عندما يتحدث المحللون الرياضيون عن الخطة التى يتبعها فريقاً ما تجد عبارات مأثورة دائماً ما يقولونها ، فذلك المحلل المحنك يقول أن الفريق ( ص ) كان عليه ان يخوض المباراة بخطة 4-4-2 حتى يستطيع الفوز على الفريق ( س ) ، ليعترض المحلل الأخر و يؤكد أن 4-3-2-1 هى الانسب لأداء الفريق ( ص ) و أنه خسر لاسباب اخرى لا علاقة لها بالتكتيك المتبع ، كلها عبارات نسمعها و بكل صدق فإننى لم اكن اعتقد فى صحة بعضها بنسبة كبيرة ، لاننى و ببساطة لست من هؤلاء الأشخاص الذين يؤمنون بأن خطة اللعب ( وحدها ) هى العامل الأساسى لتحقيق الفوز ، و أنا إمكانات اللاعبين و توافقها مع هذه الخطة كلها عوامل تؤدى الى ذلك النجاح و يكون عنصرها الاساسى هو قدرات اللاعبين قبل أى شىء ، أى اننى و بطريقة أوضح أعتقد فى أهمية طريقة اللعب و أرى أنها مؤثرة بنسبة ما على نتائج الفرق و لكنها ليست العامل الاساسى فى النتائج التى يحققها ذلك الفريق فى نهاية الأمر.
و لعل أكبر إثبات لتلك النظرية هو العملاق الاسبانى برشلونة الذى بعد متابعة دقيقة لاداءه فى الموسم المنتهى رأيت أن ذلك الفريق و على الرغم من القدرات الكبيرة لمدربه المخضرم بيب غوارديولا ، و كم البطولات التى يستحوذ عليها .. إلا انه لا يطبق الطريقة المناسبة لاداء لاعبيه ، و هى وجهة نظر شخصية تحتمل الصواب و الخطأ و قابلة للنقاش لان الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.
نجاح 4-3-3 ( نظرياً ) مع البرسا و التى هى 4-3-2-1 ( عملياً ) ليس نجاحاً لخطة او تكتيك فنى ، و إنما هو ركون على قدرات لاعب فذ اسمه ميسى ، إستطاع ان يشكل بمفرده جبهة هجومية نارية متفوقاً على فيا و بيدرو المصنفان كمهاجمين فى الاساس ! ، و لكن هل يُعنى ذلك التفوق ان قدرات فيا و بيدرو الهجومية ضعيفة ؟ بكل تأكيد لا .
اعتاد غوارديولا الدفع بـ بيدرو و فيا كجناحين احدهما فى الجانب الايسر و الاخر فى الايمن ، من اجل مساندة ميسى الذى يتقمص دور المهاجم الحر الذى تجده فى اى مكان بمنطقة منتصف الملعب الخاصة بالمنافس ، مما جعل فيا يتناسى وظيفته الاساسية و هى تسجيل الاهداف من اجل اللعب كجناح وهو الحال نفسه مع بيدرو ، بالرغم من هزهم شباك المنافس فى أكثر من مناسبة ، و لكننى هنا اتحدث عن قدرات مهاجمين قادران على تصدر قائمة هدافى الليغا إذا اتيح لهم اللعب فى مركزهم الأساسى بنفس حرية فيا فى فالنسيا على سبيل المثال.
وفى ظل وجود ميسى فإنه من المنطقى من وجهة نظرى ان يقوم غوارديولا بالإستغناء عن احد المهاجمين ( بيدرو أو فيا ) لمصلحة لاعب وسط من طراز صانع الألعاب الذى يُجيد التمرير للأمام ، و مجيدى ذلك الدور فى البرسا كثيرون ، و لعل ابراهيم افيلاى احد افضلهم على مقاعد بدلاء الفريق الكتالونى.
تصورى الخاص لخطة البرسا فى وجود افيلاى هو الدفع باللاعب الهولندى صاحب الاصل المغربى كلاعب رابع فى خط الوسط ، على ان يكون تكتيك بيب 4-4-2 ( الكلاسيكية )على النحو التالى :
فالديز
ابيدال - بيكيه - بويول - الفيس
انييستا - تشافى - بوسكيتس ( ماسكيرانو ) - أفيلاى
فيا - ميسى
خط وسط البرسا فى ظل اللعب بطريقة 4-4-2 سيعتمد على بوسكيتس ( ماسكيرانو ) كلاعب وسط مدافع ، بالإضافة إلى جناح أيمن هو أفيلاى مع الدفع بإنييستا كجناح أيسر حر يتبادل مركزه مع تشافى بحرية تامة .
فوائد الدفع بأفيلاى متأخراً بدلاً من بيدرو متقدماً تكمن فى أن دور فيا كجناح سيؤول بالتبعية إلى إنييستا ، ليتفرغ الأول إلى مهامه الأصلية كمهاجم صريح ، و دور بيدرو الذى لا ارى له مكان فى هذه التشكيلة ( بالرغم من قدراته الفائقة ) سيؤول إلى افيلاى القادر على صنع الأهداف ببراعة و لعل اداءه فى مباراة نصف نهائى الابطال امام ريال مدريد على البيرنابيو خير دليل على تلك القدرات.
ربما يكون تعاطفى مع العربى الأصل إبراهيم أفيلاى هو ما دفعنى لكتابة ذلك المقال ، ولكننى أؤكد أننى كثيراً ما تمنيت أن يطبق البرسا تلك الطريقة ، حتى قبل أن ياتى أفيلاى لكامب نو ! . المصدر