حقق ريال مدريد مفاجأة من العيار الثقيل وخرج بفوز مستحق من الكامب نو على حساب غريمه برشلونة بهدفين لهدف في المباراة التي أجريت لحساب الجولة 35 من الدوري الإسباني. فوز جعل كلاسيكو الأرض يقرب ريال مدريد كثيراً من الحصول على لقب الدوري الإسباني بعد غياب لثلاثة مواسم متتالية.
وجاءت بداية اللقاء سجالاً بين الفريقين، حيث اعتمد برشلونة طريقته المعتادة في التمريرات القصيرة ومحاولة الوصول إلى مرمى الخصم بطرية "التيكي تاكا"، أما برشلونة فقد كثف الضغط في وسط الميدان وبدا ناجحاً تماماً في مهمة إيقاف برشلونة. فجاءت أول هجمات اللقاء لصالح الضيوف حيث كاد ريال مدريد يفتتح التسجيل في الدقيقة الرابعة من ضربة ركنية نفدها أوزيل حولها راموس برأسية خطيرة في اتجاه المرمى لكن فالديس نجح في إبعادها عن مرماه.
وجاء رد برشلونة سريعاً في الدقيقة السادسة حي كاد يستغل دانيل ألفيش سوء تفاهم بين راموس وبيبي وقطع كرة جعلته وجهاً لوجه مع كاسياس لكن خروج هذا الأخير أنقذ الوضع وترك الحال على ما هو عليه.وفي الدقيقة العاشرة، تمكن أوزيل من قطع كرة من وسط الميدان مررها بشكل دقيق لبنزيما الذي تباطأ قليلاً قبل أن يسددها أرضية تصدى لها فالديس من دون مشاكل كبيرة.
وفي الدقيقة ال13، مرر إنييستا كرة بينية رائعة للشاب تيُّو المتواجد في الرواق الأيسر قبل أن يراوغ ويسدد كرة تصدى لها كاسياس،لكن الحكم كان قد أعلن عن ضربة حرة غير مباشرة بعد أن تواجد تيو في حالة تسلل أثناء تمرير إنييستا للكرة.
ووسط هذا الشد والجدب، استغل ريال مدريد ركنية نفدها دي ماريا وجدت رأسية بيبي لكن فالديس تصدى لها،بيد أن خضيرة استغل سوء التفاهم الذي حدث بعد ذلك بين قلب الأسد وحارسه ووضع الكرة في المرمى معلناً عن أول أهداف الكلاسيكو.وحاول برشلونة الرد بسرعة، فسدد تيُّو كرة من خارج منطقة الجزاء ذهبت محادية للمرمى، ليرد عليه
الريال بهجمة خاطفة من كريستيانو الذي توغل في الجهة اليسرى وسدد كرة ذهبت بعيدة عن المرمى وتحولت لرمية تماس.
وفي الدقيقة 27 أضاع تشافي فرصة ذهبية لإدراك التعادل بعد أن وضعه ميسي بتمريرة ساحرة وجهاً إلى وجه مع كاسياس، لكن تسديدته أخطأت المرمى وذهبت محادية للقائم الأيمن تاركة طعم المرارة لدى جماهير البلاوجرانا. واستمر الحال على ما هو عليه، استحواذ من برشلونة وهجمات مرتدة خطيرة للريال. ومن هجمة منسقة من برشلونة في الدقيقة 38، كاد تياجو ألكانتارا يدرك التعادل ثانية لكن تسديدته ذهبت بدورها محادية للقائم الأيمن للسان إيكر ليبقة الوضع على ما هو عليه.
وقبيل انتهاء الشوط الأول، كاد ريال مدريد يضيف الهدف الثاني حيث انطلق أوزيل من الجهة اليمنى وراوغ كلاً من إنييستا وألكانتارا قبل أن يتوغل لداخل منطقة الجزاء ويمرر كرة قطعها ماسكيرانو منقداً فريقه من هدف ثاني محقق، لينتهي الشوط الثاني بتفوق الضيوف بنتيجة هدف نظيف.
بداية الشوط جاءت حماسية من أصحاب الأرض، لكن شيءً لم يتغير على الصعيد التكتيكي، حي استمر ريال مدريد في تماسكه الدفاعي وحاول قدر الإمكان إغلاق المنافذ أمام ميسي ورفاقه. ووسط هذا الحصار، تحصل الكتلان على فرصتين لإدراك التعادل أطاح بهما تيو معاً وسط استياء من الجماهير، خاصة انفراده في الدقيقة 55 الذي أطاح به بطريقة غريبة للغاية.
بعد ذلك بدا جلياً أن ريال مدريد متفوق من الناحية التكتيكية وأنه يتعامل مع المباراة بشكل ممتاز حيث تمكن من إيقاف جزءً مهماً من خطورة البلاوجرانا ولم يبق له سوى خيار التسديد من بعيد الذي كاد يأتي بالجديد عندما سدد تشافي آخر كرة له في المباراة في الدقيقة 69، لكن الكرة أبت أن تعرف طريق المرمى، ليقوم جوارديولا بأول تدخل ويشرك ألكسيس سانشيز.
وجاء مفعول تغيير جوارديولا سريعاً حيث تمكن الكسيس بعد دقيقتين من دخوله من إدراك التعادل، بعد عملية هجومية ابتدأت من انطلاقة من ميسي مررها بينية رائعة لتيو الذي فشل في وضعها في المرمى لتعود لأدريانو الذي صوب الكرة التي ارتطمت بأحد المدافعين وتتحول إلى سانشيز الذي تكفل بإيداعها في المرمى معلناً عن تعادل الفريقين.
لكن الجماهير الكتلونية لم تفرح كثيراً بالهدف، حيث كانت ردة ريال مدريد سريعة للغاية، فمرر أوزيل كرة ساحرة لنجم الفريق كريستيانو رونالدو المنطلق من الخلف والذي استغل خروجاً خاطئاً لفالديس ويضع الكرة في المرمى ويطلب بعد ذلك شيئاً من "الهدوء" من جماهير برشلونة المتحمسة. الهدف الثاني كان بمثابة "دش بارد" لأصدقاء ليو الذين عجزوا عن خلق خطورة حقيقية وسط الذكاء المتناهي الذي لعب به رجال مورينيو.
وكادت مرتدات ريال مدريد تأتي الهدف الثالث، خاصة عندما انطلق بنزيما رفقة ثلاثة من زملائه وجهاً لوجه مع مدافعين من برشلونة، لكن أنانية كريم دفعته لاختيار الحل الفردي وسدد كرة لم تقلق فالديس كثيراً. الدقائق الأخيرة من اللقاء شهدت نسقاً منخفضاً وتوقفاً متكرراً للكرة لتسير المباراة لصالح ريال مدريد الذي عرف كيف ينهي اللقاء بنتيجة هدفين لهدف لصالحه.
وبهذا الفوز، أصبح ريال مدريد قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح بطلاً للدوري الإسباني بعد أن ابتعد عن برشلونة المتواجد في المركز الثاني بفارق سبع نقاط على بعد أربع مباريات فقط من نهاية الدوري.
م ص د ر