ربما ستكون هذه اقرب الى نهائي مبكر في اغلى البطولات على كأس سمو الامير لكرة القدم .. فعندما يتقابل الغرافة مع السد فان ذلك يعني مواجهة نارية في أعلى درجات القوة والاثارة ، وهذا بالضبط ما نتوقعه اليوم عندما يلتقي الفريقان على ملعب حمد الكبير في النادي العربي عند الساعة السادسة والنصف مساء في ثالث مباريات الدور ربع النهائي للبطولة الكبيرة هذه ..
اما عندما نقول انها اقرب الى نهائي مبكر فذلك لان لكل من الفريقين تاريخه الحافل في منافساتها حيث سبق للسد ان توج بلقبها ثلاث عشرة مرة بينما فاز بها الغرافة ست مرات ، وكان الفريق الوحيد الذي تمكن من احتكار لقبها في اربعة مواسم متتالية بين عامي 1995 و 1998 .. اضف الى ذلك ان هذين الفريقين هما من اكثر الفرق احتكارا للالقاب الكبيرة خلال السنوات الاخيرة اذ تناوبا على احراز لقب الدوري منذ الموسم 2003 / 2004 وحتى هذا الموسم عندما نجح فريق لخويا في كسر هذا الاحتكار واحراز اللقب لاول مرة .. وحتى على صعيد هذا الموسم ، وعلى الرغم من ان الفريقين لم يتمكنا من احراز لقب الدوري ، الا ان السد كان قد توج بقلب كأس نجوم قطر في نسخته الثانية بينما نجح الغرافة في الحفاظ على لقبه كبطل لكأس سمو ولي العهد بعد تغلبه على العربي بهدفين نظيفين في نهائي البطولة يوم الجمعة الماضي .. وإلى جانب كل ذلك فإن ما يؤشر لإمكانية ان نشهد في مباراة اليوم صراعا شرسا بين الفريقين هو انهما قادمان باعلى المعنويات بعد ان تمكن السد من التاهل الى دور الستة عشر في دوري ابطال اسيا عقب تعادله المثير مع الاستقلال الايراني الثلاثاء الماضي واحياء الغرافة لاماله من جديد في امكانية مرافقة السد الى الدور نفسه بعد الفوز الكبير الذي حققه على الجزيرة الاماراتي بخمسة اهداف لهدفين امس الاول قبل الجولة الاخيرة من منافسات مجموعته .. وايضا فان من بين ما يجعلنا نترقب احداث المباراة هذه بالكثير من الشغف هو انها ستكون اقرب الى مواجهة استثنائية خاصة جدا بين مدربي العنابي ، السابق وهو الفرنسي ميتسو مدرب الغرافة ، والاسبق وهو الاورغواني فوساتي مدرب السد ، حيث ستبدو المباراة وكانها فرصة لتصفية الحسابات بينهما ولا سيما بالنسبة الى فوساتي الذي سيسعى بالطبع الى تاكيد تفوقه على المدرب الذي حل بديلا له في تدريب العنابي قبل عامين تقريبا. ومع ان كلا منهما بات بعيدا عن العنابي اليوم الا انهما لابد وان يتعاملا مع احداث هذه المباراة من خلال هذا المنطلق الذي يمكن ان يعكس جانبا من صراعهما الخفي في هذا الجانب . وبعيدا عن كل ذلك نقول ان لدى كل من الفريقين الكثير من المقومات التي تجعلنا نترقب لقاءهما اليوم خصوصا وان كلاهما يسعيان الى تأكيد القدرة على اعتلاء منصة التتويج في اغلى وأهم البطولات ، مع الاشارة هنا الى ان الغرافة ، الفائز بلقب كأس سمو ولي العهد يوم الجمعة الماضي ، يتطلع الى الجمع بين اغلى لقبين في موسم واحد وهو ما لم يحققه من قبل ، في حين يبحث السد عن التعويض عما فقده في الدوري الذي حل فيه بالمركز السادس هذه المرة، وهو مركز لا يتفق ابدا مع حجم الفريق ومكانته وتاريخه الحافل بالإنجازات ، لا سيما وان ذلك كان قد حرمه من فرصة المشاركة في بطولة كأس سمو ولي العهد لفرق المربع الذهبي .. كما ان من بين ما يدفع بكلا الفريقين الى بذل كل جهد ممكن في هذا اللقاء هو ما يتعلق بتصفية الحسابات بينهما حيث سيكون على الغرافة ان يؤكد تفوقه على السد هذا الموسم بعد ان كان قد الحق به هزيمتين عندما تفوق عليه بهدف وحيد في القسم الاول من الدوري ثم بثلاثة اهداف لهدف في القسم الثاني قبل الجولة الاخيرة وهي المواجهة الاولى التي وضعت المدربين الكبيرين فوساتي وميتسو وجها لوجه .. اما السد فسيكون عليه ان يثبت بان ما حدث في هاتين المباراتين لا يعكس كل الحقيقة وان الامر يمكن ان يأخذ شكلا اخر في مواجهتهما الثالثة هذه . وفي الحقيقة فان ما حدث في الدوري قد لا يصلح للحكم على ما يمكن ان يحدث في مباريات الكؤوس ، وهذا امر يدركه لاعبو الغرافة بالتاكيد مثلما انه لابد وان يجعل لاعبي السد اكثر حرصا واصرارا على تحقيق ما يؤكد ذلك على ارض الملعب .. غير ان كل ذلك يبقى مرهونا بما يعده المدربان ميتسو وفوساتي خصوصا وان مباريات الكؤوس تاخذ ابعادا تكتيكية بطرق تختلف كثيرا عما نشاهده في الدوري .. فهنا ستكون الحسابات مختلفة ، اذ لا مجال للتعويض ابدا ، فاما الفوز ومواصلة المشوار واما الخسارة وتوديع البطولة ومعها توديع الموسم .. والمؤكد هو ان كلا من الفريقين سيكون متمسكا بفرصة البقاء ومواصلة المشوار وكلاهما يرفضان التسليم بالهزيمة ومغادرة الموسم في مثل هذه المرحلة من البطولة .. غير ان الطموحات والامال شيء ، والواقع شيء اخر .. اذ لابد من فريق خاسر ولابد لاحدهما ان يغادر البطولة مهما كان حجمه واسمه ، وهذا ما يعني اننا سنودع اليوم واحدا من اكبر فرقنا واكثرها حظوظا وحضورا في منافسات وفي تاريخ هذه البطولة الكبيرة . ولان الامر كذلك فإن كلا من الفريقين سيكونان اليوم في غاية الحرص على تقديم كل ما لديهما ، وذلك ما يجعلنا نترقب منهما الكثير في الجهد الهجومي خصوصا مع وجود اسماء لامعة وكبيرة في صفوف كل منهما حيث سيكون هناك في الغرافة يونس محمود، هداف دوري هذا الموسم والعائد الى تألقه التهديفي من جديد بعد " هاتريك " الجزيرة الاماراتي الاخير، والى جانبه امارا ديانيه الذي استعاد الكثير من خطورته في الآونة الأخيرة .. يقابلهما في السد المهاجم اللامع لياندرو والى جانبه اكثر من لاعب يتمتع بمهارات هجومية وتهديفية متميزة مثل عبدالقادر كيتا ويوسف احمد وخلفان ابراهيم وحسن الهيدوس وغيرهم .. والامر هذا انما يحمل دفاعات الفريقين الكثير من المسؤولية ويجعلها بحاجة الى جهد استثنائي كبير خصوصا وان كلا منهما كان قد سجل بعض الانطباعات التي تبحث عن معالجات جادة وسريعة تجنبا لتكرار بعض الأخطاء التي افرزتها مباريات الفريقين اكثر من مرة خلال هذا الموسم.. نقول: هي مباراة عامرة بالاسماء اللامعة والكبيرة .. فإلى جانب ما ذكرناه في الجانب الهجومي هناك في وسط الغرافة أوراق في غاية الاهمية تتمثل بوجود جونينهو والعساس ولورانس، وهي أسماء تفرض على فوساتي ضرورة البحث عن معالجات مثمرة يمكن أن يتخطى من خلالها امكانية رجحان الكفة الغرفاوية في منطقة العمليات التي تشكل مصدر الخطورة الاول رغم ادراكنا لحقيقة ان السد يراهن على الاطراف في تحركاته اكثر من مراهنته على عمق الملعب حيث ان اغلب مفاتيح لعبه تتواجد عند الجانبين.