مانشستر يونايتد . . . وطريق الدفاع عن اللقبين .
أولاً : أحب أن أهنئ جماهير مانشستر على الوصول إلى نهائي روما بشكل عام ، ولأعضاء المنتدى الكرام بشكلٍ خاص .
ثانياً : أبدأ حديثي بهذا الموضوع الذي بأتي في وقتٍ حساس يمر به أبطال العالم فريق مانشستر يونايتد ، حيث بعد أن حقق الفريق انجاز الوصول إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي ، وهو متصدر الترتيب العام للدوري الانجليزي ، والذي بات المرشح الأقوى لتحقيق اللقب المحلي ، أحببت أن اتحدث عن بعض النقاط التي دفعتني لكتابة هذا الموضوع ، وأن أناقش أعضاء المنتدى عن عدة مواضيع تتعلق بمشوار الفريق هذا الموسم ومهمة الدفاع عن اللقبين المحلي والأوربي . . .
ولا أريد ان أعود كثيراً إلى الوراء ، حيث الحديث عن مشوار الفريق منذ بداية الموسم قد تطيل الموضوع أكثر من اللازم ، ولكن أفضل ان أبدأ حديثي منذ مباراة الفريق أمام ليفربول ، فقد بدأ الفريق الموسم بشكلٍ جيد ، واستطاع السير اليكس فيرغسون ان يجعل من الفريق ان يكون قريب من الصدارة خلف فرق القمة وعلى رأسها فريق الليفر ، ومنذ بداية عام 2009 ، أستطاع الفريق ان ينتزع الصدارة ويتربع على القمة المحلية ، وقد كانت هذه الفترة التي ظن من خلالها البعض بأن فريق ليفربول سينهار ويترك مانشستر يطير بالصدارة وحيداً خصوصاً الفترة التي عانى منها فريق ليفربول وانهياره لأربعة مباريات جعلت من الفارق بين مانشستر والليفر يتوسع أكثر وأكثر ، ولكن تغيرت الحسبة منذ دخول الفريقين دور ال16 لدوري أبطال اوربا ، حيث خاض فريق مانشستر مباراته امام الانتر ونجح ان يمر بتلك الفترة وهو متصدر الترتيب المحلي في الدوري ، ونجح بتخطي فريق الانتر وتاهل إلى دور الثمانية .
وبعد مباراة الانتر2/0 ، خاض الفريق مباراة كارثية خسر من خلالها أمام ليفربول برباعيةٍ تاريخية ، وما زاد الطين بلَه سقوط الفريق من فريق فولهام ، خسارة كانت ثانية على التوالي ، مما جعلت الحسابات تتبعثر عند السير اليكس فيرغسون ونجوم الفريق ، وجعلت من فريق الليفر يضغطون بكل قوتهم ، ولكن والحمد لله عادت المياه إلى مجاريها عندما نجح الفريق بالعودة بشق الأنفس لمسلسل الانتصارات بعد ان حقق فوزا ساحراً على فريق الفيلانز ، ومن ثم عادت الروح ، وتحسنت الاوضاع خصوصاً بعد تخطي الفريق منافسه البرتغالي بورتو من دور الثمانية ، وسقوط الليفر امام الجنرز في فخ التعادل ، ومن هنا استطاع الفريق ان يثبت في صدارة الدوري بفارق جيد مع مباراة مؤجلة ، الآن لم يبقى سوى سبعة نقاط تفصل الشياطين عن دفاعهم عن اللقب ومعادلة رقم ليفربول . . .
لقد اتضح بأن انهيار الفريق أمام الليفر وامام فولها مجرد انتكاسة مر بها الفريق ، وهذا شيء يتعرض له أي فريق في العالم خلال مشواره في أي موسم يخوضه ، بعد ان ظن الكل بان عودة الفريق ستكون مستحيلة ، وأن مسألة الاحتفاظ على اللقبين لا يمكن ان يتحقق ، واليوم نشاهد فريق مانشستر يتصدر الدوري ، ونجح بتخطي فريق الجنرز في الدور القبل النهائي ، فبعد العروض الرائعة التي قدمها نجوم الشياطين امام الجنرز ذهاباً وإياباً ، والخروج بنتيجةٍ رائعة وبأقل مجهود أمام البورو في مباراة الدوري ، أصبح فريق الشياطين في وضعيةٍ جيدة ، بعد أن اعاد السير فيرغسون حساباته مع الفريق ، حيث قام باستبعاد بعض النجوم عن التشكيلة الأساسية و إراحة البعض الآخر منهم ، بسبب ضغط المباريات التي عانى منها اللاعبين .
الحفاظ على اللقب . . . المهمة المستحيلة .
بالنسبة لي ومنذ بداية الموسم ، فإن الفوز ببطولة الدوري المحلي هو الأهم هذا الموسم ، وهذا لا يعني انني لا يهمني بطولة ابطال اوربا ، ولكن لقب الدوري سيجعل من مانشستر يونايتد يعادل رقم فريق الليفر ببطولة الدوري ، وهذا شيء كبير يسجل لنادي مانشستر يونايتد وللسير اليكس فيرغسون ، أما بطولة أبطال اوربا فقد كنت أظن بان الفريق سيعجز عن تحقيق انجاز الوصول الى نهائي البطولة خصوصاً عندما واجه الفريق بورتو وخرج متعادل في الاولدترافورد ، من ناحيةٍ ثانية تعتبر مهمة الحفاظ على اللقب شيء من المهمات المستحيلة في عالم كرة القدم ، رغم ان كرة القدم لا يوجد بها مستحيل ، حيث أنني أؤمن بقدرات الفريق وخبرة السير ، ولكن لنترك قليلاً بطولة الدوري المحلي ، ونتحدث عن بطولة أبطال أوربا ومهمة الحفاظ على اللقب ، فبطولة الدوري باختصار ستكون أسهل نسبيا لتحقيق الحفاظ على اللقلب ، فالسير اليكس فيرغسون يجيد التمسك بالصدارة بخبرته الكبيرة في البريمييرليغ ، وهناك 4 مباريات فقط ممكن من خلالها ان ينتزع الفريق 7 نقاط فقط ، وباعتقادي بان الفريق يستطيع ان يحقق ذلك ، فإذا نجح الفريق بالفوز على مانشستر سيتي فهنا أستطيع أن أبارك مقدماً على لقب الدوري ، لان الفريق سيحتاج بعدها إلى 4 نقاط ليتوج بطلاً ويحافظ على اللقب ، ففرق مثل هال سيتي وويغان يستطيع الفريق ان يتخطاهم انشالله . . .
ولكن لاحظت من خلال متابعتي لعالم كرة القدم ، بان الفريق الذي يبحث عن اللقب وضعيته ومهمته أسهل من الفريق الذي يريد أن يحافظ على اللقب ، فحامل اللقب تكون دائماً الأضواء مسلّطةٌ عليه بشكل أكثر من غيره ، وهذا يجعل من الفريق يدخل تحت الضغوطات ، سواء الضغط الإعلامي أو الجماهيري أو ضغط المباريات ، وكلها أسباب تجعل من الفريق حامل اللقب ينهار بأي لحظة ، إضافةً إلى ذلك تراجع مستوى بعض اللاعبين ، وإصابات البعض الآخر منهم ، فتعتبر هذه الاسباب هي التي تؤدي إلى خسارة اللقب خصوصاً بطولات كبيرة مثل بطولة أبطال اوربا ، ومن الأسباب أيضاً تطور مستوى الفرق المنافسة وتحسن مستوياتها ، وحالة الإشباع التي يمر بها نجوم الفريق حاملي اللقب ، وهذه ممكن ان تجعلنا نقارن حالة الفريق بمنافسه الاوربي فريق برشلونة .
فمانشستر يونايتد هو بطل بطولة أوربا ، ولازال مستمر لتحقيق الحلم للحفاظ على اللقبين المحلي والأوربي ، وبرشلونة متصدر الدوري المحلي وهو قريب من الفوز به ونجح بالتاهل إلى نهائي روما ، ولكن هناك بعض المشاكل والسلبيات التي أخشى ان تؤثر على الفريق خلال المباريات المتقية حتى نهائي روما الذي سيجمع الشياطين الحمر والكاتالونيييين ومنها :
أولاً : خوض الفريق لمباريات صعبة في بطولة الدوري ، مثل لقاء المان سيتي ، ولقاء الارسنال ، وهذا قد يجعل من الفريق يواجه مشاكل في حال خاض الفريق مبارياتٍ قوية قد تؤدي إلى بعض الإصابات أو الغيابات والإرهاق ، خصوصاً وأننا نلاحظ بان فريق ليفربول مطارد قريب من مانشستر ، على العكس بالضبط فريق البرشا الذي أتوقع بأنه لن يواجه المتاعب التي سيعاني منها مانشستر في الدوري الإسباني .
ثانياً : الثقة الزائدة التي قد تسيطر على نفوس لاعبي مانشستر ، فهناك بعض التصريحات التي أطلقها بعض اللاعبين بعد مباراة الأرسنال ، فالتصريح الذي أطلقه اللاعب إيفرا بوصفه بأن لاعبي الأرسنال كالأطفال ، شيء يدل على الثقة الزائدة عن الحد ، و الغرور الذي قد يغرق به الفريق خصوصاً لو حقق لقب الدوري ، وقد يجعل من الفريق يدخل نهائي روما بثقةٍ أكبر من اللازم ، وهذه وضعية تذكرني تماماً بفريق يوفنتوس في بطولة 97 ، عندما إكتسح البطولة وهو حامل لقبها ، ودخل نهائي البطولة أمام فريق أقل من مستواه وهو بروسيا دورتموند ، ففي تلك المباراة انصدم نجوم اليوفي بالدفاعات الألمانية ، واتضح من خلالها بان في ذلك الفريق الألماني نجوم ولدوا في ذلك النهائي على حساب فريق اليوفي الذي خاسر اللقاء 3/1 ، وقد يتكرر هذا الشيء مع الشياطين الحمر أمام البرشا لو دخلوا النهائي بثقةٍ كبيرة .
ثالثاً : حالة الإشباع التي قد تؤثر على اللاعبين ، وقد تجعلهم لا يخوضون المباريات المتقية من الموسم ، ونهائي روما بالروح التي يتميز بها نجوم الفريق ، مما يؤدي إلى الإستهزاء وعدم إحترام الخصم من جانب لاعبي مانشستر ، وقد تجعلهم بتفاجئون من منافسهم الكاتالوني ، الذي سيبذل نجومه قارى جهودهم حتى يحققوا الفوز ، وكلنا شاهدنا مانشستر كيف إنهار أمام الليفر بعد مباراة الانتر ، ورأينا كيف استطاع الفريق الكاتالوني بروحه القتالية ان يقتل البلوز في الوقت بدل الضائع .
رابعاً : تدخلات مشاكل الحكام التي قد تلعب دور في تغيير نتيجة المباراة امام البرشا ، فكلنا رأينا ماذا فعل الحكم الذي أدار لقاء البرشا والبلوز ، فقد ظهرت أخبار بان المسئولييين في الاتحاد الاوربي وعلى رأسهم رئيسه ( بلاتيني ) كانوا يسعون إلى إسقاط فريق تشيلسي وعدم تاهله لنهائي البطولة ، حتى لا يكون هناك نهائي انجليزي ثاني ، فمن يدري ؟
فقد يسعى الاتحاد الاوربي من خلال حكام المباراة النهائية ان يلعبون بنتيجة المباراة ويؤثرونا عليها من خلال قراراتهم ، وإهداء القب لبرشلونة ، أو قد إكتفى الاتحاد الاوربي بإسقاط البلوز من البطولة حتى لا يتكرر نهائي الموسم الماضي . وإعطاء اجواءٍ جديدة لبطولة تختلف عن الموسم الماضي . والله أعلم . . .
خامساً : على الرغم من الخبرة التي يتميز بها السير اليكس فيرغسون ، والتي بلا شك لاتقارن بخبرة غوارديولا ، فهذه قد قد تكون لصالح مانشستر ، ولكن رأينا بان السير ومنذ بداية الموسم وهو يرشح البرشا للفوز بالبطولة ، وأعلن إعجابه الكبير بالمدرب غوارديولا ، وطريقة لعبه داخل المستطيل الاخضر ، فالسير معجب بهذا المدرب ، حيث وصف بان غوارديولا بالمدرب رائع ، فقد أستطاع ان يعدل من مشاكل الفريق الكاتالوني الدفاعية ، وأعلن عن إعجابه بنجوم الفريق اداءه ، فها هو غوارديولا يؤكد كلام السير بعد اكتشاحه ريال مدريد بسداسيةٍ تاريخية ، ونجح بتخطي البلوز بقيادة مدربه الخبير هيدينك ، على الرغم من الاخطاء التحكيمية التي سيطرت على مجرى المباراة .
سادساً : تشكيلة الفريقين التي ارى فيها فريق مانشستر له الافضلية المطلقة ، فالامكانيات التي يتميز بها فريق مانشستر كبيرة جداً ، عن الفريق الكاتالوني ، الاحتياط القوي ، والاداء الجماعي ، والسرعة في نقل الكرة ، وتبادل المراكز ، كلها نقاط أرى فيها مانشستر يونايتد أفضل من البرشا ، رغم الاداء الجيد من جانب الكاتالونيين ، وقد تكون مشكلة مانشستر والبرشا في غيابات بعض النجوم ، فمانشستر سيفتقد نجمه فليتشير بسبب الكرت الأحمر ، أما البرشا فسيفقد كل من دانييل ألفيس و أبيدال بسبب الإيقاف و ماركيز بسبب الإصابة ، فقد تكون غيابات البرشا أكثر تأثير على الفريق من مانشستر ، الذي قد يعوض غيابه أكثر من لاعب في وسط الملعب . . .
أسئلة الموضوع :
أولاً : بالنسبة لبقية المباريات التي سيخوضها الفريق في بطولة الدوري ! هل تعتقد بانها ستكون لها تأثير على الفريق ؟ وماذا تتوقع أن يفعل الفريق بالنهائي لو خسرنا الدوري لا سمح الله ؟
ثانياً : ما هي وجهة نظرك عن الثقة الزائدة التي تسود ببعض اللاعبين ؟ فهل ستؤثر على لاعبي المان ؟
ثالثاً : على الرغم من التصريحات التي يطلقها بعض اللاعبين والسير فيرغسون عن سعيهم لتحقيق الالقاب اكثر ، هل تتوقع ان يواصل الفريق انتصاراته حتى نهائي روما ويحقق اللقبين؟ أم ان الفوز ببطولة الدوري قد تشبع اللاعبين وتجعلهم يفقدون روحهم أمام البرشا ؟
رابعاً : مشاكل الاتحاد الأوربي ورئيسه ( بلاتيني ) : هل تتوقع ان تكون هناك تدخلات ؟ واخطاء تحكيمية تسيطر على فريق مانشستر مثلما فلعوا بفريق تشيلسي وتحرم مانشستر من الحفاظ على اللقب ؟ ام أن الاتحاد الأوربي إكتفى بحرمان الكرة الانجليزية لنهائي ثاني ؟ خصوصاً وأننا لم نشاهد مشاكل تحكيمية في نهائيات البطولة في السنوات الاخيرة .
خامساً : نجاح غوارديولا هذا الموسم ، هل تتوقع انه يستطيع ان يفاجئ السير ويتغلب عليه تكتيكياً ، خصوصاً بعد إكتساحه لراموس في مدريد و هيدينك في تشيلسي ؟
سادساً : كيف ترى غيابات النجوم ؟ وماذا تفضل ان يفعل السير بغياب فليتشير ؟ وهل تتوقع ان غيابه سيؤثر على خط الوسط ؟ ومن تتوقع أن يأخذ مكانه ؟
ملاحظة : قد يعتقد البعض بأن هذا الموضوع سابقاً لأوانه ، ولكن طرد فليتشير ، ومسخرة التحكيم في لقاء البرسا والبلوز ، والمباريات القوية التي سيخوضها الفريق في بطولة الدوري ، جعلتني أفكر بما هو قادم من مباريات وظروف سيمر بها الفريق ، وأحببت أن اعطي فكرة للقراء عن الفرق التي تكون حاملة اللقب . . . وشكرا .
أرجوا ان يكون الرد على الأسئلة منطقية وواقعية ، من دون ثقةٍ زائدة عن الحد ، وتكون كذلك صريحة ، ولا نريد الرد بطريقةٍ إستهزائية
|