الحمد وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.
العلم قائد ودليل، والعمل تبع له: "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات"، وأساس العلم الإخلاص والمتابعة: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين"، "إنما الأعمال بالنيات"، "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ".
واعلم أخي الحبيب أن العلم دين، فانظر ممن تأخذ دينك وتتلقاه، لأن حاجة المرء للأدب والسلوك لا تقل عن حاجته إلى العلم والمعرفة، ولا يتأتى ذلك إلا بمجالسة العلماء الحكماء، فالعلماء كثير، والحكماء قليل، ومزاحمتهم بالركب، وصدق من قال:
أيهــا الطالب علماً ائتِ حمـاد بن زيد
فاقتبس علمـاً وحكماً ثم قيــده بقيــد
وقال ابن وهب تلميذ مالك رحمه الله: ما تعلمته من أدب مالك أكثر مما تعلمته من علمه.
واحذر التعامل مع الكتب مباشرة دون حصولك على مفاتح العلم بقراءة بعض الكتب على بعض المشايخ، وقد حذرنا سلفنا الصالح من ذلك، ورحم الله القائل:
يظن الغمر أن الكتب تهدي أخا فهم لإدراك العلـــوم
وما يدري الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيـم
إذا رمتَ العلوم بغير شيخ ضللتَ عن الصراط المستقيم
وعليك أن تتدرج في تلقي العلم، بأن تبدأ بصغاره قبل كباره، واعلم أن العلم نور، ونور الله لا يؤتى لعاصٍ، قال الشافعي رحمه الله:
شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بـأن العلــم نور ونور الله لا يؤتى لعــاص
وثمرة العلم العمل والدعوة إلى الله: "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"، صدق الله العظيم.
(كلمات اعجبتني فاحببة ان انقلها اليكم)