة أتـسـاءل أتـحـسـر أتـــرددُ
عــن حـالـهـم عن أهلهم هل أنهم فـي عـيـشـة مـرمـوقـة تتأكدُ
صـحـبي معي فـي محنتي في فرحتي فـي رحـلـتـي أرواحـنا قد تصعدُ
هـي الـحيـاة جـميـلـة أضـحوكـة بـعـذابـهـا وعـقابـها من يصمدُ
وصــلـت وفـود الـعـابرين بأسرها فـاسـتُقـبـلـت بـحفـاوة تتخلدُ
هــب الـجـميع إلـى الأمير يشاهـد هــذا الـمجـاهد شـاهد بل قائدُ
هـذا أعـطـى الـجـزائـر هـيـبـة هـذا الـذي تـمثـالـه صــامدُ
هـي الـجـزائـر تحـفـة بـرمـوزها وجـبـالـهـا وجـسـورها تعددُ
صـلـى الإله عـلى الـنذيـر المجتبى وبـآلـه وبـصـحـبه تـتـوحــدُ
بـلـد الـمـحـبة والـعلـوم فأرضنـا هــي الـجـزائـر زهـرة تـتأبـدُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
جولة الحسم
عيـن الحسود توارتْ خلف أعينهــمْ الله ينصـــر ذا المظلوم سرعانــاَ
سرْنـــا إليهمْ بــروح جد عالــية فأمطروا كل شيء حتـى سـعدانـاَ
تكالبــتْ صحف الفرعون قائــلـة إنّ الفريـــق في التمثيل قد بانَـا
ما أحس بَنُو الفــــرعون أنـّــهمُ قـدْ أرعـبونا وصار الوقت برهاناَ
فسجلوا هدفــــا سرعان ما اكتشفوا بأنـّنَا في الصعــاب نحن شجعاناَ
لـــكــنّ ربّ عـــباد الله أنصفنا رغم الهزيـمة قـال الشعب سوداناَ
إنّ السودان بفخــــر في منازلــه أهــدانا حــلمنا فـي أم درماناَ
فالـلاعبـــــون ومـنهم يحيا عنترة هـــزّ الشباك وردّ الدين سرعاناَ
هـــزّ الجزائر بالأفراح قاطبــــة فـي لــيلة أصبحت صبحا وألوانا َ
شكرا لمن ذهب السودان من بلــــدي وشـــدّ من همم الخضراء شبانـاَ
كمــــا ألُوح بشكر القائمن عــلى حـسن الضيافة في السودان جيراناَ
عـــارُ على بلد أخلاقه فســـدتْ مـــن لعبة أصبح المسئول صبياناَ
لـِمَا الــشتائمُ يا إعلامُ بلْ مـــاذا بـعـد الـشتـائم إلا الكره مجـاناَ
لقــــد قهرْنا بفضل الله سخطــكمُ وفـاز في شرف الأخلاق أقـوانـا َ
يا منْ تجــرأ في حرق الرمــوز ألاَ تـــرى بفعلك هــذا إلا خذلانا َ
لقد عرفناكِ يا مصر الشهـامة فـــي حســن الضيافة إنّّ الغدر أغشاناَ
ويــلٌ لكل سفيـــــه قال في بلدي إن الـجـزائـر شـعب جـله خاناَ
هُنَا الجزائر أهــــل العز والكــرم هـــنا السلامة للانسان والجــاناَ
عاشت بلادي وعاش شعبها فــــرحا رغم الجروح ورغم الجوع أحيانـاَ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الفصــــل
الصدقُ أفضل شيء ظلّ يتبـــعـــنا والحــق أروع ما في القول تبيانـاَ
بانت مشاهد أهل الـحق واكتمـلـــت إن المصـــالــح هي حبل مربطناَ
لـمَـا التّــغـــير فالتعلـيم يجمعنا لـما التّجبر لا فالمجــد ليس هُنَــا
إذا بلـــغتَ مقاما صار مرتفعــــا عنّا فليتكـمُ صنــــتمّ لنا شانـــاَ
لقد ركبتَ خيولا لـستَ مالكـهــــا ى لقدْ أتيتَ بقــول لـــيس برهانـاَ
ما خلتُ فيكَ رموز الضعف بـــارزة لـولاه مــا حجـز الرهبان قبطانـاَ
ترى الصداقةَ في هـدم الصديــق ألاَ تــري بفعـلكَ هذا إلاّ خُــذلانـاَ
إنّ المحبة إن كـــانت منمّقــــة بنكهة قـــد يصـير البحر هيجانـاَ
هي الـورود إذن هـزتْ مشاعــرك ثبِّـتْ خُطـــاك أخي فنحن إخــواناَ
لــقدْ فصلتَ بقول الـحق معــركة كانتْ لديك طـــوالَ الـوقت سُلطاناَ
إن القـــصيدة حتما في بدايتهــا أرجــو التـريث إن فـصلــكم باناَ
ألاَ يَهُـمّك رأيُ الآخــــرين أمَــا طعـم الحياة بــهن فيـه ألــوانـاَ
الهِتْكُ فــي شــرف الأزهار مـرذلة فــكيف بالـزهرة التي بسكنانـاَ
إنـــي قرأت عيون الصحب ماكــرة فلــيتهــا أخطأتْ رأياي أغصاناَ
أنتَ تــــريد عبور البحر في كــنف ذاك الصديق الذي أراك إحسانــاَ
فالفيلسوف إذا ضــــــاقتْ مشاعره هــبّ لنفــس صديق عله صـانَ
تــلك العيوب التي تفضـــي بصيرته فالنــقــص يكملـه فتي وفتياناَ
أنت الصديق الذي مازال يقلـقـنـــي لأن فـــكـرك في التصميم أبقاناَ
الــكـــل يمضي فما يبقى لصحبتـنا ســوى النصيحة هي أحلى ذكراناَ
أنـــــي حببت رسول الله ســيدنا خـيــر الورى وكذا والآل أفضلناَ
وعلـــــى الصحابة ثم التابعين ومن سـار بمنهجهــم في الخير إحساناَ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الـــدنيا
قــــدْ كان اسمكِ يا فتاة دُنِية قـــد كان غدركِ للملوك فجيعة
أَمـَـنَ الدّنو دنــاوة ووضاعة أمْ أنّ مــا يُقــالُ فيك رسالــة
سأجيبُ عنكَ بحكمة وبساطة
أنا مثـــل أمك في التآنس حلوة أن مـثل جدّك فالحكاية صـورة
فجميلـة ومـريـرة مــثمولــة وطـويـلـة وقـصيرة مكروهة
أبدا فإني رأيتُ فيــكِ قصة
أبــــدا فأني رأيت فيك مذلة ومعــزة ومن التجاربِ حكمة
كيف لا أحبك يا دنيـــا محــبة وأنــا أعيش وإن كرهتك تارة
سأجيب عنكَ بحكمة وبساطة
إني جعــلتُ من السعيد شقاوة وجعلتُ من عقل الصحيح سقامة
وجعلتُ من حب الصديق عداوة بأْســي تطاول فالحقيقة مُــرّة
أبـدا فإني رأيتُ فيكِ قصـة
أَفلمْ تكوني للعجائـبِ ماهــرة وقصائـــد قتلتْ بشعرها عائلة
وقضية حكمتْ لأهل الفـــاجرة والحــق يعشق كل أهل الآخرة
سأجيب عنكَ بحكمة وبساطة
أفلم أكنْ أنا للرســـول مثابرة فلــقد ظهرتُ وللمشاكل قاهرة
أنا شاعـــرة ومكابرة بل عابرة فاسـالْ فأهلُكَ والحقائق ظاهرة
أبـدا فإني رأيتُ فيكِ قصــة
أبدا فقد أيقنتُ أنكِ ساحـــرة أفَكــيْفَ يعلمُ من يقود الباخرة
أوَ لمْ تقولي الأمس أنكِ طــاهرة والعــدل فيكِ مظلة في الآخرة
سأجيب عنكَ بحكمة وبساطة
إنِي أُمِرْتُ بـــأن أقود الباخرة إِني أُمِـــرْتُ بأن أكون مسافرة
فالله يأمــــر ولأمره ساهـرة أنا باخرة ومــسافرة بل ساهرة
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الصديق التائــه
اســمٌ تخلّـد في الأذهـان والكتب اســمٌ له نكبات الحزن والتعــبِ
هي الحقيقـة فـي أطـوارها كشفتْ حجم التخاذل في الأشواق والطلـبِ
أَتـَذْكُرون أنـاس قــل ذكرهــمُ ولتدركـونَ لِمَا تجنون من حطـبِ
هي الشهادة طال الدهر يذكــرهـا لكم ضحية أضحت في دجى الكرب
فللـــعواطف ألـوانـــا تزينـها فالــحب أوّلها في الفن والطـربِ
فالبعض يأسف حيناً بعــد ما ذهبتْ كل العواطف في ريح وفي سـربِ
آهٍ لمـن نسـيَ المحــبوب في بلدٍ وظـل يلـجأُ للنسيـان والهــربِ
هــي الهزيمـة حقا فـوق صاحبها مكتوبـة برحيق الحـب والكــذب
إنـي رأيت في هـذا الوقت أفــئدةً تعلو على صخرة شكت من الـندبِ
شكت ذنـــوب أناس فوق أعنقهـم سلاسل وسهـام الأهـل والنسـب
هو الصديق الــذي من بعد كربته تساءل الصحب في ريب وفي عجبِ
أين ابتسامة مــن كانت مطـامعه مقــبولة في حياة الحب والصـخبِ
قد يخـــطئ المرء في قول وأفضله من يدرك الـيوم للأخطـاء والعطبِ
صاحب الخواطر: بلبالي عبدالله
صدى الحب
نُبـْلُ الـمـحبة فـي الحيـاة تُمَجّــدُ أهْـلٌ تـواضـعـوا والمحبةُ سـرْمـدُ
أغــلى الـكـلام لـمن يقول حبيبتي صــدقـا وقـول الصـدق لا يتبـ ددُ
كَثـُرَا البُغَاة فـي قولـهمْ واستعـملوا فـي مدْحـهمـْ وجـدالهمْ فتعــدّدُوا
الــكُـلُّ يـجْهرُ بالإنـاث ويفْــترِي عـنـها وذاك لـفِـعْـلــها يتعهَّـدُُ
هــذا يـقـول حَبِيـبتي أنتِ الــتي أحْيَـا لأجـلـكَ بـلْ سَأَبْقَى أغــرِّدُ
فَلـِجـَهـْلها وصـفائها لـحبيبـهـا تضْحـى جريـحة جيلهـا أَفَََََـأَسْـرد
لـكمُ الـحقـائق مِـنْ عبادٍ أصبحُـوا مثــلاً وعبــرةً للزمانِ فشـاهـدُوا
هـذا السـجـين الـيوم يُذْكَرُ أسـمه بـيـن الـذيـن تعصـبوا وتـمردُوا
فالحبُ يصْـنع فـي الـحيـاة مــودةً بــلْ أنّــه للـروح فيـها مسانـدُ
مَنْ قــــال أنّ الحبَ أضحى مذلــة وبــه تــأزمت الأمــور سأشهدُ
لــه بالـمذلـة حيـن يـدرك أنـــه لـولا الـمحبـة لن يطـول المشهـدُ
إنّ الـنساء بكـيدهـن الـفـاتــــن تُغري وتـجلبُ مــا تشـاء وتقصدُ
فتـراها تنـزع في اللباس وتشتكـــي إن الــرجـال لــدينهم قد جُرّدُوا
مـــا هـكذا الحب الذي أعوانـــه خـانـوا الـعهود أَحُبُـهُمْ يـتعـددُ
الـحب روح الـشمس تظهر نورهــا ولــدفئـها حـس عجيـب سرمـدُ
الـحبُ روح البـدر فـي فـتراتـــه يـبـدو كـأنــه فـضـة تـتـوطدُ
الـحبُ روح الـفجـر فـي نعماتـــه صوتُ وصوتُ الفجر لَحْنُــهُ يصـعـدُ
الـحبُ رعــد فـي التقابل حينمـــا يـتــبادل العـشّاق فيـها ويسعـدُ
الـحبُ رمــزٌ للـصداقة والـوفـــا لــولاهُ مـا بقـيتْ بـذورنـا أعمـدُ
فـالـحبُ حب الله ثـم نـبـيـــنــا حــبٌ بـأكْـمـله يليـه الـموعـدُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
بُعْـدُ الأَحبة
بُعْدُ الأحبة قدْ يُقْصيهما الوجــــعُ حس الفراق مَريرُ الذوق إن وقـعَ
هـــذا الحبيب جميل في بـراءتـه عـــند التّكلم يبدو أنـه ابتــدع
ما خِلْتُ نفسي تهيمُ في هواهـا وإن تمايل الجسم قـبل النفس واندفــعَ
عطر الزهور وصوت الماء يرفـعـه صوت الحبيب وصوت الحب ما وقـعَ
ياوردة الحب نحـن في الظــلام ألاََ تُرينا وجْــهكِ للمحبوب فانتصـعَ
ما ضاع حقك في الأحـلام قـــاطبة رغــمَ القساوة فالمعشوق قدْ رجـعَ
أنتِ الأنيقة في كل الـورود الـــتي رأيتهن وقــــلب الحب لن يســع َ
ففي الليالي بها النجـم يجعلــنــي أمضي إليك وضوء الشمس ما سطـع
وقد رأيتها في الأحـلام ضاحكــة لما استـفقتُ بدا لي اليوم منقشعَـا
فالطير غرد لي والمزن أمـطـر لـي فالــكل أبــدع ذاك اليوم واجتمـعَ
يا زهرة في حما الصحـراء واقفـة أيــن الظلال وحـرُّ النار قدْ رجـعَ
جاءت إلي وقالتْ أنها تــعــبتْ لولا الـتعجل في الأحزان ما انطبــعَ
إن الخطيئة هو الصمتُ عن خطــأ فــكيف يقبـل مـن أحببته أمــع َ
صوت الحقيقة يلقى الحب منعرجـا ويفسد الشر حتما كــل مـــا صنـعَ
فالبتواضع عاش الحب منـتصـــر في أمة قدْ تظن الحـــب إنقـطـعَ
تفنُنُ الشعر قد يفيدُ إن وُضــــعَ لـه الـمقــام وإن وزنـه ارتفـعَ
شـُغلت بوردة
شُــغلـتُ بـــوردة لطالــما نظرتْ إلــى الـحـقيقـة دومـا بمعانيـهَـا
لـطـالـما صـــبرتْ والصبر شِيمتـها وقـدْ تـيقـنـتُ أنّ الــرّبَ يـحميهَا
دعـوتـهـا فـأتـتْ لـمن يـُخاطـبها والـنـور فـي وجـهـهـا الأخّاذ يجُليها
وقـدْ سـررتُ بـهـا والـوقت يأخـذنا كـسرعـة الـبـرق فـينا وهو يخُفيها
ويـنجـلـي لـيلها والـصبح يطـلبها متى أرى وردتـي الـصـفراء آتـيـها
أقــول لا تـمـرضـي لا تـنحنـي أبدا فالـمـاء يـوجـد عـنـدنـا فـأسقيها
وكـم أثـاروا عـلى أن يخرجوها إلى بيـتِ الـمذلـة لاَ!! فـالـحـظ يهواها
قـلـبـي يـكلّمني شـوقي إلى القمر ومـا يـحـيّرنـي أيـضـا يـحيـّرهـا
تـمـشـي بمـفـردهـا والظـل يتبعها الله حـافـظهـا والـخـيـر مـسعـاها
فـي صـمـتها عجبٌ يـدعـوك للعجب يـُغـري فـتـنجـذب لـهـا لـتهواها
بـشـراك بـشـراك يا عـذراء منـزلة ظـلتْ لـنا أُفُـقُ الأيـام نـحـكـيـها
لا الـجـزن يـضـعـفها لا المال يغريها هـي الحـبيـبة ديـن الله يـقـــويها
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
زهرة الإسلام
نأتي إلـى زهــرة الإسـلام نعـتذر *** شـعارنا العـلم لا كـما شكا البشـــرُ
شـعـارنـا حُـرِّفـتْ أورقـه وبـدا *** لـنــا بــأن رياح الغـدر تنتشــرُ
هي ابتسامــة مـن أستاذة شرحـتْ *** بهـا القــلوب فــزاد الحب والسمـرُ
أسـتاذة جـعلت للصــدق مرتفــعاً *** أَبَعْــدَ صِدْقَهـَـا في الأقــوال تُحتقرُ
مَـن ذا يقـدم فـي الأيـام تضـحيـة *** كــمْ تجـهلون فــفي الأيام نَعتـبـرُ
هـي الحـقـيقـة للإنسـان سـاطعة *** مَـن يـَـنكرُ الحق في الأزهار يَنكـسرُ
مَن يصـدق الله فــي قـول يُصاحبه *** فـعلٌ فـــأنه حـتماً سـوف يَنتصـرُ
صاحب الخواطر: بلبالي عبد الله
شــوق ورجاء
إنّ الـصـداقـة في الحياة نــوادرٌ أغْــلى الـمعـاش لـمن يكون يثابرُ
لآنـت مـرافـقة الأنـاث وأصبـحتْ مـن بـيـنهـن فـتاة ثوبـها أخضرُ
إنـي قـرأتُ الـحـزن فـي نظراتها لـكـنـها رغْــم الـتجـاهل تبصـرُ
فَـمِـنَ الغريب إذا ذكـرتَ خِصالــها وتـركـتَ فـيها جـمال الأمس يعبُرُ
ما عـدتُ أصبـرُ عـن حقائق خلـتْ عـنـي وعـنهـا فـهـلْ لقولها تذكرُ
مـا الـعيبُ إنْ لـبستْ لـباسـا وإنما عـيـبُ اللـبـاس عـلى البدائن يَجهرُ
أخـلاقـهـا مـلأتْ عـيـونـي غيـرة وكـأنـه صبـح نَسِيمُهُ يُسْــمِـرُ
هـلْ لــي بـحرف مـن كلامها علّني أتـذكّــر الأسـماء إنـي مُـسـافرُ
فـوجـدتُ فـيهـا صـراحة وبشاشـة لـو ظـلّ وقـتـها للـكلام سأسهــرُ
ورأيـتُ فـضلـها للمـحـاسـن سابق سبـْق الـشروق عـن الغـروب يُباشرُ
عـامٌ تـفـوح بـعطـرهـا وتصونـُهُ عـن آخـريـن تـوسـّلـوا وتحصّرُوا
وبـَدَتْ شُـموع الـحب فـي لمعآنها فـتفـتّحـتْ بـِهِمَـا بصائـر يَعْمُــُر
ووقـفْـتُ أحسـبُ للفراق وحيرتـي تـزْدادُ شييئــا بـلْ غـَدَتْ تَتَوَتّـرُ
إنّ الـحيـاةَ غــريبــة وجـميلــة أنـتِ الـجمـيلـة والـغريب يغـادرُ
مـنـي إلـيهـا نـصيحـة مـختـارة مـتـبـوعـة بـتـحـيـة تـتعـطّـرُ
إنْ كـان عـشـقهـا للـحيـاة مـحبة فـي الآخَـرَيـنَ فـأهـلهـن نَـوَادِرُ
و َإذا أَرَدْتِ فـأيـقِـــني الـمـال فيها إن الرّجـال بـِـمَالـِهِمْ فالأكْـثَرُ
أنتِ الأمــانـةُ فـي الـمنازل ريْـثَما يأتـي الأمــينُ إلـى الأمانـةِ عَابِرُ
فَـصُـنِ الأمانـة وانْـهضـي مِـن أجلها إنّ الـخيانــةَ للـمسائــل تَظْـهـرُ
صــلى الإلـه عـلى النذيـر المصطفى وبآلـــه وبصــحبــه تتـــيسـرُ
كــل الأمــور بـِمُرّهــا وبـحلوهـا ونـكـون أفـضـل مـا نكون صوابِرُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
روعـة الحبيب
ســــبا عقـــلي قليلا عن الـحبيب فــظنـــني قـد نسيت وما نسيتُ
أحــاوره وأسـمـع مـنـه صــوتـا رقـيـقـا لـو تـجـلـى الصبح قلتُ
مـتـى كـان الـصـبـاح لـه جـناجا لـقـد قَـُصـر الـطـريق وما شعرتُ
سـألـتُ الـعـقـل فـي نـفسي وقلتُ أيـمـكـن أنْ أُحُبَ ومـا حـببـتُفـنـفـسـي تـشـتكـي والشـوق يأتي إلـيّ مـسـرعـا ولـــه عـجبـتُ
سـعـيتُ لـهـا وهـل فـي الـسعي ظلم سـأسـألـها سـؤالا ولـو نـدمـتُ
تـُرى مـا الـحـبُ يـا مـن قـد مـلكتي سـفينـتي فـي الـبحـار وقد رضيتُ
أردتُ لـهـا السـعـادة فـي الـحيــاة فـلـو بـقـيتْ حـياتـي لـها بقيتُ
تـمـلّـكـنـي الأسـى حـيـنـا وحـينا لـبُعـدهـا عـن بـلادي وما أسفتُ
عَـدلـتُ عـن اللـقــاء وقـلـتُ لالا ستـطـردنـي بـربـك إذ أتـيــتُ
إذا دمـعـتْ عـيـونـها مـن بــلاء أصـــابــها في الصميم فقد أصبتُ
أمنـي الـنفـس دومـا أن أراهــــا شــريـفـة فـالـشريف له انتسبتُ
مـعـاك أشـتـري حــلــم الـحـيـاة بـضـحـكـة أو بـدمعة ما جرحتُ
عـجـيبٌ أنْ أشــــم الـــعطـر فـيها أتـصـنعـه بـنفسـها أم وهـمتُ
أُقـَـابـِلها أُفــارقـــــها ولـــولا حــياءُهــا والـــوفاء لما وفيتُ
حــرام مــن حبــيــب أنْ يـــغض بطـرفه فـالحـبيبُ لـــه عشقتُ
صــفـــاء الـمـاء يـعكـس صورتين بـرأْيِـكِ مــا مـقـامي إذا رحلتُ
دوائــي الـيوم عنــدكي فــارحمني بــبسمــة لــو رأيتها قد شفيتُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
الحبيبة المخلصة
حبيبتي يا فتـاة الــوافديـــنَا فإنكِ تحفـــة للنــــاظريــنَا
وإنّ كــلامكِ عــذب رقيــق سيدخـــلُ في قلوبِ المنتشــينَا
سأسألها بِكَـــمْ صَنَعتْ حبيبــا وهلْ بَقِيَ النّـــدى للراغـبيــنَا
عيونُ أَسْكَــرَتْ بِهِمَا الحبيـب بسحرٍ فــاق سحرَ السّاحرينَـــا
سيمْتثلُ الحـبيبُ لهــا إذا مَـا تعالى الصوت فيها والحـنينَــا
لهـا وزن الفـــتاة المنتقـاةِ فــأرضهــا واحة للعابريــنَا
فديــــنُ الله يُكْسِبُهَا المعالي ويرفــعُ مــن مقام المؤمنينَا
أُحِبُ الحُـــبَ لكن ما نظرْتُ إلى حــب تجـــلى كاليقينـَا
سَأوْصِيكِِ وأفديــكِ بشعري إذا صُــنْتِ كـــلامَ الوالدينَا
وأوصيكِ بذكــرِ الله ثـــمّ نـــبي الله خــير المرسلينَــا
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي
ما بعد فـراق الحبيب
أقْسمتُ أنّ وراء الحـزن بـركـانا وأنّ فـوق مـلوك الأرض سـلطانا
وأنّ لؤلـؤة الأفـراح زائـلـــةٌ وأن وقـت فـراق الحـب قد حانـا
تبقى الأمـاكن رمـزاً لـزيارتـنا كمـا نـزور قـبوراً فيـها موتـانا
ياصانع الحب في نفسـي لكم تعبت تلك العروق التي في الـقلب سرعانا
وقد شربتُ مياه الحـب فأنتظـري حـيناً فإنّ عذاب القـلب قـد عانـا
ولو شربتُ من الأشواق لابتهــج كل الفـؤاد وعـاد كـل مـا كانـا
وقطرة من رحيق الزهر تجعلـني في جنةٍ من ديـار الإنس ولـهانـا
إني رأيت شروق الشمس واشتعلت كل الشموع وصــار الشعر وجدانا
لولا اتساع قلوب الصابريـن لَمَـا أعطـى الحبيب لعدل الحب ميزانـا
أين الحبيب الذي أعطى محاســنَه أينجلـي وغروب الشمس مـا حانا !
وقد سقاني جمالاً ظَـــلّ يتبعني لعـل أفضل ما في الحـب مسقانـا
فالحب يجمع ما في الروح من عسلٍ ويجعـل الـروح أنـغاماً وألـحانـا
والحب ريحانة الــدنيا وبـهجتها ونـغمة صَـنعَتْ في الكـون ألواناً
وهل سيذكرنا التاريخ في صحف ؟ أمْ أننـا لصدى الـتاريخ دخـانـا؟
فالله أدرى بما يـأتي الزمـان بـه وأنـه لـكتـاب الـغيـب أدرانـا
صاحب الخواطر :بلبالي عبدالله
ما بعد فـراق الأصدقاء
أقسمت أنّ وراء الحزن أشـعـارا وأنّ فـوق مسـار الـناس أقــدارا
وأين من صنعوا للـــعلم فسحتـه وقدموا لجميع الـناس أفكــــارا
وأين من سأل التاريخ في عــجب وأيـن من وجد في النوم أعــذارا
وأين مـن جـعل الأوراق قِبلتــه وظـل يـحفظ أوراقـاً وأسـفــارا
وأين مـن حلّ ضيفاً في مجالـسنـا وأكسب الجمع شـهرةً وأنـصــارا
وأين من أطرب الأسماع في كلـم وأسمـع القلـب أفراحـاً وأنــوارا
فأيـن عـالمُكم بـل أين أعْلمكـم لـكم تـمنطق في القضايا إنـكـارا
وأين من جعل الأزهار لـــوعتــه وأخفي في صفحات القلب أســرارا
وظـل يكتم ما في القلب من ألــم حتى حكت لمحات الوجـه أخــبارا
الكل يـمضي فـما يبقـى لذكرانـا سوى المحـاسن هـي أحلى تذكـار
إنّ الـوداع إذا ماحـل أبكـانـي وأذْرفتْ مقلـتي دمـعاً وأمـطـارا
وأذكر الصحب في خيـر وأنـهـم فـي رحلة قد يكـون الوقت غدارا
فالأمس ما ترك لليوم مـن خـبــر والـنفس قد شربـت بؤساً وأكـدارا
هي الحياة وإنْ تحلـو مناظـرهــا فـإنـها لجميع الــخـلق إنــذارا
أقسمت أن وراء الحب أســـٍرارا وأنّ فـوق مـسار الناس أقــدارا
صاحب الخواطر :بلبالي عبدالله
ملوكة
مــلوكـة يـا بـــلاد النور فينـا ويــا ضــوء أجــاب السـائليـن
فـأهــــل الـعلم قادَها للمعـالـي فـبـاتـت قـبـلــة للــزئـزيـن
ورثــنـــا الـيوم علْما لم نـبالـي به حـــتى أحـــــار الحائريـن
شكـــا أهـلُ القبور لـِمَا تُـبــاع قشــور الـعـلـم فـي أرض البنيـن
فأمــواج الــيهــود تعانَقَتْـنَــا ولم تُبـــق لــنا أصــلا وديـنـا
نــعــود ولا يـعود المجد لـمّــا يغيب الــعـدل أفـضـل ما لدينــا
أصابــــتْ أرضَنَا عـينٌ وأضحـتْ بــــلادي مـسـرحا للـماكريـن
فـهـذا الـدهر يبـكـي عـلى بلاد أضـاع رجـــالـهـا كـنـز ثمـين
(منقووول)
للفــــــائــــدة