روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالصدق، فان الصدق يهدي الى البر، وان البر يهدي الى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، واياكم والكذب، فان الكذب يهدي الى الفجور، وان الفجور يهدي الى النار، وان الرجل ليكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
نلخص الحديث بالقول أن للكذب عواقب أخروية وأخرى دنيوية لعلك وقفت عليها فزاد مقتك لهذه الصفة وضاق صدرك بها، فكيف السبيل إلى التخلص منها.
إليك بعض النصائح التي آمل من الله عز وجل أن تصل قلبك، ويعمل بها عقلك، وذلك فيما يلي:
1- تذكَّر قوله تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" [ق:18]. ولذا فإن أقوالنا الصادقة هي منجاة من سخط الله عز وجل، ورضا منه سبحانه.
2- ما الداعي لممارسة هذه الصفة الذميمة!! وإن حصلت على ما تريد من خلالها، فهل سترضى على نفسك بذلك!! فالأولى لك أن تتألم لأجل الصدق من أن تكافأ لأجل الكذب.
3- تخّيل أسوأ شيء ممكن أن يحدث لو أنك قلت الحقيقة، ويكون ذلك بينك و بين نفسك، بعدها سيسهل عليك مواجهة الآخرين.
4- إن الكذب صفة مكتسبة، فابحث بداخلك عن أسبابها، و كيف نفذت إلى قلبك، وبذلك تقطع الطريق، وتستعد لطريق الصدق بالمجاهدة، واستعن على نفسك بكل ما يغلبها كوضع جدول للمتابعة، أو خطة، أو كتابة آية، أو حديث يرهبك و يذكرك بعظم فعلك عندما تكذب.
5- اعلم أخي أن صفة الكذب تلازم الشخص متى ذكر اسمه بين الناس، فعندما يمدح الناس شخصاً فقليلون يصدقون ذلك، وعندما يذمونه فالجميع يصدقون ذلك.
6- اعلم أخي أن حبل الكذب قصير مهما طال، ولا أظن أن هناك أسوأ من أن ترى نظرات الشك والريبة في عيون محدثيك كلما خاطبتهم أو أسررت لهم قولا، (أهلك، أصدقاؤك، زوجتك، أولادك) 7- عليك أن تكون صادقاً مع نفسك أولاً حتى يحصل لك التغيير، فليس الشجاع من يعترف بالخطأ، ولكن من لا يكرره.
8- عليك بالدعاء لله عز وجل بالتخلص من الكذب، فإن الدعاء بمثابة العلاج النفسي الذي يساعد القلب على ممارسة الصدق.
9- أن الصدق مع الله عز وجل كفيل بأن يظهره على عبده أمام الآخرين.