|[ آعلآنآت المنتدىآ ]|

:: تغـطية خـاَصـة |تويتر × تويتر |

كن مميزاً في شبكة تشيلسي للأبد

شرح استخدام المنتدى

تحميل شبكة تشيلسي للأبد


العودة   منتديات تشلسي للأبد chelsea4ever.net > الــمــنتــد يــات الــــعــــامــــه > المنتدى الأسـلامـــي
 

 

المنتدى الأسـلامـــي :: كل ما يخص القضايا الإسلامية :: مذهب أهل السنة والجماعه

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-2011, 10:29 PM   #29
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



الهجرة الثانية إلى الحبشة


لما عجزت قريش عن مقاومة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بالحجة والبراهين ، لجأت إلى تصعيد العنف والقوة ضد المسلمين وخاصة منهم هؤلاء الذين عادوا إلى مكة قادمين من الحبشة بعد أن سمعوا بإسلام حمزة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، كما أنهم سمعوا أن أهل مكة قد أسلموا ، فعادوا فرحين بإسلام قومهم ، إلا أنهم عرفوا باطل ما سمعوا عندما وصلوا إلى مشارف مكة المكرمة . وكان النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم قد جلس مع المشركين فأنزل الله سبحانه وتعالى عليه

والنجم إذا هوى (1) ، ما ضل صاحبكم (2) وما غوى ، وما ينطق عن الهوى إن هو إلى وحي يوحي علمه شديد القوى ذو مرة (3) فاستوى (4) وهو بالأفق الأعلى 5
وتابع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم فأكملها فسجد وسجد معه كل من كان هناك من المسلمين والمشركين ، فظن بعضهم أن المشركين قد أسلموا ، وعندما رأى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ما حل بالمسلمين من أصحابه من سوء العذاب ، أمرهم أن يهاجروا إلى الحبشة . فقال له عثمان بن عفان ، رضي الله عنه وكان من العابدين : يا رسول الله هاجرنا المرة الأولى ، وهذه المرة الثانية إلى النجاشي ، ولست معنا . فأجابه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : " أنتم مهاجرون إلى الله وإلي فلكم هاتان الهجرتان جميعا " فقال عثمان : فحسبنا يا رسول الله
رسولا قريش إلى النجاشي
غضبت قريش لما رأت أن أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم قد هاجروا وتركوا مكة إلى الحبشة حيث وجدوا الأمن والاطمئنان وأصابوا الدار والقرار ، فاجتمع رؤوس الكفر والشرك فيها وقرروا أن يبعثوا رجلين من قريش قويين جلدين إلى النجاشي ملك الحبشة ، الذي كان يدين بالنصرانية ، ليحاولوا إعادة المسلمين إلى مكة ويخرجوهم من دارهم التي أطمأنوا بها وسكنوا إليها فأرسلوا عبد الله بن أبي ربيعة {6} وعمر بن العاص بن وائل ، وجمعوا لهما هدايا ثمينة للنجاشي ، ثم بعثوهما إليه . وعن رسولي قريش هذين ن تروي لنا المهاجرة أم سلمة بنت أبي أمية التي تزوجها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قصتهما فتقول : لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار ، أمنا على ديننا ، وعبدنا الله تعالى لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه ، فلما بلغ ذلك قريشا ن ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي رجلين منهم جلدين ، وأن يهدوا النجاشي هدايا ثمينة من مكة فبعثوا عبد الله بن أبي ربيعة ، وعمرو بن العاص ، وقالوا لهما: ادفعا إلى كل بطريق من بطارقة النجاشي هديته ن قبل أن تكلما النجاشي فيهم ، ثم قدما إلى النجاشي هداياه ، ثم اسألاه أن يسلم المسلمين إليكما قبل أن يكلمهم . ففعل الرسولان مثل ما أمرا وقالا لكل بطريق منهم : إنه قد لجأ إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينكم ، وجاؤوا بدين مبتدع ، لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وقد بعثنا إلى الملك أشراف قومهم لنردهم إليهم ، فإذا كلمنا الملك فيهم ، فاشيروا عليه أن يسلمهم إلينا . فقالوا لهما : نعم ثم أن الرسولين قدما هداياهما إلى النجاشي فقبلها منهما ، ثم كلماه وقالا له : أيها الملك ، إنه قد لجأ إلى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك ، وجاؤوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لنردهم إليهم . فقالت بطارقة الملك : صدقا أيها الملك العظيم ، فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم . فغضب النجاشي وقال : لا والله لا أسلمهم إليهما ، فقد جاوروني ، ونزلوا بلادي ، واختاروني على من سواي ، حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم ، فإن كانوا كما يقولون أسلمتهم إليهما ، ورددتهم إلى قومهم ، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما ، وأحسنت جوارهم . ثم أرسل النجاشي إلى أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما جاءهم رسوله ، اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض : ما تقولون للملك إذا جئتموه ؟ قالوا: نقول ما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، وليكن من شأننا ما يكون ، فلما وقفوا أمام النجاشي ، سألهم فقال ك ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ، ولم تدخلوا به في ديني ، ولا في دين أحد ؟ فقال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه : أيها الملك كنا في الجاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي بالفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف حتى بعث الله عز وجل إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونترك ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم {7} ، وحسن الجوار ن والكف عن المحارم ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات ، وأمرنا أن نعبد الله وحده ، لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ، فصدقناه وآمنا به ، واتبعناه على ما جاء به من الله ، لكن قومنا عذبونا ، وحاولوا ردنا عن ديننا ، إلى عبادة الأوثان ، فلما اشتد عذابهم لنا ولم يبق لنا حيلة في أمرنا ، خرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك . فقال النجاشي : هل معك شيء مما جاءكم به رسولكم ؟؟ قال جعفر بن أبي طالب : نعم . فقال له النجاشي : فاقرأه علي . فقرأ جعفر عليه شيئا من سورة مريم . والنجاشي يصغي حتى أسبلت عيناه بالدموع وابتلت لحيته . ثم قال لهم : إن هذا والذي جاء به عيسى لمن كلام الله تعالى ، انطلقوا فلا والله لا أسلمكم لأحد أبدا . ثم حاول رسولا قريش أن يوغروا صدر النجاشي ، بما يقوله المسلمون عن عيسى عليه الصلاة والسلام ، من أنه عبد من عباد الله ، أرسله هاديا للناس ، فلم يلتفت إليهما النجاشي وخرجا من عنده مطرودين . هذا وبعد الهجرة إلى الحبشة وعودة من عادوا بدأت قريش خطة جديدة في مقاومة النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي ثبت مع أصحابه وقاوم إغراءات قريش وأساليبها الوحشية ، إلى أن أعلنت قريش عن فرض المقاطعة التامة وكتبت في ذلك صحيفة علقتها على أستار الكعبة


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:31 PM   #30
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



ازدياد المسلمين

بعد خروج المسلمين من شعب أبي طالب ، ووصول خبر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الحبشة عن طريق المهاجرين إليها ، قدم من نجران وفد من النصارى ، مؤلف من عشرين رجلا ، وقصدوا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي قرأ عليهم القرآن الكريم فأعلنوا إسلامهم جميعا وانتشر خبرهم في البلد الحرام ، حتى لقيهم أبو جهل فقال لهم : ما رأيت جماعة أحمق منكم ، أرسلكم قومكم لتعلموا خبر هذا الرجل فصبأتم {1} . فقالوا له : سلام عليك يا أبا جهل ، لك دينك ، ولنا الدين القويم الذي اخترناه فإننا سمعنا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فآمنا . وفيهم نزل قوله تعالى
الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون . وإذا تتلي عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين . أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون (2) بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون .وإذا سمعوا اللغو (3) أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين 4
ثم وبعد أن غادر وفد نجران مكة المكرمة عائدا إلى بلاده ، وصل إليها زعيم من زعماء الدوسيين وهو الطفيل بن عمر الدوسي ، فهرع إليه بعض رجال قريش ، يحذرونه من الاجتماع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم . قائلين له : إننا نخشى عليك وعلى قومك سحر محمد وعذوبه كلامه . فأجابهم بقوله : لا عليكم فأنا شاعر وسأغدوا إليه ، وأستمع إلى حديثه فإن أعجبني آمنت به ، فذهب إلى المسجد ، ورأى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قائما يصلي ، فاستمع إلى تلاوته فأعجبه ، ثم عرض عليه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الإسلام وقرأ عليه شيئا من القرآن ن فوقع في قلبه ، موقع الماء البارد في جوف الظمآن ، فأعلن إسلامه ، ثم غدا إلى قومه ، فدعا أباه وزوجه إلى الإيمان بالله ورسوله فآمنا ، ثم دعا قومه الذين استجابوا له بعد أن دعا لهم الرسول الكريم ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن هؤلاء الذين آمنوا من بني دوس : أبو هريرة بن صخر الدوسى ، الصحابي الجليل


عام الحزن

جتمعت الأحزان على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فهو لم يكد يخرج من الشعب حتى توفيت أم المؤمنين السيدة : خديجة بنت خويلد الأسدية ، زوج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات ، فحزن عليها ونزل في حفرتها ودفنها بيده الشريفة في منطقة الحجون ، وبفقد خديجة رضي الله عنها ، فقد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم الزوجة الوفية المخلصة ، التي آمنت به ورعته وواسته ووقفت إلى جانبه في محنته تخفف عنه بعض ما يعانيه من أذى المشركين ، ولهذا كان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم يثني عليها كثيرا ويذكرها بالخير ، فهي رضي الله عنها أم أولاده ك زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة الزهراء والقاسم وعبد الله الملقب بالطيب والطاهر ، رضي الله عنهم أجمعين ولم يأته ولد من غيرها ، سوى إبراهيم من مارية القبطية . ولهذا كله ووفاء منه ، صلى الله عليه وآله وسلم بشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب {5} . ثم وبعد أيام معدودة من وفاة خديجة رضي الله عنها ، توفي عمه أبو طالب بن عبد المطلب ، الذي كان كريما في مروءة وشرف ، ونخوة وحمية ، وعطف وحنان ، ورأفة وشفقة ، كل هذه الصفات الحميدة ، جعلت أباه عبد المطلب يوصيه بكفالة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم من بعده وكان أبو طالب يحب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يكاد يفارقه أبدا في حله وترحاله ، وبقي في بيته حتى تزوج من خديجة رضي الله عنها ، ووقف أبو طالب بجانب ابن أخيه عندما بعث ، يمنعه من أذى المشركين ويحميه من اعتداءاتهم ، وكان لا يكذب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ن فيما جاء به ، ويصدقه فيما يقول ، ولكنه لم ينطق بالشهادتين ، رغم إلحاح رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عليه للنطق بهما عندما اشتد به المرض ، وكان بعض المشركين أثناء ذلك يقولون له : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فيجيبهم قائلاك على ملة عبد المطلب ؟ لكن أبا طالب أوصى قومه قبل وفاته قائلا: [ لن تزالوا بخير ما سمعتم قول محمد واتبعتم أمره ، فاتبعوه وصدقوه ترشدوا ] فقالوا له : يا أبا طالب إنك تعلم مقامك عندنا وتعلم ما بيننا وبين ابن أخيك ، فادعه أن يكف عنا فنكف عنه ، وليدعنا وديننا ولندعه ودينه . فأرسل إليهم وقال : يا ابن أخي هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليعطوك وليأخذوا منك . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " يا عم كلمة واحدة تعطونها تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم " . فقال أبو جهل : نعم وأبيك وعشر كلمات . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " تقولون لا إله إلا الله ، وتخلعون ما تعبدون من دونه " فقالوا: يا محمد أتريد أن تجعل الآلهة إلها واحدا ، إن أمرك لعجب ، ثم إن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم كرر دعوة عمه إلى الإيمان . فقال أبو طالب : يا ابن أخي لو لم تظن قريش أني قلتها جزعا من الموت لقلتها حتى أسرك . وحزن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حزنا عميقا على عمه أبي طالب ، فقد فقد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم المدافع عنه ، والذي أرخص نفسه في سبيل منع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم من أذى المشركين وتكذيبهم له ن ولهذا سمي النبي ن صلى الله عليه وآله وسلم ، العام الذي توفيت فيه خديجة وأبو طالب ك عام الحزن ، وانتهز المشركون هذه الفرصة السانحة ، لينالوا من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وليزدادوا من آذاهم له ن حتى نثروا التراب على رأسه عندما أراد أن يدخل بيته ، فقامت إليه إحدى بناته تغسله وتبكي . فقال لها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " لا تبكي يا بنية إن الله مانع أباك " . وأضاف قائلا: ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:32 PM   #31
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



طلب النصرة من ثقيف

لما مات أبو طالب ، فقد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المعين والنصير ن واستطاعت قريش أن تنال من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ما لم تستطع أن تناله قبل موت عمه ، فازداد أذى المشركين له ن وتجرأ كثير منهم على إظهار العداوة والكره بعد أن كانوا يخفونها خوفا من أبي طالب ، ولهذا كله قرر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم الخروج إلى الطائف ، عله يجد نصيرا ومعينا في أهلها ، ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله عز وجل ، وخرج معه زيد بن حارثة مولاه ، وسارا حتى وصلا إلى الطائف فقصدا نفرا من ثقيف ن كانوا سادة القوم وأشرافهم وهم ك عبد ياليل بن عمرو ومسعود بن عمرو وحبيب بن عمرو ، وكانوا أخوة ، وعند أحدهم أمرأة قريشية من بني جمح ، فجلس إليهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وعرض عليهم ما جاء به ودعاهم إلى الإيمان بالله تعالى ن الواحد الأحد ، والتمس منهم العون والنصرة على نشر الإسلام ، والقيام معه على من خالفه من قومه . فقال له أحدهم : سأمزق ثياب الكعبة ن إن كان الله أرسلك . وقال الآخر : أما وجد الله أحدا يرسله غيرك ؟ وقال الثالث ك والله لا أكلمك كلمة أبدا ن لئن كنت رسولا من الله كما تقول ، لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ، ولئن كنت تكذب على الله فما ينبغي لي أن أكلمك فقام النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حزينا كئيبا بعد أن سمع ما سمع من زعماء ثقيف ، ثم طلب منهم أن يكتموا حديثه فلا ينشروه ويخفوا أمر مجيئه إليهم عن قومه من قريش ، حتى لا تتجرأ قريش في زيادة الأذى له ، صلى الله عليه وآله وسلم . لكن القوم لم يستجيبوا لرغبته لا بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم وصبيانهم ، فخرجوا خلفه يسبونه ويصيحون به ، حتى اجتمع الناس عليه ، ومن ثم أخذوا يرمونه بالحجارة حتى أدموا رجليه وامتلأت نعلاه بالدم ، وزيد مولاه يحاول أن يمنع الحجارة عنه ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن انتهي إلى بستان ، كان ملكا لعتبة وشيبة ابني ربيعة ، وكانا فيه ينظران إليه ويريان ما لقي من سفهاء أهل الطائف ، ومر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بالمرأة الجمحية القرشية ، فقال لها : " ماذا لقينا من أحمائك " ؟ . وكأنه ، صلى الله عليه وآله وسلم يقول لها :انظري ما حل بي من زوجك وسفهاء أهل زوجك وعندما سكنت نفسه واطمأن قلبه ، تحت ظل شجرة ن التجأ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله عز وجل وتوجه إليه بهذا الدعاء

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي إلى من تكلني {1} ؟ أإلى بعيد يتجهمني {2} ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ظ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك
وهنا دبت الغيرة على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في نفس عتبة وشيبة ابني ربيعة ، واشفقا عليه لما أصابه من أهل ثقيف ، فأرسلا مولى لهما اسمه : عداس وكان نصرانيا ، وأمراه أن يقطف له بعض العنب ويقدمه له ، فلما وضع عداس العنب بين يدي رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مد يده الشريفة وقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم أكل . عندئذ قال عداس : والله هذا الكلام لا يقوله أحد من أهل هذه البلاد ، فسأله النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من أي البلاد هو ؟ فأجابه ك من نصارى نينوى {3} فقال النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم : " أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى " ؟ فقال عداس : وما علمك بيونس ؟ فتلا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم خبر يونس في القرآن الكريم وقال له : " ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي " . فارتمى عداس على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يقبل رأسه ويديه . وعندما رأى شيبة وعتبة ما يفعل عداس ، قال شيبة : والله لقد فسد هذا الغلام ، ولا أظنه إلا قد صبأ {4} ، وعندما عاد إليهما قالا له : ويلك يا عداس ، مالك تقبل هذا الرجل ؟ . فقال عداس : ما في الأرض شيئا خير من هذا ، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي . فقالا له ك إنا نخشى أن يصرفك عن دينك ، فإن دينك خير من دينه ، وما يقوله إلا كذب وافتراء . وفيهم أنزل الله تعالى ردا عليهم قوله
وقال الذين كفروا إن هذا (5) إلا إفك (6) افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا 7

وتخفيفا من الله عز وجل على نبيه ورسوله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أرسل إليه جبريل عليه السلام الذي قال له ك إن الله أمرني أن أطيعك في قومك لما صنعوه بك ن إذا شئت أغرفتهم ، وإذا شئت أطبقت عليهم الأخشبين {8} . ولكن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، لم يرض أن ينتقم لنفسه ، ولم يكن بما يتمتع من أخلاق رفيعة سامية ، أن يدعو على قومه ، بل قال : " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون " . ومضى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، نحو مكة وفي الطريق إليها توقف ليلا ليأخذ قسطا من الراحة ، فقام يصلي ويقرأ القرآن ، فوفد عليه نفر من الجن يستمعون إليه ، فلما فزع آمنوا به ورجعوا إلى قومهم منذرين يبلغونهم الخبر ، وقد قص الله سبحانه وتعالى نبأهم فقال

وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم 9

ولما أشرف رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ن على الوصول إلى مكة وأراد دخولها ، قال له زيد: كيف يا رسول تعود إلى مكة وقد خرجت منها طالبا العون من الثقيف والتي أشاعت خبرك وما لقيت فيها؟. فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجا " ثم طلب الجوار {10} من بعض أهل قريش فرفضوا ، إلا أن المطعم بن عدي النوفلي أجابه إلى ذلك ، فوقف عند أركان البيت الحرام وقال : يا معشر قريش إنني أجرت محمدا ليبلغ رسالة ربه ، فلا يهجه أحد منكم . فدخل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت الله الحرام فصلى ركعتين ثم انصرف إلى بيته ليستأنف نشر رسالته التي بعث من أجلها ، فكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم يعرض نفسه في مواسم الحج على القبائل العربية


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:32 PM   #32
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



عرض الإسلام على القبائل

كانت الكعبة مهوى أفئدة العرب ، يحجون إليها من كل حدب وصوب ، حيث إنهم يقدسونها لأنهم يعلمون أنها من بناء إبراهيم الخليل وولده إسماعيل عليهما السلام ، وكانوا ينزلون في الأسواق تقام في أوقات معينة كسوق عكاظ وذي مجاز وذي المجنة ، فكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ينتهز فرصة قدوم العرب إلى هذه الأسواق ، لينشر الدعوة فيما بينهم ، فوقف على قبيلة كندة {11} ، ودعاهم عليه السلام إلى الله تعالى وعرض نفسه عليهم ، فلم يقبلوا ما عرض عليهم ، ثم وقف على قبيلة بني حنيفة فدعاهم إلى الله ، فكان ردهم قبيحا ، ثم وقف على قبيلة بني عامر ودعاهم إلى الإيمان بالله عز وجل فرفضوا . إلى أن هيأ الله عز وجل له قبلتي الأوس والخزرج سكان مدينة يثرب ، الذين سموا فيها بعد الأنصار ، والذين حضروا مواسم الأسواق ، فالأوس كانت من ولد أوس ، والخزرج كانت من ولد خزرج ، وأوس وخزرج أخوان ، وكانت بين أولادهما عداوة كثيرا ما تنتهي بإعلان الحرب ، وكان يجاورهم في المدينة أقوام من اليهود يعرفون باسم : بني قينقاع ، وبني قريظة وبني النضير ، ولما اشتد الخلاف بين الأوس والخزرج ، حالف الأوسيون بني قريظة ، وحالف الخزرجيون بني قينقاع وبني النضير ، وكان يوم بعاث آخر يوم قتالهم حيث لم يبق من زعمائهم سوى عبد الله بن أبي ابن أبي سلول الخزرج ، وأبو عامر الراهب الأوسي ، وعندما دعاهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الإيمان بالله ، رأوا في ذلك خلاصا مما هم فيه ، فقد سار رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم حتى وصل إلى جمرة العقبة ، والتقى هناك مع عرب يثرب الذين كانوا كلهم من الخزرج ، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله تعالى وتلا عليهم القرآن فقالوا لبعضهم : يا قوم إنه والله النبي المنتظر الذي تكلم عنه اليهود ، فلا يسبقنكم إليه أحد . فصدقوا وآمنوا بما جاء به ، ثم واعدوه أن يرجعوا إليه ، بعد أن يعرضوا أمره على قومهم ، وعندما وصلوا إلى المدينة كانت أخبار رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم قد سبقتهم ، فدعوا أهلها إلى الإسلام حتى انتشر فيهم ن وعندما حان الموعد المحدد ، خرج من المدينة اثنا عشر رجلا بين خزرجي وأوسي فرحين مبتهجين بلقاء رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وفي العقبة تم اجتماعهم برسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فجددوا إسلامهم ، وبايعوه بيعة العقبة الأولي ، على أن لا يشركوا بالله شيئا ن ولا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يقتلوا أولادهم ، ولا يأتوا ببهتان ، ولا يعصوه في معروف . ولما أرادوا الرجوع إلى أهلهم طلبوا من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يبعث معهم من يعلم القرآن والإسلام ، فبعث معهم مصعب ابن عمير رضي الله عنه ، الذي أخذ بدوره ينشر الإسلام في دور المدينة ، حتى لم يبق بيت لم يدخل الإسلام فيه . ثم أن أهل المدينة عقدوا العزم على أن يذهبوا إلى أهل مكة ويدعوا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم للانتقال إلى بلدهم ن فإلى متى يطوف على القبائل ؟؟ وإلى متى يلقى من بعضهم الأذى ن فغادر المدينة مؤلف من ستين خزرجيا ، وأحد عشر أوسيا ، وامرأتان وهما : نسيبة بنت كعب النجارية ، وأسماء بنت عمرو السليمة ، وذلك في العام الذي تلي البيعة الأولى ، ثم اتصلوا بالنبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، سرا عن طريق مصعب بن عمير ، في شعب {12} القصبة ليلا . وكان مع النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عمه العباس بن عبد المطلب ، وهو على دين قومه ، إلا أنه كان يريد أن يطمئن على ابن أخيه حيث قال ك يا معشر الخزرج ، يا معشر الأوس ، إنكم لتعلمون أن محمدا منا وهو في عز ومنعة ، وإنه قد اطمأن إليكم ، فإن كنتم ترون أنكم تفون له بما وعدتموه فأنتم وذلك ن وإن كنتم ترون أنكم خاذلوه فدعوه فإنه في عز ومنعة ، ثم إن النبي ن صلى الله عليه وآله وسلم . دعاهم إلى الله تعالى وتلا عليهم شيئا من القرآن وقال : " أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم " فقال البراء بن معرور : نعم ، فو الله الذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه نساءنا وأبناءنا ، فبايعنا يا رسول الله ، فنحن والله أبناء الحروب لا نخشى الموت في سبيل الله . ووقف أحد الأنصار وقال : يا رسول الله إن بيننا وبين اليهود عهود ومواثيق وإنا قاطعوها ، فهل تتركنا وتدعنا إن نصرك الله تعالى ؟ فتبسم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال : " بل الدم الدم ، والهدم الهدم {13} " ثم تقدم آخر وقال : يا معشر الخزرج ، إنكم تبايعون رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على حرب الأحمر والأسود من الناس ، فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم وأصيب أشرافكم أسلمتموه وخذلتموه فمن الآن ، فهو الله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة . فقالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف . ثم قالوا : ابسط يدك يا رسول الله ، فبسط يده الشريفة فبايعوه مصافحة ، أما المرأتان فقد بايعهما رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بدون مصافحة ، وسميت هذه البيعة بيعة العقبة الثانية . وفي الصباح انتشر خبر البيعة ، فتوجهت جماعة من قريش إلى منازل الأنصار وقالوا لهم : يا معشر الخزرج بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا تخرجونه من أرضنا وتبايعونه على حربنا ؟ فانبعث رجال من الخزرج لم يحضروا البيعة ولم يخبروا بها ، وجعلوا يحلفون أنهم لم يفعلوا شيئا من هذا ، ثم توجه القرشيون إلى عبد الله بن أبي ، الذي رشح ليكون ملكا على الخزرج ، والذي قال عندما سمع بالنبأ : إن هذا الأمر جسيم ، وما كانوا قومي ليفعلوا شيئا دون علمي ، أما المسلمون من الأنصار والخزرج فقد أمرهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يرحلوا مسرعين إلى المدينة قبل أن يلحق بهم المشركون


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:33 PM   #33
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



الإسراء والمعراج

أراد الله عز وجل ن بعد وفاة خديجة بنت خويلد ، رضي الله عنها ، وأبي طالب ، وبعد عودة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من الطائف حزينا كئيبا ن أن يخفف بعض أحزانه ، فأيده بمعجزة الإسراء والمعراج {1} ، فقد استيقظ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ذات صباح ن ودعا إليه أم هانئ بنت أبي طالب ، أخت علي بن أبي طالب ، وأخبرها بقصة الإسراء والمعراج ، كما أعلمها أنه يريد إخبار قومه ، علهم يعودون إلى رشدهم ، لكن أم هانئ ناشدته ألا يخبر قومه خوفا عليه من تكذيبهم ، وأمسكت بردائه تريد أن تمنعه ، إلا أنه ن صلى الله عليه وآله وسلم ، مضي دون أن تراه عندما سطع نور عند فؤاده كاد يخطف بصرها ، والتقي مع نفر من قريش ن فيهم أبو جهل ومطعم بن عدي . فقص رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، خبر الإسراء ، فقال أبو جهل : أتحدث قومك بمثل ما تحدثني ؟ فأجاب : "نعم" . وعندما حضر القرشيون ، سمعوا ما قاله رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فجعل بعضهم يصفق ن ووضع بعضهم يده على رأسه تعجبا ، ثم قال المطعم : والله إن أمرك لعجيب ، فنحن نقضي شهرا كاملا في الذهاب إلى بيت المقدس ، وشهرا آخر في الإياب ، وأنت تزعم أنك أتيته في ليلة واحدة ن واللات والعزى لا أصدقك ، أما أبو بكر الصديق ، رضي اله عنه ن وقد سمع ما قاله المطعم ، وقف قائلا : يا مطعم بئس ما قلت لابن أخيك ، فو الله أشهد أنه لصادق ، وإني لأصدقه فيما أبع من ذلك ، ثم طلب المشركون من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يصف لهم بيت المقدس وكان بعضهم يعرفه ، فوصفه لهم وصفا دقيقا ، وأبو بكر {2} ، رضي الله عنه ، يقول عن كل صفة وصفها : أشهد أنك رسول الله ، عندئذ قالوا : أما النعت {3} فقد أصبت فأخبرنا عن عير {4} لنا قادم من الشام ، فأخبرهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بخبر القافلة التي يتقدمها جمل أورق {5} ، كما أخبرهم أنها ستصل يوم كذا مع طلوع الشمس . وعندما خرجوا ينتظرون وصول القافلة مع طلوع الشمس قالوا عندما رأوها : إن هذا سحر مبين وقد أنزل الله سبحانه وتعالى قوله في ذكر الإسراء

سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير 6
أما في معراج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ن إلى السماوات العلي ، ومروره بالأنبياء عليهم السلام ، فقد فرضت الصلاة على المسلمين ، خمس صلوات في كل يوم وليلة ن بعد أن كانت قبل المعراج: ركعتين في الصباح وركعتين في المساء أما عبادة الليل فكانت مقتصرة على ترتيل القرآن الكريم ، وفي صبيحة الإسراء بين جبرائيل عليه السلام لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كيفية الصلاة ولذلك قال ، صلى الله عليه وآله وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي " كما أن جبرائيل عليه السلام ، علم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أوقات الصلاة


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:34 PM   #34
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



هجرة المسلمين

اشتد أذى المشركين لأصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فكانوا بين مفتون في دينه وبين معذب في أيديهم ، وبين هارب في البلاد فرارا بدينه ، واستمر المشركون في تكذيب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، واتهامه بالسحر والجنون ، عندئذ أمر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أصحابه ومن معه بمكة من المسلمين ، بالخروج إلى المدينة المنورة ، أو الهجرة إليها والالتحاق بإخوانهم من الأنصار ، بعد أن دخل عدد كبير منهم في الإسلام ، وبايعوا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على النصرة والتأييد وقال لهم : " إن الله عز وجل قد جعل لكم إخوانا ودورا تأمنون بها " وكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قبل بيعة العقبة ، لم يؤذن له في الحرب ، ولم تحلل له الدماء ، إنما كان يؤمر بالدعاء إلى الله تعالى ، والصبر على الأذى ، والصفح عن الجاهل ، كقوله تعالى

فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم 1
وأخذ المسلمون يخرجون من مكة أرسالا {2} خوفا من قريش وحذرا من أن تمنعهم من الهجرة ، وكان أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ، وكان بأرض الحبشة ، والذي فرق المشركون بينه وبين زوجه وطفله ، عندما منع زوجته أم سلمة من الهجرة إلى المدينة ، ثم أطلقوا سراحها ، وتتابع المهاجرين إلى المدينة فرارا بدينهم لا يبغون سوى مرضاة الله ، فهم قد فارقوا أوطانهم ، وتركوا عشائرهم ، وابتعدوا عن آبائهم وأبنائهم ، ومن بين الذين هاجروا إلى المدينة : عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، والذي خرج بشكل علني ، متوشحا سيفه ، حتى جاء وطاف حول البيت . ثم نادى : من أراد أن تفقده أمه ، أو يجعل زوجه أرملة ، أو ولده يتيما فليتبعني إلى هذا الوادى فإني مهاجر إلى يثرب {3} . وخلت مكة المكرمة من المسلمين ، ولم يبق فبها إلا أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وزيد بن حارثة وبعض المسلمين المستضعفين ، ينتظرون الفرج من الله تعالى . ومكث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في مكة ينتظر الإذن بالهجرة ، أما المسلمون المهاجرون ، فقد تابعوا مسيرهم من مكة حتى وصلوا إلى قباء {4} ونزلوا ضيوفا بل اخوة مكرمين عند المسلمين من الأنصار
مكر المشركين

أذن الله تعالى لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم، بالهجرة إلى المدينة المنورة ، بعد أن هاجر إليها أكثر أصحابه ، عدا علي بن أبي طالب ، وأبي بكر الصديق ، الذي كان يستأذن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بالهجرة ، فيقول له : " لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا " . وقد ألهم الله سبحانه وتعالى رسوله أن يدعو بهذا الدعاء

وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا 5

وأدركت قريش الخطورة التي تكمن وراء هجرة المسلمين إلى المدينة ، وكثرة عددهم بدخول أهل يثرب في الإسلام ، عندئذ حرصت قريش كل الحرص على منع خروج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إليهم فعقدوا اجتماعا في دار الندوة ، وهي دار قصي بن كلاب ، ليشاوروا فيما يصنعون في أمر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وحضر الاجتماع هذا كبار زعماء قريش ومنهم : عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو سفبان بن حرب ، وأبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود ، وحكيم بن حزام ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف الجمحي ، وغيرهم والذين قالوا لبعضهم : إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم ، فإنا والله لا نأمنه على الوثوب علينا فيمن اتبعه من غيرنا ، فأجمعوا فيه رأيا . فقال قائل منهم : احبسوه في الحديد ، وأغلقوا عليه بابا ، حتى ينال جزاءه مثلما حدث لغيره من الشعراء . وقال الآخر : لا والله ، ما هذا لكم برأي ، والله لئن حبستموه كما تقولون ، ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه ، فلا نأمن عندئذ أن يثب علينا أصحابه ، فينتزعوه من بيننا . وقال الآخر : أما أنا فأري أن نخرجه من بيننا ، فننفيه من بلادنا ، فإذا أخرج عنا ، لا نبالي أين ذهب ولا حيث وقع . فقال أحدهم : لا والله ما أحسنتم الرأي حتى الآن ، وما هذا لكم برأي ، ألم تروا حسن حديثه ، وحلاوة منطقه ، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ، والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب ، فيؤمنوا به ، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأ {6} أرضكم . عندئذ نهض أبو جهل فقال : والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد . قالوا : وما هو يا أبا الحكم ؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جلدا {7} وسيطا {8} ، ثم نعطي كا فتى منهم سيفا صارما {9} ، ثم يعمدوا إليه ، فيضربوه ضربة رجل واحد ، فيقتلوه ، فنستريح منه . فإنهم إن فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا فرضي القوم بهذا الرأي ، ثم تفرقوا


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:35 PM   #35
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



نزول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دار أبي أيوب الأنصاري

توجه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد قباء ، إلى المدينة المنورة ، فأدركته الجمعة في وادي بني سالم بن عوف ، فصلاها بهم ، وخطب فيهم أول خطبة له ، ثم وبه انتهائه من صلاة الجمعة ، ركب ناقته وتابع سيره ، وكان كلما مر بحي من أحياء الأنصار ، طلب منه أهلها النزول والمقام عندهم . فقد جاءه رجال من بني سالم بن عوف ، وقالوا : يا رسول الله ، أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خلو سبيلها ، فإنها مأمورة {1} " فانطلقت الناقة حتى تلقاه رجال من بني بياضة . فقالوا : يا رسول الله ، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خلو سبيلها ، فإنها مأمورة " . فانطلقت ، إلى أن مرت بدار بني ساعدة ، فاعترضه سعد بن عبادة وغيره من رجال بني ساعدة ، فقالوا : يا رسول الله ، هلم إلينا ، إلى العدد والعدة والمنعة ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خلو سبيلها ، فإنها مأمورة " . كذلك دعاه غير هؤلاء إلى الإقامة عندهم ، وكان يقول لهم مثلما قال لغيرهم ، إلى أن أتت الناقة دار بني مالك بن النجار ، فبركت على مبرد {2} يملكه غلامان يتيمان من بني النجار حتى استقرت في هذا المكان ، عندئذ نزل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فحمل أبو أيوب واسمه خالد بن زيد ، رحله ، فوضعه في بيته ، ونزل عليه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم سأل عن المبرد لمن ؟ فقال له معاذ بن عفراء : هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابن عمرة ، وهما يتيمان . فأمر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يبني في المربد مسجد ، وذلك بعد أرضى صاحبيه اليتيمين ، وساهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بنفسه في بناء المسجد ، ليرغب المسلمين في العمل ، فعمل فيه المهاجرون والأنصار حتى أتموا بناءه . عندئذ انتقل ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى مساكنه التي كان بعضها مبنيا بالطين ، وبعضها مبنيا بالحجارة ، وكلها كانت مسقوفة بالجريد {3} أما سريره فقد كان من الخشب المشدود بالليف

حب رسول الله الأنصار
كان الأنصار يحبون رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يحبهم ، حتى كان صغارهم يضربون بالدفوف {4} ، فلما سألهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عن سبب فعلهم هذا ، قالوا : لحبنا لك يا رسول الله . فقال لهم : " وأنا والله أحبكم " . وقال : " خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث ، ثم بنو ساعدة ، وفي كل دور الأنصار خير " . وقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في الأنصار : " لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم " . وقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مادحا الأنصار : " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ، فمن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله " . وقال : " آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار " وقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " اللهم اغفر للأنصار ، ولأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار " . وقد أنزل الله سبحانه وتعالى آياته الكريمة في الثناء على الأنصار إذ يقول عز وجل
والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم 5


 

رد مع اقتباس
 

 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم عاشق الديوك المنتدى الأسـلامـــي 1 07-15-2013 11:38 PM
حب النبي عليه الصلاة والسلام عاشق الديوك المنتدى الأسـلامـــي 2 06-16-2013 09:21 AM
معجزات النبي موسى عليه السلام تشلساوي مهوووس المنتدى الأسـلامـــي 7 09-27-2011 01:10 AM
صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم Lambird أرشيف منتديات تشيلسي للأبد 4 09-10-2008 09:14 AM
الآن....سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من ثمان لغات عاشق لامبارد المنتدى الأسـلامـــي 6 09-10-2008 08:53 AM

ad_location[ad_footer_start]
الساعة الآن 01:32 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010