
لا أحد يشك بأن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما (في اللحظات الأخيرة) بالسفر إلى كوبنهاجن سيمنح دفعة مؤكدة لملف ترشيح شيكاغو لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية وسط منافسة شرسة من ثلاث مدن أخرى.
لكن المخاطرة لا تخلو كذلك من مخاطر سياسية داخلة وخارجية بالنسبة لرئيس يحمل أجندة مكتظة بالمشكلات التي تبدو مواجهتها وشيكة ، سواء إصلاح قطاع الصحة الداخلي أو التوترات المتزايدة في إيران وأفغانستان.
وتبدو الكاريزما الواضحة التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي ، والتي ينتظر أن تنثر أريجها في كوبنهاجن رغم قصر الزيارة ، فضلا عن شعبيته الجارفة على الصعيد الدولي ، كميزة كبيرة لمصلحة شيكاغو ، التي تبدو مع ريو دي جانيرو المرشحان الأوفر حظا للتنافس على تنظيم اولمبياد 2016 .
وقال الإيطالي أوتافيو تشيكوانتا عضو اللجنة الأولمبية الدولية في تصريحات لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" إن "تأثير وجوده (أوباما) في الوفد لا يتضاعف فحسب بالنسبة لشيكاغو ، بل يضرب في 25".
واتفق معه زميله في اللجنة الكندي ريتشارد باوند في تصريحات أخرى لصحيفة "واشنطن بوست" حيث أشار إلى أن أوباما "زعيم جديد وقادر على التغيير" ووجوده في كوبنهاجن لن يصنع "سوى تقديم المساعدة لشيكاغو".
ولا يساور الكثيرون أدني شك في أن البيت الأبيض يعلم شيئا ما لخوض رهان بهذه الخطورة ، خاصة وأن أوباما بات أول رئيس أمريكي يتدخل في مثل هذا النوع من القرارات.
وقال المحلل الاستراتيجي الديمقراطي فيل سينجر لصحيفة "واشنطن بوست" إن "البيت الأبيض لم يكن ليرسله إذا لم يكن لديه شعور جيد بخصوص توقعاته".
واتفقت صحيفة " هافينجتون بوست" في أنه "وسط جدل داخلي حول إصلاح قطاع الصحة (...) هل سيعرض مكانته الرئاسية للخطر إذا لم تكن شيكاغو ستتمكن من فعلها؟ إن الأمر لا يبدو كذلك".
من جانبه ، نفى البيت الأبيض أول أمس الاثنين ، نفس اليوم الذي شهد الإعلان عن قرار أوباما بالسفر إلى العاصمة الدنماركية ، أن يكون ثمة أمر خلف الستار.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس "ليس لدينا أي معلومة" حول القرار.
وخلصت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه "على عكس ما يحدث في أغلب الرحلات الخارجية للبيت الأبيض ، لا يوجد ضمان بأن تستجيب اللجنة الأولمبية الدولة لرغبات أوباما ، لذا فإن قرار مستشاريه يقوم على استنتاجات محللين أولمبيين يرون في مفاجئة القرار احتمالات بإضفاء ثقل كبير عبر تأثيره ، حتى ولو لكسب بعض الأصوات القليلة".
وعلى أي حال ، على الجميع الانتظار لمعرفة الكلفة السياسية التي سيتحملها أوباما جراء هذه الرحلة ، حتى ولو كانت قصيرة لا تستغرق سوى ساعات.
وبالفعل ، لم تنتظر الانتقادات كثيرا قبل الظهور.
وقال السيناتور الجمهوري كريستوفر بوند "يبدو من المحير أن يكون لدى الرئيس وقتا للسفر إلى كوبنهاجن ، وأن يظهر في جميع المحطات التلفزيونية (...) ومع ذلك فهو ليس لديه وقت للحديث والإنصات إلى قائده الأعلى"، في إشارة إلى طلب زيادة القوات الذي تقدم به الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة في أفغانستان.
وأشار النائب الجمهوري بيتر هويكسترا إلى أن "الألعاب (الأولمبية) رائعة. وأن تفوز بها شيكاغو سيكون أمرا مبهرا. ما لا أستطيع استيعابه هو كيف يتحول كل هذا إلى أولوية".
أما المستشار الجمهوري مارك ماكينون فقال "الناس صوتت لأوباما كي يكون رئيسا ، وليس ليكون رئيس غرفة التجارة في (ولاية) إلينوي" حيث تقع شيكاغو.
لكن "لوس أنجليس تايمز" ترى أنه على الرغم من أن "الرهان" خطير ، خاصة إذا "أخفقت" شيكاغو ، فإن بمقدور الرئيس أن يربح الكثير إذا مثل وجوده الدفعة النهائية.
وقالت الصحيفة "إن فوز شيكاغو سيعني لحظة من الرفاهية سواء للبلاد أو لرئيس في لحظات عليه أن يكافح فيها ضد الأزمة في إيران وأفغانستان وضد صراع حزبي في المنزل (البلاد)".
كما دافعت المستشارة الأولمبية للرئاسة فاليري جاريت عن الرحلة واعتبرتها "خطوة أخرى يقطعها الرئيس من أجل مد اليد إلى العالم وإثبات أن بلدنا مضياف".
أما أكثر الأشخاص حسما في هذا الجانب فكانت قرينة الرئيس ميشيل أوباما ، الرئيس الرسمي لوفد شيكاغو.
وقالت سيدة الولايات المتحدة الأولى " سيدينونك إن فعلت ، وسيدينونك إن لم تفعل. أنا كنت لأفعل ذلك ، وأعتقد أن هذا هو ما يشعر به الرئيس".
http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=56193
ad;hy,>> vihk H,fhlh hgo'v