لم يكمل ابن الجنوب اليافع عبدالله القرني عامين منذ أن انتقل من قريته التي تحتضنها جبال السروات وتغطيها سحب جنوب السعودية الدافئة، منتقلاً إلى حاضرة منطقة عسير الأولى أبها، كان هذان العامان مليئين بالعديد من الأحداث الكبيرة التي لن ينساها القرني طويلاً، والتي ستظل محفورة في ذاكرته التي لن تشيخ قريباً.
عبدالله القرني أو "بيكيه العرب" كما سمته جماهير نادي النصر السعودي تيمناً بالمدافع الإسباني الذي يرتدي شعار نادي برشلونة، بدأ مداعبة الكرة في نادي الزيتون أحد الأندية الريفية، والذي يقع في مدينة "سبت العلايا" في جنوب السعودية، قبل أن ينتقل صيف 2008 باتجاه نادي أبها الذي كان بدأ أولى خطواته في دوري المحترفين السعودي.
عام واحد فقط، كان كافياً ليثبّت فيه القرني قدميه في دوري المحترفين، ولينتقل ابن الـ22 ربيعاً في الصيف التالي إلى واحد من أعرق الأندية السعودية، باتجاه النصر، إلا أن حلمه الكبير اصطدم بمشاكل كادت أن تعصف به، إذ احتجت إدارة نادي أبها الجديدة على انتقال ابنها الصغير نحو "عاصمة النجوم" الرياض، لتبدأ الأفكار تداعب مخيلته، ويطرح على نفسه أكثر من تساؤل، كان قاسمها المشترك.. البقاء في أبها، أم الرحيل حيث المال والشهرة والأضواء.
انتقل القرني إلى الرياض بعد أن حكمت لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين بانتقاله إلى "العالمي" مقابل 200 ألف ريال سعودي. هنا بدأ الحلم يتحقق ودلف الفتى الجنوبي أبواب الكرة المحترفة، هو يقول: "اللعب للنصر حلم تحقق. أنا سعيد بارتداء شعار العالمي، وسأكون عند حسن ظن جماهيره".
اختفى "بيكيه العرب"، وبدأت التساؤلات تطال عقول جماهيره، ولكن الفرصة لا تُمنح إلا لمن يستغلها، ويوم أن جاءته الفرصة ليظهر، قفز، فكان أول لقاء لعبه في دوري المحترفين أمام الأهلي، ويومها دخل القرني مع بداية الشوط الثاني وكانت النتيجة تشير إلى تأخر فريقه بثلاثة أهداف نظيفة، إلا أنه ساهم رفقة زملائه اللاعبين في تعديل الكفة لتنتهي بثلاثة أهداف لكل طرف، في واحدة من أكثر المباريات إثارة في الدوري السعودي، ويومها صفقت جماهير النصر، ربما لمولد روح جديدة في الفريق، أو لبروز اسم سيكون له مستقبل كبير في كرة القدم السعودية.
ولم تفاجأ الجماهير الغفيرة التي حضرت إلى استاد الملك فهد بالرياض باسم عبدالله القرني على قائمة الفريق الذي شارك في "مباراة العقد" أمام الهلال، والتي انتهت "صفراء تسر الناظرين" بهدفين لهدف، إلا أن المفاجأة أن القرني الذي يلعب في خط الدفاع افتتح التسجيل لصالح فريقه، وساهم في خروجه فائزاً في تلك الأمسية الشتوية الرائعة.
عاد القرني ليشارك في صفوف "العالمي" من جديد، وهذه المرة أمام الاتحاد، وتمكن صاحب القامة المعتدلة (180 سم و70 كغم) أن يفتتح التسجيل مجدداً لصالح فريقه في شباك "العميد"، ليرتبط اسمه بشباك الفرق الكبرى في السعودية، ويضيف إلى قائمة ضحاياه اسماً جديداً ربما لن يمحى قريبا، خصوصاً وهو الذي كان سجل في شباك الشباب يوم أن لعب ضده في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد .
المصدر : http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/16/97449.html
uf]hggi hgrvkd>> hgl]htu hg`d joahi afh; hgtvr hg;fdvm