أصبحت جميع شوارع تركيا مستعدة من الآن لتكون خالية من أي شخص مساء غد الجمعة حيث ستحتشد جماهير كرة القدم بالبلاد بداخل الحانات والمقاهي أو في أي مكان يوجد به جهاز تليفزيون فحسب من أجل مشاهدة المنتخب الوطني وهو يلاقي كرواتيا في دور الثمانية من بطولة الامم الاوروبية الحالية "يورو 2008" بالنمسا وسويسرا.
وكان مجرد تأهل تركيا لدور الثمانية من البطولة الاوروبية مفاجأة كبيرة بالنسبة للكثيرين.
ففي مساء الاحد الماضي ، ومع تقدم التشيك على تركيا 2/ صفر حتى آخر 20 دقيقة من مباراتهما الاخيرة بدور المجموعات ، كان الخروج من منافسات يورو 2008 يسيطر على معظم أفكار الجماهير التركية.
ولكن تركيا نجحت في تسجيل ثلاثة أهداف في آخر 15 دقيقة من اللقاء لتحقق فوزها المفاجئ 3/2 وتدفع جماهيرها إلى حالة من الفرح العارم.
وبدأت آلاف الجماهير الملوحة بالأعلام التركية حفلات عشوائية صاخبة في الشوارع بعد مباراة التشيك مباشرة فيما شقت السيارات طريقها نحو ساحات وميادين كل مدينة كبيرة وصغيرة بالبلاد تقريبا.
ولم يكن الفوز نفسه هو ما أصاب الجماهير التركية بحالة الجنون والفرح هذه بقدر الطريقة الدرامية التي عاد بها الفريق التركي إلى المباراة ما رفع الروح المعنوية في البلاد بدرجة كبيرة.
ولم تخرج موضوعات الحديث في العاصمة التركية عن هذا الفوز منذ أن تحقق في بداية هذا الاسبوع.
وأصبحت برامج الاقتصاد في تركيا تبدأ بمناقشة خبراء سوق الأسهم (البورصة) للخطط الفنية للمباريات. أما النشرات الجوية فتعطي تقارير مفصلة عن توقعات الطقس لمدينة فيينا التي ستستضيف مباراة تركيا مع كرواتيا. ويبدو أن تقدم السياسيين أيضا إلى ساحة الحوار الرياضي كان أمرا محتوما هو الأخر.
فخلال إلقاء خطابه على زملائه بالحزب أمس الأول الثلاثاء ، لاقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكبر تهليل وتصفيق عندما هنأ المنتخب التركي على فوزه على التشيك.
وأكد أردوغان أن روح "القتال حتى آخر نفس" هي ما قاد منتخب البلاد للفوز ، ثم واصل حديثه بأن حزب العدالة والتنمية ذا الجذور الإسلامية "سيحارب حتى آخر نفس" أيضا ضد القضية المرفوعة ضده لإغلاق الحزب.
ويدرك أردوغان ، الذي كان نفسه نصف لاعب محترف في وقت ما ، جيدا أن كرة القدم هي الشيء الوحيد الذي تجتمع مشاعر جميع الأتراك حوله لذلك لم يكن من الغريب أن يعلن أنه سيكون موجودا في فيينا لحضور مباراة تركيا مع كرواتيا في دور الثمانية ليورو 2008 غدا.
أما بالنسبة للجماهير التركية ، لا توجد أي أحداث رسمية بالشوارع تتعلق بمباراة كرواتيا مثل شاشات تليفزيونية عملاقة بالميادين والساحات أو مناطق تجمعات جماهيرية. فلا حاجة لهم بذلك، حيث أن الجماهير ستشاهد المباراة في أي مكان ، وفي حالة فوز تركيا ، فستتحول جميع الشوارع بطول تركيا وعرضها على الفور إلى مناطق تجمعات جماهيرية وستستمر الاحتفالات بالنصر حتى صباح اليوم التالي.
[lhidv jv;dh jsju] gghpjthg rfg lfhvhm ;v,hjdh fd,v, 2008