أتيت من تلكـ الديار وكعادتي ...
أتابع الأسفار ...
وأأقوم بعبر الفيافي ...وأقطع القفار ...
إلى مدينتاً تعج بالحروف ...
لأقتني الجميل ... وأ شتري الجديد ...
من الكيان والجمل ..
وأروع الأبيات ..
أردتها هدية جميلة ... تزهوا بها حبيبتي
..
في عيدنا السعيد ...
دخلت في المدينة ... أتعلمون كم بدت مثيرة ...
لقد بدت مثيرة ... مثيرة خلابة ...
فزادني الإعجاب ...
حروفها العظيمة ... كأنها الأبراج ...
تطل في شموخ ... وتنثر الأفكار ...
أقلامها المبرية ... تنمو على الأشجار ...
كأطيب الثمار ... وأجمل الأزهار ...
وحولها الأنهار ...
تموج بالأطياف ... من كل لون قد حوت ...
لتشرب الأقلام ... من أعذب الأحبار ...
مشيت في رصيفها الطويل ...
يشع بالبياض ... يغريك بالكتابة ...
كصفحة صقيلة ... في أول الكراسه ...
رأيت شيخا جالسا ... يدعونه الألف ...
يبيع في دكانه ... نوادر التحف ...
قلائد معلقة ... جواهر لماعة ...
لأليء براقة ... في داخل المحار ...
منقوشة الحروف ... موزونة الأبيات ...
لا يقتنيها عادة ...
إلا الملوك ... أو أكبر التجار ...
نثرت فوق حجره دراهمي ...
وكل ما جمعته من القروش ...
على مدى الزمان ... وطيلة الأعمار ...
فراعني بنظرة جليلة ...
وقال لي بنبرة نبيلة ...
في هذه المدينة ... لا وزن للأموال ...
وليس للفلوس أي قيمة...
فهذه الهدايا ... جميعها مباحة ...
لكل حب صادق ... وكل خل في هوى خليله ...
فأغلقن عينك الشحيحة ... ودع لقلبك الخيار ...
فإنه الخبير ... ويعرف الأسرار ...
أغلقت عيني في سرور ...
وما لبثت لحظة ... حتى غدوت في حبور ...
فانهالت التحف ...
وهبت الهدايا ... كأنها إعصار ...
فلم يكن بقدرتي ... أن أحمل المزيد ...
قبلت رأس الشيخ وأنصرفت ...
وعدت بالغنيمة ... تضلني سحابة بيضاء ..
تكف عني الشمس ...
وحينما يشتد حر الشمس ...
تزخ بالأمطار ...
\
/
\
/