أقول مستعيناً بالله:
اعلم – رحمك الله – بأن الله قد تعهد لنفسه حفظ الكتاب،
فقال عز من قائل:
" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "
[ الحجر : 9 ]
وقال جل ثناؤه:
" إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ "
[ الواقعة : 77 \ 78 ]
وقال تبارك وتعالى:
" لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ "
[ فصلت : 42 ]
وقال سبحانه:
" ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ "
[ البقرة : 2 ]
وبعد أن حفظه الله، تحدى البشر بأن يأتوا بحديث مثله،
فقال تبارك وتعالى:
" فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ "
[ الطور : 34 ]
وقال جل من قائل:
" قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا "
[ الإسراء : 88 ]
وقال الرحمن:
" وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ "
[ البقرة : 23 ]
قد يقول قائل:
هذا ما ورد في القرآن بأن الله قد تكفل بحفظ القرآن، ولكن ما الدليل أن الله تعالى قد تكفل " فعلاً " بالقرآن؟
فالنصارى ورد في كتابهم المقدس في إنجيل مرقس [ 13 : 30 \ 31 ]:
" اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. "
وهذا اثبات من السيد المسيح بأن الكتاب المقدس محفوظ من التحريف، ولكن المسلمين يؤمنون ويعتقدون بأن الكتب المتداولة الآن بين يدي أهل الكتاب محرفة !
وأقول مستعيناً بالله:
لنرجع إلى الآية التي ذكرتها، ولنعرض السياق الذي أتت به:
" " وَأَمَّا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بَعْدَ ذلِكَ الضِّيقِ، فَالشَّمْسُ تُظْلِمُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَنُجُومُ السَّمَاءِ تَتَسَاقَطُ، وَالْقُوَّاتُ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابٍ بِقُوَّةٍ كَثِيرَةٍ وَمَجْدٍ ، فَيُرْسِلُ حِينَئِذٍ مَلاَئِكَتَهُ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاءِ....
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ "
انتبه معي إلى كلمة " لا يمضي هذا الجيل "،
أي أن القيامة ستحدث في الجيل الذي تحدث فيه السيد المسيح...
وها قد مضت ألفا عام، ومئات الأجيال، ولم تقم القيامة، ولم يظهر المسيح بعد في مجده...
نحن نؤمن بأن القيامة ستحدث، ولكن تحديدها في إنجيل مرقس " هذا الجيل " أمر غير صحيح، وأثبت الزمن بطلانه..
ولكننا لا نرى بطلان الآيات في القرآن الكريم، بل على العكس تماماً،
فهو موافق لكل ما نشاهده من التقدم في العلوم الحضارية والفلكية، وعلوم البحار وجيولوجية الأرض وما إلى هنالك..
يمكنك الإطلاع على موقع : www.55a.net لتفهم ما أرمي إليه من الإعجاز العلمي في القرآن..
زد على ذلك..
ائت بقرآن من بلاد الشام، وآخر من مصر، وآخر من اليمن، وقارنهم مع بعض..
ستجد أن الآية الأولى في سورة القمر في كلِ من تلك المصاحف " اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ "
أما ما يحدث من اختلاف في المصاحف الأنجليزية والإيرانية وغيرها من اللغات،
فهذا يرجع إلى الترجمة، وتحميل الكلمة أكثر من معنى..
وإن حدث مثل هذا الاختلاف،
فإن المرد والمرجع إلى الكتاب الأصلي " القرآن الكريم باللغة العربية "، فهو الحاكم والفاصل في مثل هذا الموقف..
وأريد أن أنبه.. بأن ترجمة القرآن لا يعد قرآناً، كما أجمع عليه أئمة المسلمين،
مما يترتب عليه بطلان الصلاة إن قرأت بها الترجمة... وجواز مس الكافر للترجمة!
وفي هذا الطرح، سأورد " مستعيناً بالله " 32 تناقض " أو لنقل شبهة "، قد امتلأت بها المواقع المسيئة للإسلام، وتناقلتها وتلقفتها فيما بينها، وكأنهم مجمعين عليها..
H;ev lk 30 jkhrq td hgrvNk!! tig lh.gjl jujr],k fHki luw,l hgjpvdt???!!!