لغز محيّر يشبه الأساطير التي سمعنا عنها مثل لعنة الفراعنة والزومبي ودراكولا وغير ذلك من الأشياء المريبة التي تحير العقل وتشد الانتباه وتثير الدهشة , إنه لغز الإخطبوط الألماني .
فمنذ بداية البطولة يعرف العالم نتائج مباريات المنتخب الألماني قبل أن يلعبها بيوم أو يومين عن طريق الإخطبوط الألماني الذي يبدو وكأنه ذلك الجن الذي يظهر في أفلام الخيال العلمي ويتنبأ بالمستقبل .
وتجري طريقة استنباء الإخطبوط لنتائج مباريات المانشافت بوضع مستطيلات زجاجية بداخل كل منها طعام وعلم لألمانيا وأخر علم للفريق المنافس وعلى الإخطبوط أن يخبر الجميع بالفائز عن طريق وقوفه على علم الفريق الذي سيفوز .
ومن المفارقات الغريبة أنه منذ بداية البطولة وحتى مباراة الليلة بين المنتخب الألماني والمنتخب الإسباني ودائماً ما تفلح اختيارات الاخطبوط وتكون صحيحة بنسبة 100% .
فقد تنبأ الاخطبوط بفوز ألمانيا على إستراليا وهزيمتها من صربيا وفوزها على غانا , ثم إنجلترا والأرجنتين , قبل أن يصدم الجماهير الألمانية قبل يومين بنبؤته حول فوز أسبانيا وهو ما حدث بالفعل .
لغز الإخطبوط يظل مستمراً بدون تفسيرات منطقية فقد يكون ذلك مجرد صدفة وقد يكون شيء من الحظ والتوفيق وربما يكون شيء أخر !
والغريب أن الاخطبوط الألماني بدأ عمله في التوقعات في بطولة الأمم الأوروبية 2008 التي انهزمت فيها ألمانيا أمام أسبانيا في المباراة النهائية .
وتوقع وقتها الإخطبوط كل نتائج ألمانيا في البطولة صحيحة بنسبة 100% باستثناء المباراة النهائية التي أخيراً لم يصب توقعه حيث اختار فوز ألمانيا ولكن تفوق توريس على الإخطبوط وسجل هدف الفوز على ألمانيا ومنح بلاده لقب بطل أوروبا .
وفي ذات السياق لم يفشل المدير الفني الألماني يواكيم لوف في إدارة المباراة ومنح فريقه الفوز فقط , بل أنه فشل كذلك في صد لغز الإخطبوط بتعويذة ملابسه التي ينتهجها منذ بدء البطولة .
ولم يرتدى لوف سوى زي واحد منذ بداية البطولة حتى مباراة أسبانيا ووصوله لنصف النهائي مما دعاه إلى التفائل بها لدرجة أنه قرر ألا يقوم بغسيلها مطلقاً إلى بعد كأس العالم لعلها تمنحه المكسب كما فعلت من قبل .
ولم تفلح ملابس لوف في الوقوف أمام جبروت الإخطبوط المحيّر وانهزمت ألمانيا بهدف نظيف سجله قلب الأسد كارلوس بويول بضربة رأسية ساحقة في الشوط الثاني من المباراة .
وإن نجح الإخطبوط في توقعاته حتى مباراة اليوم ونجحت ملابس لوف في مد ألمانيا بالفوز حتى مباراة الأرجنتين , فإنه دائماً في مثل هذه المواقف لا يُذكر سوى المقولة الشهيرة التي تقول " كذب المنجمون .. ولو صدفو " أو "ولو صدقوا " .