![]() |
الحلم الاوروبي
ادرك تماماً الشعور الذي يختلجك اليوم. شعور بالأسى على حلم لامَس الواقع قبل ان يعود ادراجه سراباً.
اعلم تمام العلم ان صورة جون تيري وهو يهدر ركلة الترجيح الحاسمة امام الهولندي ادوين فان در سار، حارس مرمى مانشستر يونايتد، في المباراة النهائية لمسابقة دوري الابطال في الموسم الماضي على ملعب «لوجنيكي» في موسكو، اعلم ان تلك الصورة عادتك بعد ان عانقت كرة اندريس انييستا، نجم برشلونة، شباك بتر تشيك في «ستامفورد بريدج» اول من امس. بعض الامور في الحياة ليس مكتوباً لها ان تكون، بينها، بلا شك، حصول تشلسي على كأس اوروبا، صاحبة الأذنين الكبيرتين. من المحزن والمؤسف وغير العادل ان يغيب ميكايل بالاك وديدييه دروغبا وفرانك لامبارد ومايكل ايسيان واشلي كول وتشيك وتيري عن النهائي. محزن لأن الـ «بلوز» استحقوا الفوز نظير اسلوبهم الراقي، والتزامهم التكتيكي، وايمانهم بأن كرة القدم خطة وتركيز وعدم استسلام. مؤسف لأن رجال الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش يستحقون فرصة للثأر من مانشستر يونايتد في النهائي خصوصا ان ركلات الترجيح فقط حرمتهم الموسم الماضي من ولوج منصة التتويج. غير عادل لأن الاهداف الحاسمة التي تسجل في الدقائق القاتلة لا تنم دوماً عن ان صاحبها هو مستحق التبجيل، ولعل الانتصار الذي سطره مانشستر يونايتد على بايرن ميونيخ في «نو كامب» في نهائي دوري الابطال 1999 خير دليل على ذلك. صديقي «الأزرق»، لا تخفي دموعك، بل دعها تمتزج بدموع حارة ذرفها تيري علناً بعد نهائي 2008، وحاول اخفاءها علناً بعد نصف نهائي 2009. ما اصعب ان تصل الى هدف منشود بعد جهد جهيد ثم تسقط على مشارف احضانه، ليس استسلاما كما فعل تحديدا ارسنال يوم الثلاثاء الماضي امام «الشياطين الحمر»، بل ظلماً. يا عاشق «ستامفورد بريدج»، لست هنا لأبلسم جراحك التي لا يمكن ان تندمل، بل لأضع نقاطا على حروف تشكل كلمات لا تقدم او تؤخر بل تجعل من دروس اليوم ترسانة لمواجهة مواقف مماثلة مستقبلا. لست محامي دفاع عن تشلسي، ليس لان ارتباطاتي لا يسمح لي باداء المهمة، مع العلم ان حيازتي اجازة في الحقوق قد تسمح تجيز لي، ربما، بمقاربة «كارثة الحكم النروجي توم هينينغ اوفريدو» من باب منطقي بعيداً عن التعصب والانحياز. الحق في اللغة هو ما منحه الشرع للناس كافة على السواء وألزم كلا منهم باحترامه وعدم الاعتداء على ما هو لغيره، كما انه الشيء الثابت لله أو للإنسان على الغير بالشرع. قد يكون هذا التفسير معقدا ولا يجد مرتعاً له داخل المستطيل الاخضر، غير ان الاكيد ان الحكم النروجي لم يعط تشلسي حقه بتاتاً، لا بل تمادى في ظلمه. فإن كان هذا الحكم البدين يدرك سلفاً ما ستفرزه صافراته من آثار سيئة على التحكيم الدولي وعلى دوري الابطال وعلى الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، فتلك مصيبة، اما ان يكون غير مدرك لذلك، فتلك خطيئة. صديقي، افضل اليوم لعب دور المدعي على السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، و«ابنه» الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة. لن ألوم بيكيه، لاعب برشلونة، على لمسه المتعمد للكرة داخل المنطقة المحرمة، مع العلم انه يستحق السجن على ما اقدم عليه، وليس ركلة جزاء فحسب، بل سأعاتب بلاتر الذي ما زال مصرا على عدم ادخال التكنولوجيا الى عالم التحكيم. بماذا يفيد حفل اختيار افضل لاعب في العالم؟ وبماذا عاد علينا مشروع «هدف» من خيرات؟ وبماذا أفاد التنظيم الرائع للبطولات؟ ما فائدة كل ذلك عندما تفتقد كرة القدم الى اصول واضحة تعطي صاحب الحق حقه؟ كرة القدم رياضة تنحصر داخل المستطيل الاخضر وليس في زواريب الصفقات والمكاتب المنحوتة مكاتبها ذهباً. لماذا اصرار الاتحادين الدولي والاوروبي على عدم مساعدة الحكم من خلال تبني «الكرة الذكية» على اقل تقدير؟ لماذا لا يصار الى اعتماد خمسة حكام في البطولات الكبرى (كأس العالم وكأس امم اوروبا ودوري ابطال اوروبا)، اولهم للساحة، اثنان للراية، الرابع للقيام بمهامه المحدودة اصلا، اما الخامس فيكون متواجدا في غرفة خاصة وامامه شاشة تعرض المباراة، ويقوم بنفسه او بمعاونة لجنة تحكيمية بتقييم الحالات المثيرة للجدل، على ان تتم العملية بشكل سريع قبل ان يجري نقل الرسالة الى حكم الساحة لا سلكياً؟ وهنا، لن يعترض معترضون خصوصا ان واجب الحكم الخامس احقاق حق وليس سرقة حق. لا احاول التخفيف عنك يا صديقي، بل احاول الخروج من حال عدم الرضا على ما حل بفريقك. المباراة تدوم 90 دقيقة، فما الضير ان امتدت عشر دقائق اضافية نتيجة تدخل الحكم الخامس في بعض المناسبات؟ احييك يا مشجع الـ «بلوز» على فريقك واهز رأسي حزناً على مدربك الموقت والذي لا يمكن ان تكون ذكراه موقتة، فالهولندي غوس هيدينك قام بعمل رائع يستحق عليه رفع القبعات. لا شك في انه شعر بضيق شديد عندما تابع تغاضي الحكم عن عدد من ركلات الجزاء الصحيحة، وعاد بالذاكرة ثلاث سنوات الى الوراء عندما احتسب الحكم الاسباني لويس ميدينا كانتاليخو ركلة جزاء خيالية لايطاليا في الدقيقة الاخيرة من مباراتها في الدور الثاني لمونديال 2006 احرز منها فرانشيسكو توتي هدف الفوز «غير المستحق» في مرمى استراليا التي كانت تحت قيادة هيدينك التدريبية. هيدينك حرم من خمس ركلات جزاء امام برشلونة، فيما حصل على واحدة ظالمة امام ايطاليا. لا اسعى الى اعادتك الى تلك المباراة المشؤومة يا صديقي، لكن الفرنسي فلوران مالودا اخطأ عندما حاول ابعاد الكرة من منطقة الجزاء فوصلت عن طريق الخطأ الى ميسي الذي مررها بدقة الى انييستا فزرعها الاخير هدف خلاص في صميم تشلسي. مالودا سيعاتب نفسه ما حيا على تلك اللمسة «السخيفة»، تماما كما فعل الفرنسي الآخر دافيد جينولا في 17 نوفمبر 1993 في باريس عندما اضاع كرة في منتصف الملعب ادت في النهاية الى هدف ثان لمنتخب بلغاريا في مرمى «الديوك» (2-1)، وبالتالي اقصاء هؤلاء عن المشاركة في نهائيات مونديال 1994. صديقي، الاتحاد الاوروبي لكرة القدم لا يمكن ان يشتري مباراة او يضغط على حكم، لذا لا يمكن ان نقول اكثر من ان مباراة تشلسي - برشلونة كانت اكبر من الحكم النروجي الاصلع. تشلسي يستحق بلوغ النهائي، ولكن برشلونة، الذي ابدع هذا الموسم، محلياً وقارياً، يستحق هو الآخر، الظهور في روما في المباراة النهائية. الحياة لا تنتهي هنا يا صديقي. لك تحياتي... واصدق تعازيّ. |
وووووووووين الردود؟؟؟؟
|
??????
والله الموضوع طويل وتعب عليه واخر شي ولا رد الله يهدي الجميع |
مشكور على الموضوع الصراحه تشيلسي لن يكون بطل اوربا مهما كان ولان يحصل على الكاس ذوالاذنين الكبيرتان
|
واخيرا احد رد
ومشكوور على المرور |
تقبل مروري يالغاااالي |
اووه ثاني واحد عريبه
بس مشكوور على المرور كان ودي الموضوع يتثبت بس وش نسوي |
الساعة الآن 11:40 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010