|[ آعلآنآت المنتدىآ ]|

:: تغـطية خـاَصـة |تويتر × تويتر |

كن مميزاً في شبكة تشيلسي للأبد

شرح استخدام المنتدى

تحميل شبكة تشيلسي للأبد


العودة   منتديات تشلسي للأبد chelsea4ever.net > الــمــنتــد يــات الــــعــــامــــه > المنتدى الأسـلامـــي
 

 

المنتدى الأسـلامـــي :: كل ما يخص القضايا الإسلامية :: مذهب أهل السنة والجماعه

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-2011, 10:35 PM   #36
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



الإذن بالقتال ومشروعيته


لم يكن القتال قبل هجرة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة وذلك إن الله تعالى أراد أن يمهل المشركين ، ويتيح الفرصة لهم ، عسى أن يرعووا ويعودوا إلى رشدهم وصوابهم ، ويدعوا عبادة الأوثان والأصنام ، إلى عبادة الواحد الأحد . ولهذا نزلت آيات كثيرة تذكر المشركين وتخوفهم من عذاب يوم آت لا محالة ، كقوله تعالى

وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد 1
كما نزلت آيات تدعو رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الصبر وعدم العجلة ، كقوله تعالى
فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم 2

ولما طلب عدد من صحابة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، وغيرهم بعد أن ازداد عددهم في مكة ، أن يؤذن لهم بقتال المشركين ، رد عليهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : " كفوا أيديكم عنهم فإني لم أومر بقتالهم " . فلما هاجر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى المدينة المنورة ، وكثر المسلمون وازدادوا ، ودخل الأنصار في الدين الجديد ، الذين عاهدوا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على النصرة والعون ، وبقي المشركون على عنادهم وكفرهم وعادتهم للأوثان ، واستمرارهم في ملاحقة المسلمين وتعذيبهم ، أذن الله تعالى للمسلمين أن يقاتلوا المشركين ، ليردوا عن أنفسهم كيدهم وشرهم . بقول الله سبحانه وتعالى

أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير 3

كما أباح الله تعالى للمسلمين أن يقاتلوا المشركين في أي مكان شاؤوا حيث يقول جل جلاله

وأقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل 4

إلا أن الله عز وجل نهى المسلمين عن قتال المشركين عند المسجد الحرام إلا إذا قوتلوا حيث يقول سبحانه وتعالى

ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين 5

أما اليهود ، فقد لجؤوا إلى الدسيسة والفتنة ، وخانوا العهود التي قطعوها على أنفسهم وساهموا مع المشركين في الإيقاع بالمسلمين والمكر بهم ، ولهذا أمر الله تعالى المسلمين أن يقاتلوا اليهود حتى يدخلوا في الدين الجديد أو يدفعوا الجزية حيث يقول سبحانه وتعالى بحقهم

وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ (6) إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين 7


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:36 PM   #37
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



السرايا والغزوات

بدأ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد أن استقر في المدينة المنورة ، وجعلها قاعدة لانطلاق جيوشه ، باعتراض قوافل قريش التجارية ، سواء تلك التي تخرج من مكة ، أو تلك التي تقدم من الشام ، فيعمل على مصادرتها ، وذلك عقابا لهؤلاء الذين نكلوا بالمسلمين وعذبوهم ، ولإضعاف قوتهم الملية وليوض للمهاجرين بعض ما تركوه في مكة من مال ، ففي السنة الأولي من الهجرة ، وفي شهر رمضان المبارك ، بعث النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عمه حمزة بن عبد المطلب ، رضي الله عنه ، على رأس ثلاثين رجلا من المهاجرين في سرية {1} ليعترضوا قافلة لقريش عائدة من الشام إلى مكة وعلى رأسها أبي جهل عمرو بن هشام ، لكن السرية تلك عادت إلى المدينة دون قتال ، بعد أن حجز مجدي بن عمرو الجهني بين الفريقين ومنع قتالهم ، فشكر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، صنيع مجدي بن عمرو ، وذلك لقلة عدد المسلمين وكثرة عدد المشركين الذين كانوا يبلغون ما يزبد عن ثلاثمائة رجل . وبعد شهر واحد ، بعث النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين رجلا من المهاجرين لملاقاة قافلة تجارية للمشركين كان على رأسها أبو سفيان بن حرب الأموي ، وتتألف من مئتي رجل ، وأخذ الطرفان يتبادلان رماية السهام والرماح ، حتى انهزم المشركون خشية أن يكون للمسلمين كمين ، وفي هذه المعركة كان سهم سعد بن أبي وقاص أول سهم أطلق في الإسلام ، وعاد المسلمون إلى المدينة سالمين ، بعد أن التحق بهم : المقداد بن الأسود الكندي ، وعتبة بن غزوان المازني ، واللذين أسلما فرضي الله عنهما ، كما بعث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد شهر واحد أيضا سرية بقيادة سعد بن أبي وقاص ، في عشرين من المهاجرين ، لاعتراض قافلة تجارية لقريش ، إلا أن هذه السرية عادت إلى المدينة دون قتال وذلك لأن القافلة التجارية قد فاتتهم . وفي السنة الثانية للهجرة ن تابع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، تصديه للمشركين وقوافلهم التجارية ، فكان أن قاد بنفسه أربع غزوات {2} ، ما عدا سرية واحدة أعطى قيادتها لعبد الله بن جحش الأسدي رضي الله عنه . ففي شهر صفر من السنة الثانية للهجرة ، عقد النبي ن صلى الله عليه وآله وسلم ، اللواء الأبيض وسلمه لحمزة بن عبد المطلب ، وجعل سعد بن عبادة الخزرجي على المدينة وخرج في ستين رجلا من المهاجرين . لاعتراض المشركين ، ولما وصل إلى " ودان " {3} كانت قافلة قريش فاتته فلم يحصل قتال ، لكن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عقد صلحا مع بني ضمرة ، على أنهم لا يغزونه ولا يعينون عليه عدوا ، وبالمقابل فإنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم . كذلك خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع الأول ، مع مئتي رجل من المهاجرين ليعترض قافلة تجارية ، عليها أمية بن خلف في مائه رجل ن فلم يراها لأنها قد فاتته ، فعاد من هذه الغزوة ن التي سميت بغزوة " بواط " {4} إلى المدينة بحفظ الله ورعايته . وفي غزوة " العشيرة " {5} ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في جمادى الأولى ي مئة وخمسين رجلا من المهاجرين ، ليعترض عيرا لقريش ن عليها أبو سفيان بن حرب الأموي ، وغيره من المشركين ، حتى وصل العشيرة ، فلم يجد هذه القافلة التجارية ، لأنها غادرت المكان قبل وصوله ، والتي كانت السبب المباشر لحرب يوم بدر الكبرى . وفي جادى الثانية ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في بعض أصحابه ، في طلب كرز بن جابر الفهري ، الذي غزا المدينة وسرق ماشيتها ، حتى وصل إلى " صفوان " {6} لكن كرز استطاع الفرار فعاد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم دون حرب . وبعد عودة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من غزوة بدر الأولى وفي شهر رجب ، بعث عبد الله بن جحش في سرية ، عدد رجالها ثمانية فقط ، وزوده بكتاب ، أمره أن لا ينظر فيه إلى بعد مسيرة يومين ، وخرج عبد الله ومعه رفاقه حتى مضت المدة ففتح الكتاب ، وإذ به يأمره أن ينزل " نخلة " {7} ليرصد قريش ويعلم أخبارها فقط ، وفي نخلة مرت بهم قافلة قريش ، فيها عمرو بن الحضرمي وغيره ، فأطل عليهم أحد المسلمين فرآه المشركون ن فقالوا : إن هؤلاء معتمرون ، فاتفق عبد الله بن جحش مع أصحابه على قتال المسلمين في الشهر الحرام ، فكان إن انهزم المشركون ن وغنم المسلمون تجارتهم وأسروا رجلين ن وعندما عاد عبد الله بن جحش إلى المدينة ، وأعلم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بما كان ، استنكر عمل عبد الله ن لأنه لم يأمره بقتال المشركين ، أما قريش فقد قالت : إن محمدا وأصحابه أستحلوا الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ، لكن الله سبحانه وتعالى أيد عبد الله وأصحابه فأنزل قوله

يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ؟ قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل 8
فقبض عندئذ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول الحكم الإلهي الغنائم والأسيرين


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:37 PM   #38
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



مقدمة

أيد الله سبحانه وتعالى أنبياءه ، الذين أرسلهم لهداية البشرية ، وانتشالهم من مستنقع الضلالة والعمى ، بالمعجزات الخارقة للعادة ، والخارجة عن المألوف ، وكانت هذه المعجزات تلائم وتنسجم ، مع ما يشتهر به القوم أو يفخرون به ، ومع مسنوى تفكيرهم ونضج عقولهم . فنوح عليه السلام أيده الله تعالى ، بأن مكنه من صناعة سفينة ضخمة ، أنقذته هو وأهله من الطوفان العظيم ، الذي أغرق الكافرين ، أما هود عليه السلام ، نبي قوم عاد الذين حسبوا عندما بنوا الحصون والقلاع ، أن لن يستطيع الله هلاكهم ، فقد أيده الله عز وجل بالرياح الشديدة ، التي اقتلعت قصورهم من جذورها ، وحطمت حصونهم وكأنها لم تكن ، أما النبي صالح عليه السلام فقد أيده الله عز وجل ، بأن أخرج من صخرة صلدة ، ناقة ضخمة ولودا ، وذلك بناء على طلب قومه ثمود ، وإبراهيم الخليل عليه السلام ، جعل الله تعالى ، النار التي ألقاه فيها قومه ، بردا وسلاما ، فلم تؤذه ولم يصبه أي مكروه ، ويوسف عليه السلام ، الذي أيده الله عز وجل بالقدرة على تفسير وتأويل الأحلام ، أما موسى عليه السلام ، فكان قومه مشهرون بالسحر ، فأيده الله عز وجل بالعصا التي تحولت عندما ألقاها أمام قومه ، إلى ثعبان يسعى ويلتهم ثعابين الكفرة ، أما عيسى عليه السلام فقد أيده الله عز وجل بمعجزات كثيرة ، ومنها أنه كان يخلق من الطين الطير ، ويشفي الأعمى والأبرص ، ويحي الموتى بإذن الله تعالى ، عندما أنزل على قومه من السماء مائدة عامرة بأطيب الطعام والشراب .... أما رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد كان قومه معرفون بفصاحتم وقوة بيانهم ، فهم قوم بلاغة وفصاحة ، وقوم شعر وأدب ، حتى قيل بأن الشعر ديوان العرب ، ولا تكاد قبيلة من القبائل العربية تخلو من شاعر مجيد ، أو خطيب مفوه ، ولذلك أيده الله عز وجل بمعجزات ، وقف أمامها الناس حائرين ، فهم قد سمعوا كلاما لم يسمعوا مثله قط ، ورأوا من الآيات والبراهين ، ما عجزت عقولهم عن تصورها ، ومعجزات رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم تنقسم إلى قسمين ، معجزات معنوية ، ومعجزات حسية


المعجزات المعنوية

أعظم المعجزات إطلاقا ، معجزة إنزال القرآن الكريم على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ن فهو أبهر الآيات ، وأبين الحجج الواضحات ن لما اشتمل عليه من التركيب المعجز ، الذي تحدى به الله عز وجل الإنس والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا عن ذلك ، على الرغم من فصاحة العرب وبلاغتهم ، ثم تحداهم بعشر سور منه فعجزوا ، ثم تحداهم بسورة واحدة من مثله ، فعجزوا ، وهم يعملون عجزهم وتقصيرهم ، وأن هذا مالا سبيل لأحد إليه أبدا ، فلن يستطيع أحد على وجه الأرض أن يأتي ولو بآية واحدة من مثله قال الله تعالى
قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (1) . صدق الله العظيم 2

وزعم الكافرون كما يزعم كثير من أعداء الإسلام اليوم ، أن القرآن الكريم هو من ابتداع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو من البشر وهم أيضا من البشر ، فإن كنتم أيها الكافرون ، واثقين مما تقولون فأتوا بحديث من مثله . يقول الله عز وجل

أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون . فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين 6

فالقرآن الكريم ، أوحى به الله عز وجل عن طريق جبريل عليه السلام إلى النبي العربي الأمي ، الذي كان لا يحسن الكتابة ، ولا يعلم شيئا عن أخبار الماضي فقص الله تعالى عليه خبر ما كان ، وما هو كائن ، وأني لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم أن يعرف ما كان قبل مئات بل آلاف السنين ؟ يقول الله تعالى

تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين 7

ففي هذا القرآن العظيم من الأخبار الصادقة عن الله وملائكته وعرشه ومخلوقاته العلوية والسفلية كالسماوات والأرضين وما بينهما ، وعن حوادث علمية كثيرة أثبتها العلم الحديث ، ما يبرهن على أن هذا القرآن من كلام الله عز وجل . يقول الله عز وجل

ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون . قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون 8

ولعل وصف رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، للقرآن الكريم ، يغني عن كل وصف . يقول عليه الصلاة والسلام : (( كتاب الله فيه نبأ من قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ {9} به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ن ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق {1.} على كثرة الرد ، ولا تنقضي {11} عجائبه ، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : ( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ... ) من قال به صدق ومن عمل به أجر {12} ، ومن حكم به عدل ن ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم )) {13} . ونخلص من ذلك إلى أن القرآن الكريم هو : كلام الله المعجز المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين ، بوساطة الأمين جبريل عليه السلام ن المكتوب في المصحف ، والمنقول إلينا بالتواتر ، المتعبد بتلاوته ، المبدوء بسورة الفاتحة ، المختتم بسورة الناس . وهكذا فالقرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي تتحدى الأجيال والأجيال والأمم على مر الأيام والزمان . وسيرة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأخلاقه وأقواله وأفعاله من معجزاته ودلائل نبوته ن فإنه عليه الصلاة والسلام كان من أشرف أهل الأرض نسبا ، فهو من سلالة إبراهيم عليه السلام الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب ودعا إبراهيم لذرية ولده إسماعيل بأن يبعث الله فيهم رسولا منهم ، والرسول ، صلى الله عليه وآله وسلم من قريش صفوة بني إبراهيم ، ومن بني هاشم صفوة قريش ، ومن مكة أم القرى ، وبلد البيت الذي بناه إبراهيم ، وحج إليه الناس وما يزالون ، والرسول ، صلى الله عليه وآله وسلم من أكمل الناس تربية ونشأة ، لم يزل معروفا بالصدق والبر ، ومكارم الأخلاق ، والعدل ، وترك الفواحش والظلم ، مشهودا له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة ، ومشهودا له بذلك عند جميع من آمن به ومن كفر بعد النبوة ، لا يعرف له شيء يعاب به ، لا في أقواله ، ولا في أفعاله ، ولا في أخلاقه . وهو إلى جانب ذلك ، كان حسن الصورة والخلق ، وكان أميا من قوم أميين ، لا يعرف هو ولا قومه ما يعرفه أهل الكتاب من التوراة والإنجيل ، وعندما بلغ الأربعين من عمره ، أتى بأمر هو أعجب الأمور وأعظمها ، وبكلام لم يسمع الأولون والآخرون نظيرا {14} له ، ثم أتبعه ، أتباع الأنبياء ، وهم ضعفاء الناس ، وكذبه أهل الزعامة والرياسة وسعوا في هلاكه وهلاك من أتبعه ، والذين اتبعوه ، لم يتبعوه لرغبة أو رهبة ، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن غنيا ولم يطلبه ، ولم يكن ظالما ذا سطوة ، وإنما ذاقت قلوبهم حلاوة الإيمان ، فصبروا على الأذى كما صبر معهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أن اجتمع بأهل يثرب ، فآمنوا به وبايعوه على هجرته وهجرة أصحابه إلى بلدهم ، وعلى الجهاد معه ضد المشركين ،حتى ظهرت الدعوة في جميع أرض العرب ، التي كانت مملوءة بالأوثان ، ومعروفة بسفك الدماء المحرمة ، وقطيعة الأرحام {15} ، لا يعرفون آخره ولا بعثا ، فصاروا في ظل راية الإسلام ، أعلم أهل الأرض وأعدلهم وأفضلهم ، ومات رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم

كل نفس ذائقة الموت 16

مات ولم يخلف درهما واحدا ولا شاة ولا بعيرا ، إلا بغلته وسلاحه ودرعه . مرهونة عند يهودي على ثلاثين وسقا {17} من شعير ، اشتراها لأهله طعاما لهم ، وهو إلى جانب ذلك ، يخبر قومه بما كان وبما يكون ، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، يحل لهم الطيبات ، ويحرم عليهم الخبائث ، ويكمل الشريعة شيئا بعد شيء حتى أكمل الله تعالى دينه الذي بعث به

اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا 18


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:38 PM   #39
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



المعجزات الحسية


انشقاق القمر

طلب المشركون من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يأتيهم بآية أو دليل على صدق دعوته ، وذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة فطلبوا منه أن يشق القمر فرقتين ، فأعطاه الله تعالى هذه المعجزة ، التي تعتبر من أعظم المعجزات الحسية ، وعندما رأى المشركون المعاندون هذه الآية العظيمة قالوا : لقد سحركم ابن أبي كبشة {1} . وقد ذكر الله تعالى هذه المعجزة في كتابه العزيز إذ قال
اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا أية يعرضوا ويقولون سحر مستمر 2
وقد روى قصة انشقاق القمر ، عدد من الصحابة الكرام منهم : عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود ، فعن ابن مسعود قال : " انشق القمر على عهد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم شقتين حتى نظروا إليه فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : اشهدوا

تكثير الماء

كانت مكة المكرمة ، كما هو معروف ، أرضا جدباء لا ماء فيها ولا زرع ، ولهذا كان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، يفقدون الماء في كثير من الأوقات . فقد حدث أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، خرج ذات يوم لبعض مخارجه معه ناس من أصحابه فانطلقوا يسيرون ، فحضرت الصلاة {3} فلم يجد القوم ما يتوضئون به فقالوا : يا رسول الله ، ما نجد ما نتوضأ به ، ورأى في وجوه أصحابه كراهية لذلك ، فانطلق رجل من القوم ، فجاء بقدح من ماء يسير ، فأخذ نبي الله ، فنوضأ منه . ثم مد أصابعه الأربع على القدح ، ثم قال : هلموا {4} فتوضؤا ، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء

تكثير الطعام

ومما يروى في ذلك ، أن أبا هريرة كان يقول : والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر ، فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما سألته إلا ليستتبعني {5} فلم يفعل ، فمر عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر أبو القاسم ، صلى الله عليه وآله وسلم فعرف ما في وجهي ، وما في نفسي فقال : أبا هريرة ، قلت له : لبيك يا رسول الله . فقال : الحق استأذنت فأذن لي ، فوجدت لبنا {6} في القدح ، قال : من أين لكم هذا اللبن ؟ قالوا : أهداه لنا فلان ، قال : أبا هريرة {7} : قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : انطلق إلى أهل الصفة ، فادعهم لي ، قال أبو هريرة : وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لم يأووا إلى أهل ولا مال {8} ، إذا جاءت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، هدية أصاب منها ، وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها . ويتابع أبو هريرة رضي الله عنه حديثه فيقول : وأحزنني ذلك {9} ، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه : أنا الرسول {10} فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم وقال ك ما يبقي لي من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد ، فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذوا مجالسهم من البيت ، ثم قال : أبا هر {11} خذ فأعطهم ، فأخذت القدح فجعلت أعطيهم ، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروي ، ثم يرد القدح حتى أتيت على أخرهم ، ودفعت إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة {12} ، ثم رفع رأسه ونظر إلي وتبسم وقال : أبا هر ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، قال : بقيت أنا وأنت ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، قال : فاقعد فاشرب ، فقعد أبو هريرة فشرب ، ثم قال : اشرب ، فشرب أبو هريرة فما زال يقول لي : اشرب فأشرب حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أجد له في مسلكا ، قال : ناولني القدح ، فرددت إليه القدح ، فشرب من الفضلة

انقياد الشجر

يحدثنا جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه فيقول : سرنا مع النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى نزلنا واديا أفيح {13} ، فذهب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم يقضي حاجته فاتبعته بإداوة {14} من ماء ، فنظر فلم ير شيئا يستتر به ، وإذا شجرتان بأسفل الوادي فانطلق إلى إحداهما ، فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : " انقادي علي بإذن الله " ، فانقادت معه ... حتى أتي الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : انقادي علي بإذن الله ، فانقادت معه ، حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما ، قال التئما علي بإذن الله فالتأمتا .... وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم في سفر ، فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله : أين تريد ؟ قال : إلى أهلي ، قال : هل لك إلى خير ؟ قال : ما هو ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : هل من شاهد على ما أقول ؟ قال : هذه الشجرة ، فدعاها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي على شاطئ الوادي ، فأقبلت تخذ {15} الأرض خدا ، فقامت بين يديه ، فاستشهادها ثلاثا ، فشهدت أنه كما قال ، ثم إنها رجعت إلى منبتها ، ورجع الأعرابي إلى قومه وقال : إن يتبعوني أتيتك بهم ن وإلا رجعت إليك وكنت معك

حنين الجذع

كان النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قبل صنع المنبر الشريف ، يخطب قائما ، معتمدا على جذع نخل ، فإذا طال وقوفه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أو شعر بتعب ، وضع يده الشريفة على ذلك الجذع . فلما كثر عدد المصلين وضاق المسجد بأهله ، كان كثير من الناس ، لا يرون رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وخاصة من كان يجلس في آخر المسجد ، إضافة إلى تقدم العمر برسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأشفق عليه الصحابة ، فاقترحوا عليه أن يصنعوا له منبرا ، فصنعوه ، فلما كان يوم الجمعة ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يريد المنبر ، ليخطب عليه ، فلما تجاوز الجذع الذي كان يخطب عنده ، صرخ الجذع صرخا شديدا ، شوقا وحنينا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فنزل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم عن المنبر ، فوضع يده الشريفة على الجذع ومسحه ، فهدأ الجذع ، ثم خيره رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بين أن يكون شجرة في الجنة ، وبين أن يعود شجرة مثمرة في الدنيا ن فاختار الجذع أن يكون شجرة في الجنة ، ثم قال عليه وآله الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لو لم التزمه لبقي يحن إلى قيام الساعة

استجابة جبل أحد

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كان على حراء ، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ، فتحركت الصخرة ، واهتز الجبل ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : هدأ ، فما عليك إى نبي أو صديق أو شهيد 16

إخبار الشاة المسمومة

لما انتهت غزوة خيبر ، وانتصر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم على اليهود ، ودخل حصونهم ، وغنم غنائمهم ، تقدمت اليهود وسألت عن أحب الأعضاء إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم من الشاة ، فلما أخبرت بذلك ، عمدت إلى الشاة فذبحتها ثم طبختها وسمتها وزادت السم في الذراع ، وقدمتها لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما جلس ومعه بعض أصحابه ، وهم بأن يأكل من الذراع ، أخبرته الذراع بأنها مسمومة ، وإن الشاة كلها مسمومة ، فقال لأصحابه : ارفعوا أيديكم ، ثم دعا اليهودية فسألها عن فعلتها . فقالت : أردت الوثوق منك ، فإن كنت نبيا أخبرتك الشاة ، وإن كنت كاذبا أرحت الناس منك ، ثم قالت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله .. وهناك عزيزي القارئ معجزات أخرى كثيرة ، أردنا فقط أن نضرب لك مثلا لتكون على علم بما منح الله عز وجل رسوله محمدا بن عبد الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من معجزات دالة على صدق نبوته ورسالته


 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2011, 10:39 PM   #40
David Luiź
تشلسي للأبد


الصورة الرمزية David Luiź
David Luiź غير متواجد حالياً

افتراضي



إلىآ هنآ , و قد وصصلت إلىآ النهآيةة ,

آمل ان تنآآل المسيرةة إعجآبكم ,


,,



 

رد مع اقتباس
قديم 12-06-2011, 01:17 AM   #41
abdulla mordhi
تشيلساوي مميز


الصورة الرمزية abdulla mordhi
abdulla mordhi غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27014
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 العمر : 29
 أخر زيارة : 11-14-2015 (12:32 PM)
 المشاركات : 496 [ + ]
 التقييم :  2089
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



بارك الله فيك اخي


 

رد مع اقتباس
قديم 12-06-2011, 06:01 AM   #42
ḾẮŁǾЏĐẮ
+: [ VIp ] :+


الصورة الرمزية ḾẮŁǾЏĐẮ
ḾẮŁǾЏĐẮ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18676
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 العمر : 30
 أخر زيارة : 11-20-2021 (01:51 PM)
 المشاركات : 39,999 [ + ]
 التقييم :  12199
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Maroon

اوسمتي

افتراضي



جزاك الله خير

ومعلومأت قيمة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم

تستاهل الفايف ستار


 

رد مع اقتباس
 

 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم عاشق الديوك المنتدى الأسـلامـــي 1 07-15-2013 11:38 PM
حب النبي عليه الصلاة والسلام عاشق الديوك المنتدى الأسـلامـــي 2 06-16-2013 09:21 AM
معجزات النبي موسى عليه السلام تشلساوي مهوووس المنتدى الأسـلامـــي 7 09-27-2011 01:10 AM
صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم Lambird أرشيف منتديات تشيلسي للأبد 4 09-10-2008 09:14 AM
الآن....سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من ثمان لغات عاشق لامبارد المنتدى الأسـلامـــي 6 09-10-2008 08:53 AM

ad_location[ad_footer_start]
الساعة الآن 12:39 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010