أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
ثالث أئمة أهل البيت الطاهر و ثاني السبطين سيدي شباب أهل الجنةو ريحانتي المصطفى و أحد الخمسة أصحاب العبا و سيد الشهداء و أمه فاطمةبنت رسول الله صلىاللهعليهوآله .
مولده الشريف
ولد بالمدينة في الثالث من شعبان و قيل لخمس خلون منه سنة ثلاثأو أربع من الهجرة و روى الحاكم في المستدرك من طريق محمد بن اسحقالثقفي بسنده عن قتادة أن ولادته لست سنين و خمسة أشهر و نصف منالتاريخ (اه) و قيل ولد في أواخر ربيع الأول و قيل لثلاث أو خمس خلونمن جمادى الأولى و المشهور المعروف أنه ولد في شعبان و كانت مدة حمله ستةأشهر و مر في سيرة الحسن(عليهالسلام) ما روي أنه كان بين ولادة الحسن و الحملبالحسين عليهالسلام طهر واحد و أن الحسين(عليهالسلام) كان في بطن أمه ستةأشهر و ذكرنا منافاة ذلك للمشهور في تاريخ ولادتيهما فان الحسن(عليهالسلام) ولد فيمنتصف شهر رمضان و الحسين(عليهالسلام) لخمس خلون من شعبان على المشهورفيكون بين ميلاديهما عشرة شهور و عشرون يوما.نعم ربما يتجه ذلك علىالقول بان ولادة الحسين(عليهالسلام) في أواخر ربيع الأول و لعل القائل به استنبطهمن الجمع بين تاريخ ولادة الحسن و أن بينها و بين الحمل بالحسين طهر واحدو ان مدة حمل الحسين ستة أشهر و الله أعلم و روى الحاكم في المستدرك منطريق محمد بن اسحق الثقفي بسنده عن قتادة ولدت فاطمة حسينا بعدالحسن لسنة و عشرة أشهر.
و لما ولد جيء به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فاستبشر به و أذن في أذنه اليمنى و أقامفي اليسرى فلما كان اليوم السابع سماه حسينا و عق عنه بكبش و أمر أن تحلقرأسه و تتصدق بوزن شعره فضة كما فعلت باخيه الحسن فامتثلت ما أمرها به
و عن الزبير بن بكار في كتاب أنساب قريش أن رسول الله صلىاللهعليهوآله سمى حسناو حسينا يوم سابعهما و اشتق اسم حسين من إسم حسن (اه)
و روى الحاكم في المستدرك و صححه بسنده عن أبي رافع
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله أذن في أذن الحسين حين ولدته فاطمة
(و بسنده)عن جعفر بن محمد عن أبيهعن جده علي(عليهالسلام) و صححه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر فاطمة فقال زني شعرالحسين و تصدقي بوزنه فضة و اعطي القابلة رجل العقيقة.
(و بسنده)أن رسول الله صلىاللهعليهوآله عق عن الحسن و الحسين يوم السابع و سماهما و أمر أن يماطعن رؤوسهما الأذى.
و بسنده عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عنجده علي بن أبي طالب قال عق رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الحسين بشاة و قال يافاطمة احلقي رأسه و تصدقي بزنة شعره فوزناه و كان وزنه درهما
و بسنده أن النبي صلىاللهعليهوآله عق عن الحسن و الحسين عن كل واحد منهما كبشين اثنين مثليينمتكافيين.
شهادته و مدة عمره
قتل عليهالسلام شهيدا في كربلاء من أرض العراق عاشر المحرمسنة 61 من الهجرة بعد الظهر مظلوما ظمان صابرا محتسبا قال المفيد يومالسبت
و الذي صححه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين أنه استشهد يومالجمعة قال و كان أول المحرم الاربعاء استخرجنا ذلك بالحساب الهندي منسائر الزيجات تنضاف إليه الرواية.أما ما تعارفه العوام من أنه قتل يومالاثنين فلا أصل له و لا وردت به رواية(اه)
و كان عمره(عليهالسلام)يوم قتل 56 سنة و خمسة أشهر و سبعة أيام أو خمسة أيام أو تسعة أشهر و عشرة أيام أوثمانية أشهر و سبعة أيام أو خمسة أيام أو 57 سنة بنوع من التسامح بعد السنةالناقصة سنة كاملة أو 58 سنة أو 55 سنة و ستة أشهر على اختلافالروايات و الأقوال المتقدمة في مولده و غيرها.
و من الغريب قول المفيد انعمره الشريف 58 سنة مع ذكره ان مولده لخمس خلون من شعبان سنةأربع و شهادته كما مر فان عمره على هذا يكون 56 سنة و خمسة أشهر و خمسةأيام.عاش منها مع جده رسول الله صلىاللهعليهوآله ست سنين أو سبع سنين و شهوراو قال المفيد سبع سنين و مع أبيه أمير المؤمنين 37 سنة قاله المفيد و مع أبيهبعد وفاة جده صلىاللهعليهوآله 30 سنة إلا أشهرا و مع أخيه الحسن 47 سنة قاله المفيدو مع أخيه بعد وفاة أبيه نحو عشر سنين و قال المفيد احدى عشرة سنة و قيلخمس سنين و أشهرا للاختلاف في وفاة الحسن(عليهالسلام) و هي مدة خلافتهو إمامته.
كنيته و لقبه و نقش خاتمه
كنيته: أبو عبد الله
لقبه: الرشيد و الوفي و الطيب و السيد الزكي و المبارك و التابع لمرضاة الله و الدليل على ذات الله و السبط و أعلاها رتبة ما لقبه به جده صلىاللهعليهوآله في قولهعنه و عن أخيه الحسن أنهما سيدا شباب أهل الجنة و كذلك السبط لقوله صلىاللهعليهوآلهحسين سبط من الاسباط.
نقش خاتمه: في الفصول المهمة : لكل أجل كتاب و في الوافيو غيره عن الصادق(عليهالسلام) حسبي الله و عن الرضا(عليهالسلام) أن الله بالغأمره و لعله كان له عدة خواتيم هذه نقوشها.
شاعره : يحيى بن الحكم و جماعة.
بوابه : أسعد الهجري .
ملوك عصره : معاوية و ابنه يزيد .
أولاده
له من الأولاد ستة ذكور و ثلاث بنات. علي الاكبر شهيد كربلاء أمهليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية . علي الأوسط . علي الأصغرزين العابدين أمه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس و معنىشاه زنان بالعربية ملكة النساء. و قال المفيد : الأكبر زين العابدين و الاصغرشهيد كربلاء و المشهور الأول.و محمد .و جعفر مات في حياة أبيه و لم يعقب أمهقضاعية.و عبد الله الرضيع جاءه سهم و هو في حجر أبيه فذبحه.و سكينةأمها و أم عبد الله الرضيع الرباب بنت امرىء القيس بن عدي بن أوس بنجابر بن كعب بن عليم ،كلبية معدية.و فاطمة أمها أم اسحاق بنتطلحة بن عبد الله تيمية.و زينب .
و الذكر المخلد و الثناء المؤبد لعلي زين العابدين عليهالسلام و منهعقبه.
مناقبه عليهالسلام
مر الكلام على جملة مما يشترك فيه مع أخيه الحسن عليهالسلام فيسيرة الحسن فاغنى عن إعادته.
كرمه و سخاؤه عليهالسلام
دخل الحسين(عليهالسلام) على أسامة بن زيد و هو مريض و هو يقول وا غماهفقال و ما غمك قال ديني و هو ستون ألف درهم فقال هو علي قال إني أخشىأن أموت قبل أن يقضى قال لن تموت حتى اقضيها عنك فقضاها قبلموته.و لما أخرج مروان الفرزدق من المدينة أتى الفرزدق الحسين (عليهالسلام)فاعطاه الحسين أربعمائة دينار فقيل له انه شاعر فاسق فقال ان خير مالك ماوقيت به عرضك و قد أثاب رسول الله صلىاللهعليهوآله كعب بن زهير و قال في العباسابن مرداس اقطعوا لسانه عني.و روى ابن عساكر في تاريخ دمشق أنسائلا خرج يتخطى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين فقرع الباب و أنشايقول:
لم يخب اليوم من رجاك و من
حرك من خلف بابك الحلقه
فانت ذو الجود أنت معدنه
أبوك قد كان قاتل الفسقة
رأفته بالفقراء و المساكين و إحسانه اليهم
وجد على ظهره(عليهالسلام) يوم الطف أثر فسئل زين العابدين(عليهالسلام) عنذلك فقال هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الارامل و اليتامىو المساكين.
تواضعه
مر(عليهالسلام)بمساكن [بمساكين] و هم ياكلون كسرا على كساء فسلم عليهم فدعوهإلى طعامهم فجلس معهم و قال لو[لا] أنه صدقة لاكلت معكم ثم قال قوموا إلىمنزلي فاطعمهم و كساهم و أمر لهم بدراهم.
و روى ابن عساكر في تاريخ دمشق أنه(عليهالسلام)مر بمساكين ياكلون فيالصفة فقالوا الغداء فنزل و قال ان الله لا يحب المتكبرين فتغدى ثم قال لهمقد أجبتكم فاجيبوني قالوا نعم فمضى بهم إلى منزله و قال للرباب خادمتهاخرجي ما كنت تدخرين(اه).
حلمه
جنى غلام له جناية توجب العقاب فامر بضربه فقال يا مولايو الكاظمين الغيظ قال خلوا عنه، فقال يا مولاي و العافين عن الناس قالقد عفوت عنك، قال يا مولاي و الله يحب المحسنين قال أنت حر لوجه اللهو لك ضعف ما كنت أعطيك.
فصاحته و بلاغته(عليهالسلام)
ربي الحسين عليهالسلام بين رسول الله صلىاللهعليهوآله أفصح من نطق بالضادو أمير المؤمنين عليهالسلام الذي كان كلامه بعد كلام النبي صلىاللهعليهوآله فوق كلامالمخلوق و دون كلام الخالق و فاطمة الزهراء التي تفرغ عن لسان أبيها صلىاللهعليهوآلهفلا غرو إن كان أفصح الفصحاء و أبلغ البلغاء و هو الذي كان يخطب يومعاشوراء و قد اشتد الخطب و عظم البلاء و ضاق الأمر و ترادفت الأهوال فلميزعزعه ذلك و لا اضطرب و لا تغير و خطب في جموع أهل الكوفة بجنانقوي و قلب ثابت و لسان طلق ينحدر منه الكلام كالسيل فلم يسمع متكلمقط قبله و لا بعده أبلغ في منطق منه و هو الذي قال فيه عدوه و خصمه فيذلك اليوم : ويلكم كلموه فانه ابن أبيه و الله لو وقف فيكم هكذا يوماجديدا لما انقطع و لما حصر .
اباؤه للضيم
أما اباؤه للضيم و مقاومته للظلم و استهانته القتل في سبيل الحق و العزفقد ضربت به الأمثال و سارت به الركبان و ملئت به المؤلفات و خطبت بهالخطباء و نظمته الشعراء و كان قدوة لكل أبي و مثالا يحتذيه كل ذي نفسعالية و همة سامية و منوالا ينسج عليه أهل الاباء في كل عصر و زمان و طريقايسلكه كل من أبت نفسه الرضا بالدنية و تحمل الذل و الخنوع للظلم،و قدأتى الحسين عليهالسلام في ذلك بما حير العقول و أذهل الألباب و أدهشالنفوس و ملأ القلوب و أعيا الأمم عن أن يشاركه مشارك فيه و اعجز العالمأن يشابهه أحد في ذلك أو يضاهيه و أعجب به أهل كل عصر و بقي ذكرهخالدا ما بقي الدهر، أبى أن يبايع يزيد بن معاوية السكير الخمير صاحبالطنابير و القيان و اللاعب بالقرود و المجاهر بالكفر و الالحاد و الاستهانة بالدينقائلا لمروان و على الاسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد ،و لأخيه محمد بن الحنفية: و الله لو لم يكن في الدنيا ملجا و لا ماوى لما بايعتيزيد بن معاوية ،في حين أنه لو بايعه لنال من الدنيا الحظ الأوفر و النصيبالأوفى و لكان معظما محترما عنده مرعي الجانب محفوظ المقام لا يرد له طلبو لا تخالف له إرادة لما كان يعلمه يزيد من مكانته بين المسلمين و ما كانيتخوفه من مخالفته له و ما سبق من تحذير أبيه معاوية له من الحسين فكانيبذل في إرضائه كل رخيص، و لكنه أبى الانقياد له قائلا : أنا أهلبيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة بنا فتح الله و بنا ختم و يزيدرجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة و مثلي لا يبايع مثله
شجاعته
أما شجاعته فقد أنست شجاعة الشجعان و بطولة الأبطال و فروسيةالفرسان من مضى و من سياتي إلى يوم القيامة، فهو الذي دعا الناس إلىالمبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة، و هو الذيقال فيه بعض الرواة: و الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و أهل بيتهو أصحابه أربط جاشا و لا أمضى جنانا و لا أجرأ مقدما منه و الله ما رأيتقبله و لا بعده مثله و إن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفهفتنكشف عن يمينه و عن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب، و لقدكان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كانهم الجراد المنتشر، و هو الذيحين سقط عن فرسه إلى الأرض و قد أثخن بالجراح، قاتل راجلا قتالالفارس الشجاع يتقي الرمية و يفترص العورة.و يشد على الشجعان و هويقول:أ علي تجتمعون،و هو الذي جبن الشجعان و أخافهم و هو بين الموتو الحياة حين بدر خولي ليحتز رأسه فضعف و أرعد.
و في ذلك يقول السيد حيدر الحلي :
عفيرا متى عاينته الكماة
يختطف الرعب ألوانها
فما أجلت الحرب عن مثله
قتيلا يجبن شجعانها
و هو الذي صبر على طعن الرماح و ضرب السيوف و رمي السهام حتىصارت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ و حتى وجد في ثيابه مائةو عشرون رمية بسهم و في جسده ثلاث و ثلاثون طعنة برمح و أربع و ثلاثونضربة بسيف.
أهل بيته
أما أهل بيته من أبنائه و أخواته و بني أخيه و بني عمه فكانوا خيرة أهلالأرض وفاء و إباء و شجاعة و إقداما و علو همم و شرف نفوس و كرم طباع،أبوا أن يفارقوه و قد أذن لهم و فدوه بنفوسهم بذلوا دونه مهجهم و قالوا له لماأذن لهم بالانصراف:و لم نفعل ذلك لبقي [لنبقى] بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا،و لما قال لبني عقيل :حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم ،اذهبوا فقدأذنت لكم،قالوا:سبحان الله! فما يقول الناس لنا،و ما نقول لهم إناتركنا شيخنا و سيدنا و بني عمومتنا خير الأعمام و لم نرم معهم بسهم و لم نطعنمعهم برمح و لم نضرب معهم بسيف و لا ندري ما صنعوا،لا و الله مانفعل،و لكنا نفديك بانفسنا و أحوالنا[ أموالنا[ و أهلينا و نقاتل معك حتى نردموردك،فقبح الله العيش بعدك،فقتلوا جميعا بين يديه مقبلين غيرمدبرين،و هو الذي كان يقول لهم،و قد حمي الوطيس و أحمر الباسمبتهجا باعمالهم:صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيتي فوالله لا رأيتمهوانا بعد هذا اليوم أبدا.فلله درهم من عصبة رفعوا منا الفخر و لبسواثياب العز غير مشاركين فيها و تجلببوا جلباب الوفاء،و ضمخوا أعوام الدهربعاطر ثنائهم و نشروا راية المجد و الشرف تخفق فوق رؤوسهم،و جلوا جيدالزمان بافعالهم الجميلة،و أمسى ذكرهم حيا مدى الأحقاب و الدهور مالئاالمشارق و المغارب و نقشوا على صفحات الأيام سطور مدح لا تمحى و إنطال العهد و عاد سنا أنوارهم يمحو دجى الظلمات و يعلو نور الشمسو الكواكب.
أصحابه
و أما أصحابه فكانوا خير أصحاب فارقوا الأهل و الأحباب و جاهدوادونه جهاد الأبطال و تقدموا مسرعين إلى ميدان القتال قائلين له أنفسنا لكالفداء نقيك بايدينا و وجوهنا يضاحك بعضهم بعضا قلة مبالاة بالموتو سرورا بما يصيرون إليه من النعيم،و لما أذن لهم في الانصراف أبواو أقسموا بالله لا يخلونه أبدا و لا ينصرفون عنه قائلين أ نحن نخلي عنك و قداحاط بك هذا العدو و بم نعتذر إلى الله في أداء حقك،و بعضهم يقول لاو الله لا يراني الله أبدا و أنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحيو أضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي و لو لم يكن معي سلاح أقاتلهم بهلقذفتهم بالحجارة و لم أفارقك أو أموت معك و بعضهم يقول و الله لو علمتإني أقتل فيك ثم أحيا ثم أحرق حيا يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتكو بعضهم يقول و الله لوددت أني قتلت ثم نشرت ألف مرة و ان الله يدفعبذلك القتل عنك و عن أهل بيتك و بعضهم يقول أكلتني السباع حيا إن فارقتكو لم يدعو أن يصل إليه أذى و هم في الأحياء و منهم من جعل نفسه كالترس لهما زال يرمي بالسهام حتى سقط و أبدوا يوم عاشوراء من الشجاعة و البسالةما لم ير مثله فاخذت خيلهم تحمل و إنما هي إثنان و ثلاثون فارسا فلا تحملعلى جانب من خيل الأعداء إلا كشفته.
مقتله
قال هلال بن نافع اني لواقف مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخصارخ ابشر أيها الأمير فهذا شمر قد قتل الحسين فخرجت بين الصفين فوقفتعليه و انه ليجود بنفسه فوالله ما رأيت قتيلا مخضبا بدمه أحسن منه و لا أنوروجها و لقد شغلني نور وجهه و جمال هياته عن الفكرة في قتله فاستسقى فيتلك الحال فسمعت رجلا يقول و الله لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشربمن حميمها فسمعته يقول انا أرد الحامية فاشرب من حميمها لا و الله بل أردعلى جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فاسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليكمقتدر و أشرب من ماء غير آسن و أشكو اليه ما ارتكبتم مني و فعلتم بيفغضبوا باجمعهم حتى كان الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا.
(و قال) عمر بن سعد لرجل عن يمينه انزل ويحك إلى الحسين فارحه(و قيل)بل قال سنان لخولي بن يزيد احتز رأسه فبدر خولي ليحتز رأسهفضعف و ارعد فقال له سنان و قيل شمر فت الله في عضدك ما لك ترعدو نزل سنان و قيل شمر إليه فذبحه ثم احتز رأسه الشريف و هو يقول انيلاحتز رأسك و أعلم انك السيد المقدم و ابن رسول الله و خير الناس أبا و أماثم دفع الرأس الشريف إلى خولي فقال أحمله إلى الأمير عمر بن سعد ،و فيذلك يقول الشاعر:
فاي رزية عدلت حسينا
غداة تبيره كفا سنان
و جاءت جارية من ناحية خيم الحسين عليهالسلام فقال رجل يا أمةالله ان سيدك قتل قالت الجارية فاسرعت إلى سيداتي و أنا اصيح فقمن فيوجهي و صحن.
الأمور المتاخرة عن قتله
و اقبل القوم على سلب الحسين عليهالسلام فاخذ قميصه اسحاق بن حوية(تصغير حياة و في بعض المواضع اسحاق بن حياة.)الحضرمي و وجد في قميصه عليهالسلام مائة و بضع عشرة ما بينرمية و طعنة و ضربة و قيل وجد في ثيابه مائة و عشرون رمية بسهم و في جسدهالشريف ثلاث و ثلاثون طعنة برمح و اربع و ثلاثون ضربة بسيف
(و عن) الصادق(عليهالسلام) انه وجد بالحسين(عليهالسلام) ثلاث و ثلاثون طعنة و اربع و ثلاثونضربة
و عن الباقر(عليهالسلام) انه وجد به ثلثمائة و بضع و عشرون جراحة
(و في) رواية ثلثمائة و ستون جراحة
و اخذ سراويله ابجر بن كعب التميمي(و أخذ)ثوبه اخ لاسحاق بن حوية (و أخذ)قطيفة له كانت من خزقيس بن الاشعث بن قيس (و اخذ)عمامته الأخنس بن مرثد و قيلجابر بن يزيد (و اخذ)برنسه مالك بن النسر (و اخذ نعليه) الاسود بنخالد (و اخذ) درعه البتراء عمر بن سعد فلما قتل عمر أعطاها المختارلقاتله (و اخذ) سيفه الفلافس النهشلي من بني دارم و قيل جميع بن الخلق الأوديو قيل الأسود بن حنظلة التميمي (و اخذ) القوس الرجيل بن خيثمةالجعفي (و اخذ) خاتمه بجدل بن سليم الكلبي و قطع إصبعه مع الخاتم(و مال) الناس على الفرش و الورس و الحلل و الابل فانتهبوها و انتهبوا رحلهو ثقله و سلبوا نساءه.
(قال) حميد بن مسلم :رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت معزوجها في أصحاب عمر بن سعد فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساءالحسين(عليهالسلام) في فسطاطهن و هم يسلبونهن اخذت سيفا و اقبلت نحوالفسطاط و قالت يا آل بكر بن وائل أ تسلب بنات رسول الله لا حكم الا للهيا لثارات رسول الله فاخذها زوجها و ردها إلى رحله.
(و انتهوا)الىعلي بن الحسين زين العابدين(عليهالسلام) و هو منبسط على فراش و هو شديدالمرض و كان مريضا بالذرب و قد أشرف على الموت و مع شمر جماعة منالرجالة فقالوا له أ لا نقتل هذا العليل فاراد شمر قتله فقال له حميد بنمسلم :سبحان الله أ تقتل الصبيان انما هو صبي و انه لما به فلم يزل يدفعهمعنه حتى جاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه و بكين فقال لاصحابه لايدخل احد منكم بيوت هؤلاء و لا تتعرضوا لهذا الغلام المريض و من أخذمن متاعهن شيئا فليردده فلم يرد احد شيئا ثم انهم أشعلوا النار فيالفسطاط فخرجت منه النساء باكيات مسلبات
(و نادى) عمر بن سعد فيأصحابه من ينتدب للحسين فيوطىء الخيل ظهره و صدره، فانتدب منهمعشرة و هم: اسحاق بن حوية الذي سلب قميص الحسين(عليهالسلام) .و الاخنس بن مرثد الذي سلب عمامة الحسين عليهالسلام .و حكيم بنالطفيل الذي اشترك في قتل العباس(عليهالسلام) .و عمرو بن صبيح الصيداويالذي رمى عبد الله بن مسلم بسهم فسمر يده في جبهته.و رجاء بن منقذالعبدي .و سالم بن خيثمة الجعفي .و صالح بن وهب الجعفي .الذيطعن الحسين على خاصرته فسقط عن فرسه.و واخط بن غانم و هاني بنثبيت الحضرمي الذي قتل جماعة من الطالبيين .و اسيد بن مالك فداسواالحسين(عليهالسلام) بحوافر خيلهم حتى رضوا ظهره و صدره (و جاء هؤلاء)العشرة حتى وقفوا على ابن زياد فقال اسيد بن مالك احدهم:
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر بكل يعبوب شديد الاسرفقال ابن زياد من انتم قالوا نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسينحتى طحنا جناجن صدره فامر لهم بجائزة يسيرة (قال) ابو عمرو الزاهدفنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا اولاد زنا (و سرح) عمر بن سعدمن يومه ذلك و هو يوم عاشورا برأس الحسين(عليهالسلام) مع خولي بن يزيدالاصبحي و حميد بن مسلم الازدي الى عبيد الله بن زياد (قال) الطبريو ابن الاثير فوجد القصر مغلقا فاتى بالرأس الى منزله فوضعه تحت اجانةو دخل فراشه و قال لامرأته النوار جئتك بغنى الدهر هذا رأس الحسين (عليهالسلام)معك في الدار فقالت ويلك جاء الناس بالذهب و الفضة(ما زال حب الذهب و الفضة و حب الدنيا رأس كل خطيئة و ما زال هلاك الناس بالدينارو الدرهم كما جاء في الحديث الشريف فالنوار و ان غاظها مجيء زوجها اللعين برأس ابن بنترسول الله صلىاللهعليهوآله الا انها اسفت لعدم مجيئه بالذهب و الفضة و النهب من رحل ابن بنت رسولالله صلىاللهعليهوآله .) و جئت برأسابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله و الله لا يجمع رأسي و رأسك بيت و قامت منالفراش فخرجت إلى الدار (و خولي) هذا قتله أصحاب المختار و احرقوهبالنار و كان مختفيا في مخرجه فدلت عليه امرأته الأخرى العيوف بنت مالكو كانت تعاديه منذ جاء برأس الحسين(عليهالسلام) فلما سالوها عنه قالت لا أدريو أشارت بيدها إلى المخرج (و أمر) ابن سعد برؤوس الباقين من أصحابالحسين و أهل بيته فقطعت و سرح بها شمر بن ذي الجوشن و قيس بنالاشعث بن قيس و عمرو بن الحجاج فاقبلوا حتى قدموا بها على ابن زياد(و روي)ان الرءوس كانت سبعين رأسا (و روي) ثمانية و سبعين رأسافاقتسمتها القبائل لتتقرب بها إلى ابن زياد و إلى يزيد لعنهما الله تعالى فجاءتكندة بثلاثة عشر رأسا و صاحبهم قيس بن الاشعث و جاءت هوازن باثنيعشر رأسا.و قيل بعشرين و صاحبهم شمر بن ذي الجوشن .و جاءت تميمبسبعة عشرة رأسا.و جاءت بنو اسد بستة عشر رأسا.و قيل بستة ارؤس.و جاءت مدحج[مذحج] بسبعة ارؤس.و جاء سائر الناس بثلاثة عشرةرأسا و قيل بسبعة (ثم) ان ابن سعد صلى على القتلى من أصحابه و دفنهمو ترك الحسين(عليهالسلام) و أصحابه بغير دفن و اقام بقية اليوم العاشر و اليوم الثانيالى زوال الشمس ثم نادى في الناس بالرحيل و توجه نحو الكوفة و حمل معهنساء الحسين(عليهالسلام) و بناته و اخواته و من كان معه من الصبيان و فيهم علي بنالحسين زين العابدين(عليهالسلام) قد نهكته العلة و الحسن بن الحسن المثنى و كانقد واسى عمه في القتال و نقل من المعركة و قد اثخن بالجراح و به رمقفبرىء و قال ابن شهرآشوب اسر مقطوعة يده و اخواه زيد و عمر ابناءالحسن السبط(عليهالسلام) و تدل بعض الروايات على وجود الباقر(عليهالسلام) معهمو ساقوهم كما يساق سبي الروم فقال النسوة بحق الله الا ما مررتم بناعلى مصرع الحسين(عليهالسلام) فمروا بهم على الحسين(عليهالسلام) و أصحابه و همصرعى فلما نظر النسوة الى القتلى صحن و ضربن وجوههن ثم أن سكينةبنت الحسين(عليهالسلام) اعتنقت جسد ابيها فاجتمع عدة من الاعراب حتىجروها عنه.و لما رحل ابن سعد عن كربلا خرج قوم من بني اسد كانوانزولا بالغاضرية الى الحسين(عليهالسلام) و أصحابه فصلوا على تلك الجثثالطواهر و دفنوها فدفنوا الحسين(عليهالسلام) حيث قبره الآن و دفنوا ابنه عليا الاكبرعند رجليه و حفروا للشهداء من أهل بيته و لأصحابه الذين صرعوا حوله ممايلي رجلي الحسين(عليهالسلام) فجمعوهم فدفنوهم جميعا في حفيرة واحدة و سوواعليهم التراب قال المسعودي و دفن أهل الغاضرية و هم قوم من بني عامرمن بني اسد الحسين و أصحابه بعد قتلهم بيوم (اه) اي في اليوم الذيارتحل فيه ابن سعد من كربلاء فانه بقي في كربلا الى زوال اليوم الحاديعشر كما مر أما إذا كانوا جاءوا في اليوم الثاني من رحلته فيكون الدفن منبعد القتل بيومين(و يقال)ان اقربهم دفنا الى الحسين ولده الاكبر عليهالسلامفيزورهم الزائر من عند قبر الحسين(عليهالسلام) و يومي إلى الارض التينحو رجليه بالسلام عليهم و دفنوا العباس بن علي عليهالسلام في موضعهالذي قتل فيه على المسناة بطريق الغاضرية حيث قبره الآن و دفنوا بقيةالشهداء حول الحسين(عليهالسلام) في الحائر (قال) المفيد عليه الرحمة و لسنانحصل لهم اجداثا على التحقيق و التفصيل الا انا لا نشك ان الحائر محيطبهم رضي الله عنهم و ارضاهم و يقال ان بني اسد دفنوا حبيب بن مظهر فيقبر وحده عند رأس الحسين (عليهالسلام) حيث قبره الآن اعتناء به لأنه اسدي و انبني تميم حملوا الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين(عليهالسلام) و دفنوههناك حيث قبره الآن اعتناء به أيضا و لم يذكر ذلك المفيد و لكن اشتهار ذلكو عمل الناس عليه ليس بدون مستند(و سار) ابن سعد بسبايا اهل بيترسول الله صلىاللهعليهوآله فلما قاربوا الكوفة اجتمع اهلها للنظر اليهن فاشرفت امرأةمن الوفيات و قالت من اي الاسارى انتن؟فقلن لها نحن اسارى آلمحمد صلىاللهعليهوآله فنزلت من سطحها فجمعت لهن ملاء و ازرا و مقانع.و هذه حالالزمان و نوائبه فزينب العقيلة و من معها من عقائل آل ابي طالب كن بالأمسفي الكوفة مقر خلافة ابيهن امير المؤمنين معززات مجللات يدخلن اليومالكوفة بزي الاسارى و تجمع لهن احدى الكوفيات الملاء و الازر و المقانعليسترن بها عن أعين النظار:
لا اضحك الله سن الدهر ان ضحكت
و آل احمد مظلومون قد قهروا
والى كل واحد يريد حياة اي امام من الائمة الاثنى عشر فقط يرسل لي رسالة الى البريد الشخصي
pdhm hghlhl hfh uf] hggi hgpsdk (u) lk hg,gh]m hgn hg,thm