بسم الله الرحمن الرحيم
زار يوفنتوس الايطالي اسبانيا ولعب مع برشلونة في «نوكامب» مباراة ودية استعدادا لموسم 2004 2005، وبعد المباراة تساءل مدرب يوفنتوس انذاك فابيو كابيللو «مدرب انكلترا حاليا»: «من اين جاء ذلك الشيطان الصغير diavolo؟». كان كابيللو في حقيقة الامر يقصد الارجنتيني ليونيل ميسي الذي اكتسب شهرته منذ تلك المباراة وخطف الاضواء من الجميع بمن فيهم النجم البرازيلي رونالدينيو المتربع على عرش الكرة وقتذاك. يعلم جمهور تشلسي أن فريقه الذي سـ يواجه برشلونه مساء يوم الاربعاء في نصف النهائي من دوري أبطال اوروبا سيواجه الفريق المرشح للفوز باللقب الاوروبي، لكن جمهور كرة القدم في العالم يكاد يجزم ان تشلسي سيواجه المتاعب من ميسي فقط لذا اكد مدرب الفريق اللندني غوس هيدينك ان ميسي سيكون محاطا بثلاثة لاعبين حتى لا يرتكب خطأ المدرب الالماني يورغن كلينسمان الذي ترك الارجنتيني حرا في لقاء بايرن في دور ربع النهائي وكلفه ذلك القرار وظيفته اذ بدأ الحديث عن اقالته بعد عودة الفريق البافاري من كاتالونيا.
[
وأصاب الاعلام الارجنتيني نوعاً من حمى التشبيه منذ اعتزال اسطورة البلاد دييغو مارادونا اللعبة واخذت تطلق لقب «إل دييغو» على كل لاعب يبرز في اجيال الشباب والتصق اللقب بارييل اورتيغا ثم خوان ريكيلمي وبعده دي اليساندرو وخافيير سافيولا ثم كارلوس تيفيز وسيرجيو اغويرو الا ان المعطيات اثبتت ان ميسي لوحده يمكنه ان يكون مارادونا.
ميسي «21 عاما» لاعب يستحق الوقوف جنبا إلى جنب مع بيليه ومارادونا وهما من مواليد العبقرية الطبيعية وضعتهما في الفئة الاولى من نجوم الساحرة المستديرة بحسب المطلعين والنقاد والجمهور فيما يبدو ميسي الاقرب ليصبح الثالث في تلك الفئة لاسباب اهمها عقليته في الملعب مقارنة بما حققه بيليه ومارادونا عندما بلغا 21 عاما.
ويشير الخبير بالكرة الاسبانية والكاتب في «صنداي تايمز» جون كارلين الى ان ميسي ينتمي الى قائمة تختلف عن تلك التي تضم كاكا وكريستيانو رونالدو وواين روني وفرناندو توريس وستيفن جيرارد وروبينيو ويوضح الناقد أن ميسي مازال وحيدا في قائمته وهو قيد التحول الى اسطورة في الاعوام العشرة المقبلة. واستند كارلين الى شهادات خبراء باللعبة ونجوم سابقين ومدربين افذاذ وقال ان فابيو كابيللو والفريدو دي ستيفانو وماركو فان باستن وخورخي فالدانو ودييغو مارادونا نفسه يعتبرون ميسي في طريقه ليكون احد عظماء اللعبة بما يقدمه من مستوى مذهل مع برشلونة ولم يمنع خلافا نشب بين ميسي ومارادونا على خلفية تصريح للاخير طالب فيه اللاعب الشاب ان يكون أقل انانية من كيل المديح لاحقا وفي مناسبات متتالية.
ويرى النقاد ان ميسي يسير على خطى مارادونا وربما يمنحه الانضباط والخجل مستقبلا افضل من دييغو الذي لطخت المخدرات سمعته وسيرته في احيان كثيرة، ولم يشجع هدف ميسي الرائع في مرمى خيتافي «نصف نهائي كأس اسبانيا موسم 2006- 2007» او هدفه بيده في مرمى اسبانيول «الدوري الاسباني موسم 2006 2007» النقاد لمقارنة النجمين السابق واللاحق بعد ان برهن ميسي ان بامكانه تسجيل هدف اسطوري كما يمكنه خداع الجميع ايضا.
وتصف الصحافة الاسبانية ميسي بانه المير دي هوري «أعظم مزور للوحات الفنية في تاريخ البشرية»، والمير دي هوري هذا هنغاري عاش بين عامي 1906 و1976 وتعلم الرسم في ميونيخ وباريس وعاش مغامرات طويلة في بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية قبل ان يسافر الى اسبانيا ووصلت شهرته الآفاق بعد ان أبهر بلوحات قلد فيها عظماء الرسم بيكاسو وبراك وماتيس وموديلياني، غير ان شهرته ودقته في التقليد لم يمنع وصول أمر تلك اللوحات الى المحاكم في عدد كبير من البلدان.
ومارس ميسي اللعبة في الثالثة وبرزت موهبته في سن الخامسة غير انه كان مثل كل طفل ارجنتيني يلعب في ساحة قريبة من منزله في مدينة روزاريو منجم لاعبي كرة القدم في الارجنتين لكن من شاهد رشاقة ذلك الطفل أدرك ان «ليو» يستطيع ممارسة اللعبة على سطح ماء زلال، وانضم بامر جدته الى فريق غراندولي القريب من منزله والذي يشرف على تدريبه والده، وأظهر ميسي منذ تلك اللحظة براعته وسرعته وقدرته على التسديد وكلما شاهده خبير كرة قدم تذكر مباشرة مارادونا.
وتمحورت حياة ميسي حول كرة القدم لدرجة انه جعل من ذهابه المدرسة مجرد حجة للعب الكرة لذا «لم يتعب أبدا من الجري وراء الكرة» بحسب ما قالته إحدى معلماته في المدرسة الابتدائية كما قال عنه احد جيرانه في روزاريو: «لقد ولد وهو يعلم تماما كيف يلعب كرة القدم ولم يتعلمها بعد ميلاده». وبسبب موهبته التي شدت الانظار ارتدى ميسي قميص فريق «نيولز أولد بويز» حيث انتقل إليه وهو في عامه السابع تحت ضغط وإصرار شقيقه رودريغو. ولم يتطلب الامر وقتا طويلا من ميسي ليقنع الجميع بقدراته على المراوغة المثمرة وسرعته واتقانه التعامل مع الكرة وأظهر اللاعبين الذين يلعبون ضده كانهم حمقى كما يقول مدرب الفريق انذاك.
وأبدى ريفر بليت اهتماما باللاعب الصغير الذي عانى من مرض نقص هرمون النمو لكن النادي العريق لم يوافق على علاجه من المرض الذي يكلف 750 دولاراً اميركياً شهريا، وبقي نيوللز الوجهة الاخيرة لميسي داخل الارجنتين قبل أن يهاجر إلى اسبانيا مع عائلته بمجرد بلوغ عامه الثالث عشر. وفي برشلونة وبمساعدة هرمونات النمو بدأت عضلاته تنمو وازداد طول قامته ووصل الى 5 اقدام و7 انشات «169 سم». ويصف ناقد اسباني ميسي بأنه راقص باليه يلعب كرة قدم بمرافقة لحن جميل وقال اخر انه الفن في ابدع صوره اما الناقد الانكليزي روب شيفرد فيقول: «ميسي يعتبر كرة القدم الوسيلة الوحيدة للتعبير... انه يركز كل ذرة من كيانه على أرض الملعب». ويقول المدرب الفائز بكأس العالم 1986 مع الأرجنتين كارلوس بيلاردو: «لو وضعت ميسي تحت الأشعة السينية سترى كرات ملتصقة بقدميه ».
بعد تسجيله هدفا جميلا وبذكاء نادر لمنتخب الأرجنتين ضد المكسيك في يوليو 2007، اقترح مدرب الأرجنتين في ذلك الوقت، الفيو باسيلي اغلاق الملعب نهائيا لأنه لن يشهد مثل هذا الفن مرة أخرى.
وميسي الذي يؤكد لاعبو تشلسي انهم يعرفون قدراته تماما وانهم جاهزون للتصدي له يتميز بانه يجيد الاحتفاظ بالكرة بينما يمسح بنظره الملعب بمهارة عجيبة، وبحسب احصائيات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في دوري ابطال اوروبا، يتصدر ميسي هدافي المسابقة «9 أهداف»، وهو الاول في التمريرات الحاسمة ولا يضاهيه احد في العطاء رغم ان الاصابات ارغمته على الغياب احيانا كثيرة الموسم الحالي لذا ستكون مهمة لاعبي تشلسي الاولى هي ايقاف ميسي ثم الاهتمام بعد ذلك بالبقية. << وهيهات ان يفعلوا ذالك
امعان النظر في جسد ميسي الخارجي يوضح ان اللاعب لا يضع أقراطا في اذنيه، ولا وشما في انحاء جسمه ولا يرتدي قميصا مختلفا عن زملائه ولا يتباهى بلون حذائه، ويقول القريبون منه انه يكره لفت الانتباه اليه، كما ان الثراء لم يدفعه لشراء فيراري لكنه يقود اودي قدمها اليه النادي، فهو واثق من نفسه يشعر بالسعادة عندما يلعب وهو متواضع ايضا يدين دائما بالفضل الى زملائه والمدرب في لحظات تألقه وهو فريد من نوعه كما قال كابيللو عنه في فبراير الماضي «كريستيانو «رونالدو» لاعب كبير لكن لا أحد في العالم لديه موهبة ميسي».
وننتظرك يا ميسي ان تفعلها امام الانجليز كما فعلها مارادونا
وبالتوفيق لبرشلونه ككل في يوم الاربعاء
المصدر
http://www.clasicooo.com/barca/modul...icle&sid=25833
hgfvsh jr,g gh jtvp,h dh jadgsd >> ldsd],kh l,[,] !