لم يواجه برشلونة أية مصاعب كبيرة قبل أن يتخطى ضيفه أتلتيكو مدريد على ملعب الكامب نو بثنائية ميسي ضمن الجولة الثانية و العشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم.
و واصل برشلونة سلسلة إنتصاراته المتتالية ليحطم الرقم القياسي بوصوله إلى المباراة السادسة عشر على التوالي التي يحصد فيها نتيجة الفوز في الليجا الإسبانية.
المباراة كانت متواضعةً جداًَ في بدايتها بسبب تخوف كلا الفريقين من تلقي هدف مبكر يشعل المنافسة و يمنح الأفضل للفريق الآخر، خاصةً أتلتيكو مدريد الذي عوّدنا على الاستسلام مبكراً خلال زياراته القليلة الماضية لاستاد الكامب نو.
في الدقيقة الرابعة أتيحت لبرشلونة أول فرصة في المباراة بعد حالة انفراد لليونيل ميسي لكن الحكم أعلن عن تسلل "مشكوك" فيه قبل أن تتكرر نفس اللقطة مع أتلتيكو مدريد في الدقيقة الثامنة حين احتسب الحكم تسللاً "غير واضح" على الأرجنتيني الآخر الكون أجويرو.
مع توالي الدقائق، تراجع الأتلتيتكو كثيراً إلى مناطقه الخلفية مع إصرار برشلونة على احتكار الكرة و الضغط على دفاع الروخي بلانكوس.. و أتيحت للضيوف بعض الفرص الخجولة من هجمات مرتدة كادت تمنح الخطورة للنادي المدريدي.
الدقيقة السادسة عشر شهدت ما كان يتوقعه الجميع في هذه المباراة بتقدم برشلونة في النتيجة بعد أن تلاعب ليو ميسي بالمدافعين و توغل إلى منطقة الجزاء و يركن الكرة بسهولة على يسار الحارس دافيد دي خيا.
بعد ذلك الهدف، ارتفع مستوى المباراة كثيراً حيث كثف برشلونة من محاولات على مرمى الأتلتيكو و منها توغل دافيد فيا على الجهة اليسرى و تسديده للكرة بقوة في الشباك الجانبية للحارس دي خيا.
أما داني ألفيش فكان له حقه من الخطورة على المرمى حين أبدع في الدقيقة العشرين و مرر كرة بينية خلف المدافعين منحت لزميله ليونيل ميسي انفراداً واضحاً لكن الأخير فشل في ترجمة الفرصة إلى هدف بعد أن مرت تسديدته بجوار القائم الأيمن للحارس.
و انتظر الجميع حتى الدقيقة الخامسة و العشرين لمشاهدة بيدرو المشاكس يقسو على دفاع الأتلتيكو بسبب تحركاته و خفته في التنقل من كل الجوانب فكاد يسجل الهدف الثاني بعد انسلاله خلف المدافعين و يقترب من المرمى ثم يسدد لكن دي خيا تألق من جديد و تصدى للكرة برجلة اليمنى.
و تواصلت سلسلة الأخطاء الفادحة لدفاع أتلتيكو مدريد بعد أن تسبب أوفالوسي و أنتونيو لوبيز في انفراد واضح لليونيل ميسي الذي استغل الفرصة و وضع الكرة بسهولة بين قدمي الحارس دي خيا في الدقيقة السابعة و العشرين.
برشلونة لعب الكل في الكل فيما تبقى من زمن المباراة بعد أن سيطر تماماً على مجريات اللقاء منذ البداية أما الأتلتيكو فقد انتظر حتى الدقيقة الواحدة و الأربعين ليحصل على أول فرصة خطيرة بعد أن تلاعب أجويرو بالمدافعين إلا لأن تسديدته ارتطمت بقدم أبيدال و خرجت إلى الركنية.
لم يمضي من الوقت سوى دقيقة واحدة فقط حتى رد برشلونة عن طريق دافيد فيا الذي سدد كرةً خطيرة مرت بجانب القائم الأيسر من مرمى الأتلتيكو لينتهي الشوط الأول بتقدم أصحاب الأرض بهدفين للا شيء.
و في الجولة الثانية، قام المدرب كيكي سانشيز فلوريس بتغيير مهم في تشكيلة الأتليتيكو فدفع بدييجو فورلان في خط الهجوم مكان اللاعب الشاب فران ميريدا الذي لم يقدم أي جديد في الجولة الأولى.
في الدقيقة التاسعة و الأربعون طالب برشلونة بركلة جزاء "غير صحيحة" بعد سقوط المهاجم دافيد فيا في منطقة الجزاء ليأمر الحكم توريينثو ألفاريث بإستمرار اللعب.
الأتلتيكو حاول في فترات متفرقة إختراق دفاع برشلونة و كاد المدافع فيليبي لويس يسجل من رأسية في الدقيقة الثالثة و الخمسين في اللقطة التي شهدت تألق المدافع جيرارد بيكيه الذي أنقذ الكرة من على خط المرمى و يمنع الروخي بلانكوس من تسجيل هدف تقليص الفارق.
و أنقذ الحارس دافيد دي خيا كرة ميسي الخطيرة في الدقيقة التاسعة و الستين بعد أن كان الأتلتيكو الطرف الأفضل خلال الدقائق الأولى من الشوط الثاني.
و من جديد، إستطاع دافيد دي خيا إنقاذ كرة خطيرة أخرى من رأسية ليونيل ميسي في الدقيقة الثالثة و السبعين قبل أن يستسلم لعزيمة النجم الأرجنتيني الذي أضاف الهدف الشخصي الثالث له و لبرشلونة في المباراة خلال الدقيقة التاسعة و السبعين.
الأتلتيكو من جانبه حاول على الرغم من تأخره بثلاثة أهداف في المباراة، شنّ هجمات خطيرة على مرمى فيكتور فالديس و كاد يُسجل المدافع دييجو جودين الهدف الوحيد للروخي بلانكوس من رأسية قوية في الدقيقة السابعة و الثمانين لينتهي اللقاء بفوز البلوجرانا بثلاثة أهداف للا شيء و يوسّع الفارق مع مطارده المباشر ريال مدريد إلى عشر نقاط