التناقض ( 11 ):
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "
[ آل عمران : 102 ]
" فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ "
[ التغابن : 16 ]
هل إن حق تقاته هو أقصى ما نملك من طاقة…؟!
[/color]
الرد:
قال ابن مسعود عن تفسير كلمة " حق تقاته " :
أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.
وقال ابن عباس – رضي الله عنه:
ألا يعصى طرفة عين.
ولأن هذا الأمر لا يطيقه البشر ولا يستطيعون إليه سبيلاً خفف الله عن المسلمين..
فأنزل قوله تعالى:
"فاتقوا الله ما استطعتم"
***
التناقض ( 12 ):
" فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً "
[ النساء : 3 ]
" وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ "
[ النساء : 129 ]
… نستطيع أم لا نستطيع …؟؟
وطالما لا نستطيع فكيف يحق لنا أن نأخذ أربعة …؟؟
الرد:
لنرجع إلى تفسير كلاً من الآيتين لتعلم أخي أنك مخطئ في شبهتك المفترية!
ولنقرأ الآية الأولى كاملة حتى نفهم ويتضح لنا المعنى:
" وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا "
[ النساء : 3 ]
وتفسير هذه الآية:
إن خفتم ألا تعدلوا في يتامى النساء اللاتي تحت أيديكم (( بأن لا تعطوهن مهورهن كغيرهن )) فاتركوهن وانكحوا ما طاب لكم من النساء من غيرهن اثنان أو ثلاثة أو أربعة، فإن خشيتم ألا تعدلوا بينهن فواحدة.
نلاحظ أن الآية السابقة تكلمت عن العدل في إعطاء المهور..
ننتقل إلى الآية الثانية:
" " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ "
[ النساء : 129 ]
وتفسيرها:
ولن تقدروا أيها الرجال على تحقيق العدل التام بين النساء ( في المحبة وميل القلب ) مهما بذلتم في ذلك من الجهد.
فقد يستطيع أياً منا أن يعدل بين زوجاته في مهورهن وأجورهن، ولكن تظل إحداهن أحب إلينا من الأخريات،
وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة...
***
التناقض ( 13 ):
" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
[ الرعد : 28 ]
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ "
[ الأنفال : 2 ]
وجلٌ أم طمأنينة …؟؟
الرد:
أخي الأصل في ذكر الله هو سكينة للقلب وهدوء واستقرار للنفس،
وقد أجريت تجربة لجزيئات ماء، كان قد سلط عليها صوت آيات قرآنية، فلاحظ الباحثون انتظام الجزيئات المائية بأشكال منتظمة..
في حين سلطوا عليها أغاني صاخبة، وجدوا أن الجزيئات قد تلاشى شكلها المعتاد، واصبحت مبعثرة لا رابط يجمعها..
أما في الآية الثانية:
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ "
فإنما وجلت خوفاً من الله ومن عذابه في الدار الآخرة، وأنه شديد العقاب، وأن أخذه أليم شديد..
وذلك قوله تعالى :
" وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ "
[ المؤمنون : 60 ]
فالآيتان السابقتان ليستا متناقضتين، وإنما هما حالتان من حالات القلب المختلفة..
ولسنا هنا بصدد ذكرها.. ربما أخصص لها موضوعاً في المستقبل إن شاء الله ذلك وأراده.
التناقض ( 14 ):
" وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلا "
[ الكهف : 55 ]
" وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولا "
[ الإسراء : 94 ]
فما الذي منع الناس من الإيمان؟ أم يأيتهم العذاب عيانا؟
الرد:
هذا ليس تناقضاً بين الآيات.. بل الأية الأولى هي نتيجة للآية الثانية....
فحين بعث الله رسولاً بشراً، لم يكونوا ليؤمنوا، فقالوا :
" وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ "
[ المؤمنون : 34 ]
" فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ "
[ القمر : 24 ]
وحين لم يؤمنوا بمن بعثه الله إليهم، طلبوا منه آيات تثبت صدق بعثته من عند الله، فقالوا:
" ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ "
[ العنكبوت : 29 ]
" فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ "
[ الأعراف : 70 ]
***
التناقض ( 15 ):
" لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ "
[ البلد : 1 ]
" وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ "
[ التين : 3 ]
في الآية الأولى لم يقسم الله بالبلد، أما في الآية الثانية فقد قسم الله به!!
الرد:
ومن قال لك بأن الله لم يقسم بالبلد في أول آية من سورة البلد!!
من المعروف أن القرآن قد نزل بلغة العرب،
و " لا " فى مثل هذا التركيب، يرى المحققون أنها مزيدة للتأكيد،
فيصبح المعنى " أقسم بهذا البلد "
***
التناقض ( 16 ):
" وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ "
[ النحل : 103 ]
والمبين هو الذي لا يحتاج إلى تأويل ..!
لكنه في آية أخرى يقول:
" وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ "
[ آل عمران : 7 ]
وأنه:
" وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ "
[ آل عمران : 7 ]
فهل القرآن مبين أم غير مبين؟ أهو قابل للتأويل أم لا؟
وإن لم يكن كذلك فما الجدوى من نزوله ومن العارف بالتأويل ، ومن يقول أن هذا التأويل هو السليم ، وماذا لو اختلفت التآويل …؟؟؟
الرد:
دعنا نأخذ الآية الثانية التي ذكرتها كاملة:
" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ "
[ آل عمران : 7 ]
ونبدأ ببسم الله بتفسير الكلمات التي تجد فيها لبساً عندك!
" وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " :
قرآن عربي في غاية الوضوح والبيان.
" آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ":
آيات واضحات الدلالة ( هن أصل الكتاب الذي يرجع إليه عند الاشتباه، ويرد ما خالفه إليه )
" وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ":
آيات تحتمل بعض المعاني، ولا يتعين المراد منها إلا بضمها إلى المحكم ( آيات اصل الكتاب )،
ولا يعلم حقيقة هذه الآيات إلى الله، وما تشابه من آياته يرد إلى محكمه، وإنما يفهم معانيه على وجهها الصحيح أولو العقول السليمة.
والخلاصة أن أصل القرآن كتاب عربي واضح لا لبس فيه، والآيات المتشابهة ترد إلى الآيات المحكمة، وتفسر على أساسها، ولكن لا يعلم حقيقة معاني هذه الآيات إلا الله وحده..
***
التناقض ( 17 ):
" وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ "
[ البقرة : 168 \ 169 ]
وفي آية أخرى:
" قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ "
[ الأعراف : 28 ]
وهذا هو القول الحق فجميع الأديان تعترف بان الفحشاء هي من عمل روح الشر أو ما نسميه بالشيطان …!
لكن أسمع ما يقوله الله في هذه الآية:
" وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا "
[ الإسراء : 16 ] .
والآمر بالفسق هو أمر بالفحشاء وإهلاك أهل القرية من اجل أن مترفيهم فقط فسقوا فيها كما أمروا هو ظلم محض ، لا يمكن أن يرتكبه الله …!
أين العقل الذي يصدق أن الله يهلك الناس بتلك الوسائل الدنيئة ، فيأمر بالفسق والفحشاء للوصول إلى ما يريد ؟
قد يكون جائزاً أن نقول :
( تخلينا عنها وتركناها لمترفيها ففسقوا فيها )
أما أن يأمر الله مترفيها فيفسقوا بها فهذا غير لائق بالمرة لان الله سبحانه لا يأمر بالفحشاء
كما ذكر في [ الأعراف : 28 ]
الرد:
رغم الكلام الشديد والإفتراء على الله والتطاول عليه..لا بأس..
فكل هذا لأنه ما فهم معنى الآية التي على أساسها افترى الكذب على الله..
فقوله تعالى:
" وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا "
[ الإسراء : 16 ] .
أي: وإذا أردنا إهلاك أهل قرية لظلمهم ( أمرنا مترفيهم بالطاعة )، وأمرنا بذلك من هم تبع للمترفين، فعصوا المترفون ربهم، وتبعهم القوم، فحق عليهم القول بالعذاب الذي لا مرد له، فاستأصلناهم بالهلاك التام.
يتضح لنا من التفسير الحق للآية بأن الله لم ولن يأمر بالفحش،،
وإنما أمر بالطاعة، فعصى القوم ربهم، فأخذهم بعصيانهم!
***
التناقض ( 18 ):
" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ "
[ غافر : 23 \ 25 ]
فالواضح من هذا الكلام أن فرعون لم يأمر بقتل أبناء اليهود إلا بعد ما جاءه موسى بالحق …!!
ولكنة يقول في آية أخرى:
" إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنْ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ "
[ طه : 38 \ 39 ]
معنى هذا أن فرعون أمر بقتل أبناء اليهود وموسى لما يزل طفلاً ولم يأتي الوحي بعد ، بينما في النص أعلاه أمر بقتله حين جاءه موسى وهو شابٌ قوي البنيان مكتمل الرجولة وداعياً لربه بلسانٍ فصيح ، لا لسان طفل …!
فأي النصّين أحق بالتصديق؟
أم إن هناك أكثر من موسى واحد وأكثر من مجزرةٍ واحدة بحق اليهود …؟؟
الرد:
أكثر من موسى واحد؟ ألم تجد أغبى من هكذا حل!!
في المرة الأولى حين أمر فرعون بقتل الذكور ، كان قد رأى في منامه كأن ناراً أقبلت من نحو بيت المقدس، فأحرقت دور مصر وجميع القبط ولم تضر بني إسرائيل..
فلما استيقظ هاله ذلك، فجمع الكهنة والسحرة، وسألهم عن رؤياه، فقالوا له : هذا غلام يولد من هؤلاء " أي من بني اسرائيل " يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه .
فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد لبني إسرائيل . فجعل هناك قوابل ورجال يدورون على نساء بني إسرائيل ويعلمون ميقات وضع الحوامل ، فإن كان ذكراً قتل ، وإن كانت أنثى تركت .
وقد عرفنا كيف نجا موسى من القتل، بأن وضعته أمه في تابوت وألقته في اليم إلى آخر القصة..
قد يسأل أحدهم:
إن كان فرعون يقتل جميع ذكور بني إسرائيل، وأن موسى قد نجا بحادثة التابوت التي ذكرت في القرآن،، فكيف نجا نبي الله هارون!
وأقول:
مع استمرار قوم فرعون في قتل الذكور، خشي الأقباط إن هم قتلوا كل مولود ذكر، أن لا يجدوا من يخدمهم ، ويتولوا هم القيام بالأعمال التي كان يقوم بها بنو إسرائيل .
أي يتحولوا من مخدومين إلى خدم!
ولذلك شكوا إلى فرعون ذلك الأمر، فأمر فرعون بقتل الذكور سنة، وأن يترك قتلهم سنة . فولد هارون بن عمران في عام المسامحة...
هذه المرة الأولى، أما المرة الثانية، فحين آمنت بنو إسرائيل بموسى بعد أن أراهم آيات ربه، فقال السادة والكبراء من قوم فرعون لفرعون:
" أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ " [ الأعراف : 127 ]
فأجابهم فرعون:
" سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ " [ الأعراف : 127 ]
فكما رأيت بأن هناك " مجزرتين " لليهود إن صح التعبير في زمن موسى، وليس أكثر من موسى كما قلت!!
***
التناقض ( 19 ):
" لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ "
[ البقرة : 256 ]
، وبالمناسبة هذا ما يرفعه الأشياخ في معرض الدفاع عن الإسلام والتهدج بسماحته ، لكن في نفس السورة وفي آيةٍ أخرى يقول ربك :
" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ "
[ البقرة : 193 ]
والمراد بالفتنة هنا كل دين يخالف الإسلام .
الرد:
وهذه أيضاً من الشبه المتداولة جداً بين المواقع المسيئة..
وأعيد قول الآية " لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ "..
فدخول دين الإسلام لا يكون غصباً ولا رغماً..
أما عن الآية الثانية التي أشرت إليها، فدعنا نعرض السياق الذي أتت به، لنعلم ما المقصود منها:
" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَوَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ٌوَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ "
[ البقرة : 190 \ 193 ]
نجد من الآيات السابقة بأننا مأمورون بقتال الذين يقاتلوننا والذين اعتدوا علينا وأخرجونا من ديارنا.
أما الذين لم يقاتلونا، وكفوا أيدهم عنا وأعلنوا السلم، فأولئك نحن مأمورون بالأحسان إليهم والتلطف بالكلام معهم،
كما قال تعالى في آية أخرى:
" لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ "
[ الممتحنة : 8 \ 9 ]
ولكن إن كنا مأمورون بالإحسان إليهم، فلا يعني ذلك أننا نجبرهم على الإيمان، ولا نجبر الذين يقاتلوننا حتى!
وما نقاتلهم إلا دفاعاً عن الإسلام وإعلاء رايته، لا إجباراً وغصباً كما ادعيت!
***
التناقض ( 20 ):
يقول الربّ بلسان السيد المسيح:
" وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا "
[ مريم : 33 ]
بمعنى أن المسيح مرّ بكل المراحل التي نمر بها نحن البشر حسب كل العقائد الدينية ( بما فيها أديان الشرق القديم التي سبقت اليهودية والمسيحية والإسلام ) ،
وهنا لا غبار على القول ، لكن فجأةٍ وفي سورة النساء 157 ، يقول الرّب بلسانه:
" وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ "
[ النساء : 157 \ 158 ]
، أي إنه رُفع حياً ولم يقتل أو يموت ، وهذا يناقض الآية الأولى!
الرد:
لا أستغرب من هكذا شبهة، وذلك لأنك جاهل بالإسلام وبالأحاديث النبوية،
وما همك إلا في افتراء الكذب على القرآن...
أما لو كنت تعلم بأن من علامات الساعة الكبرى نزول السيد المسيح على المنارة البيضاء في دمشق، وأنه سيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ثم يصلي بالناس، ثم يموت ويدفن، بل ويصلى عليه..
وهذا هو معنى الآية " وَيَوْمَ أَمُوتُ " ،
أي أموت بعد أن أنزل إلى الدنيا، وهي علامة من علامات الساعة الكبرى،
وحين ينفخ في الصور يبعث مرة أخرى مع من بعث،
وذلك قوله " وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا "..
للمزيد، راجع علامات الساعة الكبرى..
***