أوقعت قرعة الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا عملاقي إنجلترا مانشستر يونايتد وتشيلسي في مواجهة مباشرة، ستذكرنا بنهائي عام 2008 عندما القتى الفريقان في موسكو وفاز اليونايتد بفضل ركلات الجزاء الترجيحية الأمر الذي سيُزيد اللقاء إثارة بين متصدر البريمير ليج ورابع الترتيب العام.
أنشيلوتي المحظوظ على فيرجسون منذ أن كان مدرباً للميلان، لم يكن يتوقع الصدام المُبكر باليونايتد الذي يسير بخطى ثابته نحو الثلاثية التي لم يُحققها منذ عام 1999 عندما فاز بالدوري المحلي وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، لكن تبقى فرص الفريقان للعبور للدور نصف النهائي متساوية، فقبل أقل من أسبوعين فاز البلوز بهدفين لهدف على ملعب "ستامفورد بريدج"، بينما في افتتاح الموسم فاز الشياطين الحمر بثلاثية لهدف في الدرع الخيرية، مما يؤكد على صعوبة توقع المتأهل للدور القادم.
تشيلسي الذي فاز من قبل بكأس الكؤوس الأوروبية في مناسبتين وكأس السوبر الأوروبية في مناسبة، بدأ البطولة بخمس انتصارات متتالية في دوري المجموعات، حيث كانت البداية بالفوز على زيلينا خارج قواعده برباعية لهدف ومن ثم فاز على مارسيليا بهدفين نظيفين قبل أن يضرب سبارتاك موسكو في الجولتين الثالثة والرابعة بنتيجتي 2/0 و 4/1، وبعد ذلك عرف طعم الهزيمة على ملعب "فيلودروم" عندما انحنى أمام مارسيليا بهدف نظيف.
وفي الدور ربع النهائي التقى بـكوبنهاجن الدنماركي وفاز عليه في عقر داره بهدفي أنيلكا لكن في لقاء الإياب الذي لُعب في غرب لندن اكتفى بالتعادل السلبي الذي ضمن الترشح الرسمي للدور نصف النهائي.
أما مانشستر يونايتد الذي فاز بدوري أبطال أوروبا في ثلاث مناسبات من قبل وبطولة لكأس الكؤوس ومثلها في السوبر الأوروبية، لم يتجرع من كأس الهزيمة حتى الآن، وعلى الرغم من بدايته المتعثرة في دوري المجموعات بتعادله في مسرح الأحلام أمام جلاسكو رينجرز إلا أنه عاد وانتفض وكشر عن أنيابه بالانتصار على فالنسيا الإسباني على ملعب "الميستايا" بهدف المكسيكي "تشيشاريتو" قبل أن يحصد تسعة نقاط دفعة واحدة من فم بورصا سبور التركي و جلاسكو رينجرز منها ستة نقاط من الأول وفي النهاية اكتفى بالخروج بنقطة أمام فالنسيا ضمنت له صدارة المجموعة.
وفي دور الـ16 ذهب أولاً إلى ملعب "فيلودروم" لمقابلة بطل الدوري الفرنسي –مارسيليا- ونجح في العودة إلى انجلترا بأقل الخسائر بالتعادل السلبي إلى أن حسم بطاقة الترشح في "أولد ترافورد" بالفوز بنتيجة 2/1.
ومما لا شك فيه أن تشيلسي سيحاول يثأثر من الهزيمة التي حرمته من معانقة أول بطولة لدوري أبطال أوروبا في تاريخ النادي عندما انحنى أمام الشياطين الحمر في موسكو، ومن حسن حظ البلوز الذي لم يعرف التعادل على ملعبه منذ عام 2007 عندما تعادل بدون أهداف مع فالنسيا ثم تعادل مع كوبنهاجن في مباراة كانت مُجرد تحصيل حاصل، سيلعب مباراة الذهاب على ملعب "ستامفورد بريدج" في الخامس من الشهر المُقبل على أن يستضيف مسرح الأحلام مباراة العودة في الموافق 13 من الشهر ذاته.
يرى الكثيرون أن الفائز من هذه المواجهة سيكون بنسبة كبيرة في المباراة النهائية، وذلك لأن الفائز سينتظر اما حامل اللقب – الإنتر – أو رفاق رؤول – شالكه- عكس الجانب الأخر الملتهب الذي سيشهد موقعة نارية بين ريال مدريد و توتنهام والفائز منهما سيقابل بنسبة كبيرة جداً برشلونة الذي وجد نفسه في أمام شاختار الأوكراني.
مميزيات الاسود
وتكمن قوة تشيلسي في مدربه "أنشيلوتي" الذي سبق له وحمل لقب دوري أبطال أوروبا في مناسبتن وهو مدرب وفي مثلهما كلاعب، هذا بالإضافة إلى أن مالك النادي "أبراموفيتش" دعم الفريق بصفقات من العيار الثقيل بتعاقده مع الثنائي "فرناندو توريس و دافيد لويز"، فالأول أعطى دفعة معنوبة كبيرة للثنائي "دروجبا و أنيلكا" ووجوده أجبرهما على بذل مجهود مضاعف خوفاً من الجلوس على مقاعد البدلاء، والشيء المهم أن أنشيلوتي استعاد مدافع الصلد "أليكس" الذي تعافى من إصابته مؤخراً وأصبح لائقاً للمشاركة في أقرب وقت.
ويمتاز تشيلسي بخط وسط قوي جداً يتمثل في الثلاثي "إيسيان، لامبارد وراميريز"، وهم من العناصر التي رجحت كفة أنشيلوتي في الأسابيع الأخيرة سواء في الدوري المحلي أو في دوري أبطال أوروبا، فعودة الاسد الغاني إلى الحالة الفنية والبدنية التي كان عليها قبل إصابته في الركبة التي أبعدته عن الملاعب أكثر من ستة أشهر وأيضاً تعافي "لامبارد" من إصابته في الفخذ وتأقلم النجم البرازيلي على الأجواء الإنجليزية جعلت من خط وسط تشيلسي قوة ضاربة بالتحديد في الأسبايع الست الأخيرة.
مشكلة كبيرة
يعاب على تشيلسي ضعف مركز الجناح الأيسر الذي تأثر كثيراً بتراجع مستوى القصير الفرنسي "فلورن مالودا"، ففي نهاية الموسم الماضي وبداية الموسم الجاري كان النجم الأسمر أحد العلامات الفارقة في الفريق بقدرته الفائقة على المرور والاختراق من الجانب الأيسر الأمر الذي كان يساعده على صناعة العديد من الأهداف لدروجبا و أنليلكا، لكنه الآن لم يعد بنفس القوة التي كان عليها في السابق وهذا أثر كثيراً على أداء فريقه بوجه عام.
مميزات اليونايتد
أما مانشستر يونايتد بقيادة مدربه العظيم "سير أليكس فيرجسون"، فهو يعتمد على الجماعية في الأداء في المقام الأول ولديه خط دفاع لا يمكن اختراقه لكن بشرط وجود الثنائي "فيديتش وفرديناند"، لكن في حالة غيابهما يصبح دفاع اليونايتد "هش" وشاهدنا ذلك في مباراة ليفربول التي تلاعب فيها السفاح "سواريز" بكل مدافعي "فيرجسون".
بينما مركز حراسة المرمى فيعد هو الأخر من أقوى مراكز الفريق، وذلك لوجود العملاق الهولندي "فان دار سار" الذي تزداد نجوميته من مباراة لـآخرى رغم تجازوه سن الـ40 من عمره، لكن في الوجه الأخر نجد أنشيلوتي لديه حارس لا يقل كثيراً عن السوبر سار وهو "بيتر تشيك" الذي يُعد هو الأخر من صفوة حراس المرمى في العالم.
وما قد يُرجح كافة اليونايتد هو خط هجومه المكون من الثلاثي "روني، بيرباتوف وهيرنانديز"، والأخير بالتحديد لديه قدرة عجيبة على إحراز الأهداف من أنصاف الفرص عكس الفتى الذهبي و النجم البلغاري فهما بحاجة إلى فرصة وأثنين من أجل التهديف، لكن تشيشاريتو الذي أنقذ فريقه في مباراة مارسيليا بإحرازه هدفين بإمكانه إحداث الفارق على الأقل في مباراة الذهاب، وذلك لأنه بحاجة إلى فرصة واحدة فقط لو أتيحت أمامه مؤكد سيضع فريقه في المقدمة.
عيب قاتل
ويُعتبر مركز الظهير الأيمن نقطة ضعف واضحة لليونايتد، فمنذ فترة والفريق يعاني من ضعف ذلك المركز وبالتحديد منذ أن هبط مستوى جاري نيفيل قبل أن يعتزل اللعبة بداية العام الحالي، ومن ثم جاء البرازيلي "رافائيل داسيلفا" لكنه يعاني من كثرة الإصابات الأمر الذي يُجبر فيرجسون دائماً على اقحام "جون أوشيه" البعيد عن مستواه والذي يسبب العديد من المشاكل لخط دفاع الفريق.
لمن الأفضلية
ومن المؤكد أن معركة خط الوسط هي التي ستُحدد هوية المتأهل للدور نصف النهائي، فوجود الثلاثي "كاريك، فليتشر، سكولز" أمام الثلاثي "إيسيان، لامبارد وراميزيز" يدل على أنها ستكون معركة "تكسير العظام" نظراً لتقارب المستوى بين اللاعبين، لكن كل ما يمكننا قوله أن الطرف الذي سيحافظ على تركيزه طوال الـ180 دقيقة التي ستجمع الفريقان مؤكد سيجد نفسه في الدور القادم وربما أبعد من ذلك.
luv;m "j;sdv hgu/hl" jadgsd td l,h[im lfhavm lu lhkasjv d,khdj] kihzd lE;vv