العجوز المسكينة
في احد ليالي الشتاء الباردة .. الثلج يتساقط ..السماء ملبدة بالغيوم ..
الظلام الحالك يقتل الصمت .. جلست أمام النافذة ..أترقب طلوع الفجر .. وبجانبي النار المشتعلة ..
كلما أردت أن تنطفئ .. ألقيت إليها بعض الحطب .. فتلتهمه وتطلب المزيد ..
طال الليل .. وازداد الثلج في التساقط ..الظلام دامس .. الصمت الرهيب يقطع الأفئدة ..
بينما أنا كذالك إذ طرق الباب طارق .. في البداية ..لم أصدق ..ظننته ضربا من الخيال ..
أعاد الطارق طرقه..
أيقنت أنني لا احلم .. لكن .. من الذي سيأتي في هذه الساعة المتأخرة ؟.. وفي هذه الليلة الباردة ؟..
من الذي فقد عقلة .. وخرج من بيته ؟
ترددت في فتح الباب .. ارتسمت في ذهني أشياء كثيرة .. إنسان.. حيوان .. أشياء أخرى ..
امتدت يدي لفتح الباب ..كانت ترتعش بقوة ..
توقفت فجأة !!.. أليس من المحتمل ان يكون حيوان مفترس ..أو شاب طائش ..
أستغل هذا الوقت وهذا الجو للسرقة ..
ارتفعت يدي عن مقبض الباب .. هممت بالرجوع .. ولكن ..
أعاد الطارق طرقة .. توقفت .. استدرت نحو الباب ..
توكلت على الله . وعزمت على فتحه .. فتحت الباب ..
كان صرير الباب كفتيل القنبلة ..أنتظر من خلفه .. يا للعجب ؟!!..
ظهرت لي عجوز كبيرة ..كبيرة جداً ..
قد أخفى الزمن معالم وجهها ..
وارتسمت عليه آثار التاريخ ..
شعرها أبيض .. وثيابها ممزقة ..يدها ترتعش .. حالتها رثة .. هيئتها سيئة للغاية ..
لم تكن تلبس ما يكفيها .. لكي تحتمي من هذا البرد القارس .. الذي لا يرحم ..
نظرت الي بعين البائس الفقير .. الذليل ..
نعم الذليل ؟؟كانت تتكئ على عصا صغيرة ..
اندهشت من هذا المشهد الرهيب .. لأول مرة ..
يمر علي موقف كهذا .. خفت في البداية ..
تلعثم لساني عن الكلام .. لم انطق بحرف واحد ..
أدخلتها .. كانت تمشي ببطء.. جلست على الكرسي بجانب النار..
التفت إلى الباب لأغلقه .. وإذا بذئاب تعوي عواء الغاضب ..
المنتقم .. هممت بالخروج .. لألقي نظرة عليها..
صرخت العجوز: لا تفتح الباب .. أحكم غلقه..
تعجبت منها !!.. سألتها لماذا ؟ ..
وكأنها تعرف هذه الذئاب .. منذ زمن بعيد ..
قالت لي بصوت يلفه الصمت والخوف ..
أجلس يا بني لأحكي لك حكايتي.. التقطت أنفاسي..
اشتقت لسماع قصتها..
قالت: كنت أعيش ........... غداً يوم جديد مع مدونه أبهـــــــــاوي ونكمل القصة
|