يدور في مدينتنا المتواضعة في الفترة الاخيرة يا أحبتي الكرام حراك غريب ، يبعث على كثير من الأمل والتفاؤل ،،
ويدل في كثير من جوانبه على نهضة ثقافية مميزة ، بدأ يظهر نورها الساطع في قلب ظلمة واقعنا المعاش ،،
فمنذ فترة ليس بالبعيدة حدثت حادثة اظنها الأولى من نوعها في مدينتنا ، حاصل ما حدث أيها الإخوة الاكارم ،،
أنه في وسط مدينتنا وفي إحدى المناطق الحساسة توجد مدرسة قديمة قدم التاريخ ، مغلقة أبوابها ، شامخة اركانها ،،
لا تزال قابعة في وسط المدينة منذ زمان بعيد ، دون أن تؤدي أي وضيفة أو تشغل أي مهمة ،،
فجاءت فكرة تحويلها إلى مركز تجاري ، يؤدي عملا ويدر ربحا على المدينة ، من مسؤولي مدينتنا ،،
وإلى هنا تبدو الامور طبيعية ، خصوصا في مثل مجتمعاتنا العربية التي لا تأبه لشيء إلا المال .
الغريب في الامر أن تلاميذ هذه المدرسة القديمة وقد أصبحو بعمرها ومنهم المعلم والإطار والموظف والعامل ،،
وقفوا وقفة رجل واحد ضد هذه الفكرة وأبو ان تطمس معالم مدرستهم وان تحول إلى أي شيء ،، وما زالو على إصرارهم ، وذهبو في كل الإتجاهات إلا ان حققو مقصدهم وبقيت المدرسة كما هي بل واكثر من ذلك ،،
تم ترميم المدرسة وفتحت أبوابها في هذا الدخول المدرسي ،،
سرني جدا أن حدث ما حدث ، واستحسنت كغيري هذ المبادرة المميزة ، وكل ما مررت بهذه المدرسة الآن يراودني إحساس رائع ،،
غير أنه مازال يجوب في دواخلي مجموعة من الأسئلة التي تطرق أبواب الفكر في كل وقت وحين ،،
تنغص علي نشوة هذا الإنتصار الذي رسمته في ذهني للثقافة والتعليم في بلدتنا ،،
مفادها أن اهتمام هؤلاء الناس بهذه المدرسة ليس من قبيل تقدير العلم بل من باب تقديس المكان ،،
وكل ما كان يهمهم أن يبقى أثر لذكرياتهم الطفولية يسترجعونها من خلال بناء هذه المدرسة العتيق ،،
- ما زال في ذهنية الفرد العربي تقديس الأماكن فوق كل شيء ؟؟
- وحتى وإإن كان هذا الحراك يدخل في إطار تقديس المكان ، فهل هوحراك ثقافي بان يعرف الفرد العربي ماهية وقيمة مثل هذه المعالم ..؟؟
- وهل مثل هذا الحراك دليل نهظة فكرية ولو في إطارها التعليمي ؟؟
أسئلة كثيرة تدور في ذهن الواحد وهو يتحدث عن هذا الموضوع ، لكن سندعها تأتي تباعا مع نقاشنا هذا .
في أمــــــــــــــان الله