لم يسبق لي في مشواري المهني وان تحدثت علنا عن زملاء المهنة بالمدح أو الذم، داخل الوطن أو خارجه، ولكن الأمر زاد عن حده في الآونة الأخيرة إلى درجة لاتطاق، ولم نعد نفرق بين المعلق والمناصر في بعض القنوات الرياضية العربية المتخصصة، حيث صار المعلقون العرب يناصرون كل ماهو عربي على حساب المهنة ودون احترام لمشاعر المشاهد المحايد الذي لاينتمي إلى هذا البلد أو ذاك وهو جالس يتفرج على كرة القدم التي يعشقها. لقد تحول بعض المعلقين إلى مناصرين يكشفون عن تحيزهم الفادح لمنتخبات عربية أكثر من تحيز المعلقين المحليين لمنتخبات بلدانهم في القنوات الوطنية، وصار الفوز لمباراة كرة القدم يفقد المعلقين أصواتهم وصوابهم ويدخلهم عالما آخر من الانفعال والمبالغة والإفراط في استعمال المصطلحات والألفاظ ، وأصبح البعض يتظاهر بعشق منتخب بلد عربي أكثر من أبناء ذلك البلد، فيتفنن في مدح الفريق والشعب والحكومة أكثر مما يمدح بلاده ، ويقدم التهاني بعد الفوز لأصحاب السمو والفخامة والسعادة ، الملوك والرؤساء والوزراء، وكأنهم لاعبون أو مدربون لهو علاقة مباشرة بذلك الفوز . لقد سمعنا حتى من يتودد لمنتخب بلد عربي حتى يكسب تعاطف الجمهور معه، ولكن سرعان ماينكشف أمره عندما يلتقي منتخبان عربيان والأغرب والأدهى أن كل هذا التودد والنفاق والمدح يخص منتخبات وبلدان عربية دون أخرى. يحدث كل هذا في بعض القنوات العربية عند بعض المعلقين العرب في وقت لم نسمع يوما معلقا فرنسيا مثلا يناصر ايطاليا أو اسبانيا بحكم الانتماء إلى قارة أوربا أو معلقا برازيليا يناصر الأرجنتين أو الأرغواي عندما تواجه منتخبات من قارات أخرى. ان الأمر عندنا تجاوز الحدود ولم نعد نفرق بين المناصر والمعلق اعتقادا منا بأن الوطنية والقومية يجب أن تزول أمامهما المهنية والاحترافية وبأننا نتوجه بتعاليقنا نحو جمهور واحد وليس إلى جماهير تختلف في انتماءاتها ومشاعرها ان الاعتزاز والتعبير عن الانتماء لايعني التقليل من قمة الآخر كما اننا نقوم بالتعليق على مباريات لمنتخبات تمارس كرة القدم وليس لجيوش تحارب من أجل الشرف وتدافع عن الوطن. ان احترام الذات والغير ومشاعر المشاهدين هي المبادئ الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المعلق قبل الوطنية والقومية بعيدا عن المزايدة على بعضنا البعض ليبقى الجمهور هو الحكم الأول والأخير.
لا يهمنى إدا كان الموضوع سيغلق
uk]lh jpqv hg,'kdm ,hgr,ldm jydf hglikdm