كلام في الرياضة

كلام في الرياضة

سامح الله التكنولوجيا الحديثة التي جعلت مباريات كرة القدم يتم نقلها عبر‏16‏ كاميرا تليفزيونية في وقت واحد‏,‏ حيث يتم تسليط واحدة علي كل مدير فني وأخري علي حارس المرمي بكل فريق وخامسة علي الحكم وسادسة وسابعة وعاشرة علي كل نقطة ضوء في الملعب‏.

وهو ما جعل أي مخالفة يتم رصدها حتي إن لم يرها المشاهدون في الملعب وهو ما حدث بالضبط في مباراة مصر والجزائر التي شاهدنا فيها محاولة الاعتداء بـ الرأس علي الحكم البنيني أكوفي أكودجا من قبل الحارس الجزائري فوزي شاوشي‏,‏ الأمر الذي أدي فيما بعد إلي توقيع عقوبة علي الحكم البنيني الممتاز الذي أدار الموقف بروح القانون ولم يدره بالقانون‏..‏ إذ تأخر في طرد الشاوشي وصبر عليه كثيرا وبالطبع لم يذكر أكوفي هذه الواقعة في تقريره من منطلق إحساسه بأن الشاوشي قد طرد فيما بعد‏,‏ إلا أن كاميرات التليفزيون سامحها الله قد فضحت الموقف وأحرجت الحكم وجعلته في موقف لا يحسد عليه‏.‏


إذن العقوبة التي وقعت علي الحكم البنيني لم تكن لكونه قد طرد ثلاثة لاعبين من الجزائر واحتسب ركلة جزاء كما حاولت الصحف الجزائرية أن تروج لذلك‏,‏ ولكن لكونه قد تأخر كثيرا في اتخاذ قرارات أكثر عنفا ضد الفريق الجزائري‏..‏ وأكبر دليل علي قوة وأهمية هذه الواقعة أن الكاف يبحث حاليا اتخاذ قرارات ضد لاعب المنتخب الجزائري شاوشي حارس المرمي الذي اعتدي علي الحكم وبلحاج الظهير الأيسر الذي تغاضي الحكم تماما عن طرده لاستخدامه العنف ضد المحمدي قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة‏.‏

ورأيي الشخصي أن ما فعله الحكم البنيني هو عين العقل‏,‏ لأن المباراة لم تكن ستكتمل لو كان في دقيقة واحدة قد احتسب ركلة جزاء وطرد حليش والشاوشي إذ لم يكن منطقيا أن يكمل المنتخب الجزائري المباراة المصيرية وهو بـ‏9‏ لاعبين فقط والمباراة مازالت في بدايتها‏.‏

أثبت التاريخ أن الفريق المصري يتفوق دائما في الدورات المجمعة وليس في المباريات الفردية وهو ما يكشف عن أن عنصر الوقت مهم جدا للتجانس والتواصل الفني الإنساني بين الجهاز واللاعبين‏,‏ ويمكننا التغلب علي هذه المشكلة بإقامة معسكرات طويلة المدي كتلك التي كان يقوم بها الكابتن محمود الجوهري ولا بأس من أن تنتظم المسابقات المحلية دون اللاعبين الدوليين طالما أن هذا ينصب في المصلحة القومية‏.‏

حسنا فعل الكاف بتعديل موعد إقامة بطولة الأمم الإفريقية لتقام في السنوات الفردية بعيدا عن السنوات الزوجية التي كانت تتزامن مع بطولات كأس العالم خاصة بعد أن تمت زيادة عدد الفرق الإفريقية المشاركة في المونديال إلي خمسة إذ كان طبيعيا أن يشعر اللاعب بالاسترخاء النفسي والبدني في مشاركته الإفريقية‏,‏ نظرا لتركيزه في بطولة كأس العالم التي يؤدي التألق فيها إلي رفع سعره عشرات وعشرات المرات‏..‏ وهو ما شاهدناه تقريبا في كل بطولات الأمم التي كانت تتزامن إقامتها في العام نفسه الذي يقام فيه المونديال‏ .


المصدر : http://www.alarabiya.net/views/2010/02/05/99450.html

---

;ghl td hgvdhqm