الأبطــال الأربعـــة

الأبطــال الأربعـــة

فرض المنطق نفسه، وتكرر السيناريو للسنة الثالثة على التوالي بتأهل ثلاثة أندية إنجليزية للدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
كانت كل المؤشرات تتجه لتأهل برشلونة، مانشستر يونايتد وأرسنال على حساب بايرن ميونخ، بورتو وفياريال فيما لم يعرف مصير الناجي من ''معركة'' ليفربول وتشيلسي إلا في الدقيقة الأخيرة من مواجهة الإياب التي وجد في إثارتها البعض رائعة من روائع كرة القدم التي سيتذكرها التاريخ طويلاً، فيما شبه البعض الآخر تفاصيلها الدقيقة بمسرح ''هزلي'' للأخطاء البدائية، فتأهل من ارتكب الأخطاء الأقل وخرج من دفع ثمن ضريبة هفواته الأكثر.. السطور المقبلة تتحدث عن الأبطال الأربعة الذين اقتلعوا بطاقات حضورهم باستحقاق في الدور الفاصل عن المشهد الأخير في روما.

- برشلونة خصم نفسه.. عبارة تكررت في هذه المساحة الأسبوعية عبر مناسبات كثيرة هذا الموسم، وكلما تجدد الحديث عن الفريق الذي يسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق جل أهدافه، نجد في تلك العبارة واقعاً يفرض نفسه.
في 45 دقيقة، حسم برشلونة تأهله لنصف النهائي، بأربعة أهداف، كانت مرشحة للزيادة.. الحديث عن إبداعات هذا الفريق يوازي المعاناة الذي بدا عليها خصمه.
قد يكون حظا جميلا لبرشلونة وعاثرا لبايرن أن يجد نفسه متجهاً نحو ''نو كامب'' في مباراة الذهاب بخسارة تاريخية من فولفسبورغ ومن دون أضلاعه الرئيسية لوسيو وبديله فان بويتن، فيليب لام وميروسلاف كلوزه.
ومع الشخصية ''المهتزة'' التي تتجسد في الهزائم الست التي تلقاها بايرن محلياً، والانتقادات اليومية التي يتلقاها مدربه يورغن كلينسمان، وبعض الهشاشة ''القاتلة'' في الصفوف، بات طبيعياً ما حدث. إلا أن ثمة سؤالاً لبرشلونة، ماذا بعد؟
الحديث عن الثلاثية يكبر يوماً بعد آخر، صدارة في الدوري، تأهل لنهائي الكأس ولقبل نهائي دوري الأبطال.. الظفر بكل ذلك يعني النجاح بامتياز وموسم تاريخي، خسارة واحد لن يخدش الشيء الكثير، وفقدان كل شيء يعني الفشل.

- تشيلسي وجد ضالته مع هيدينك.. حقيقة لا بد من الاعتراف بها، على الأقل حتى اللحظة. ثبات في التشكيل، قراءة دقيقة للخصم وقرارات فنية مثالية.
لن نطنب في الحديث عن المدرب الهولندي المؤقت غوس هيدنيك وما قام به من تغييرات، لأن التاريخ يشهد على قيمة هذا الرجل، لكن قهر خصم بحجم ليفربول بهذا السيناريو وبمزيد من الشجاعة يمنح تشيلسي الحق الكامل في تجديد الأمل بتحقيق اللقب الذي طال انتظاره.
أخطاء ليفربول منحت تشيلسي هذا الحق، ما من شك في ذلك، لكن استغلال الأخطاء في مثل هذه المواجهات يعبر في الغالب عن الجودة في نوعية اللاعبين.. والفوز في ''أنفيلد'' يعني بأن تشيلسي بات قادراً على تحقيق أي شيء.

- مانشستر يونايتد نال مبتغاه بشكل غير كامل.. أمر يلخص قيمة هذا الفريق العملاق، فقد عانى مانشستر في الذهاب لكنه لم يزج نفسه في دائرة الشك وتأهل من الأرض التي لم تشهد فوز أي ضيف إنجليزي عبر التاريخ.
ما حدث منطقياً، على رغم المعرفة المسبقة بحجم بورتو، لكن في مثل هذه المواقف، تحسم الأمور بالفروقات الفردية، وهو ما يتوافر بكثرة لدى حامل اللقب ويتجسد في شخص اللاعب الأفضل في العالم كريستيانو رونالدو.

- بخلاف الأندية الثلاثة السابقة، لا يجد أرسنال ما يدخره فيما تبقى من الموسم، لأنه حسم بشكل كبير أمر المركز الرابع محليا، بغض النظر عن الكيفية التي سيتعامل بها مدربه الفرنسي آرسين فينغر في مسابقة الكأس.
إلى ذلك، فإن أرسنال بصدد تركيز كل جهوده على مواجهتيه مع مانشستر يونايتد في دوري الأبطال.. الحديث عن نجاحه في اختبار فياريال، لا يتطلب الكثير، لأنه كان الأجدر على جميع المقاييس.


المصدر
http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=10312

---

hgHf'JJhg hgHvfuJJJm