يتشابه النادي الملكي مع نظيره المصري بأمور كثيرة تجعل منهما توأمين في عالم الرياضة.. يوروسبورت عربية ترصد أوجه التشابه بينهما في الوقت الذي يحتفل به النادي المصري بمئويته بمقابلة ملوك إسبانيا
تبدو المقارنة بين النادي الإسباني الأفضل في أوروبا لسنوات طويلة، ونظيره المصري العريق غريبة نوعاً ما، بحكم طبيعة وإنجازات وتواجد كل منهما.
لكن التدقيق في ما آلت إليه حال النادي الملكي -صاحب الـ31 بطولة دوري، و9 في دوري أبطال أوروبا و 17 في كأس الملك، فضلاً عن عدد هائل من الألقاب غيرها- يسير بنا إلى نادي الزمالك المصري بقيادة المدير الفني حسام حسن، ولن يقتصر التشابه بينهما على اللون الأبيض فقط، وإنما يتعداه لأمور أخرى أكثر تأثراً في مسيرة النادي، فما هو التشابه؟
تصريحات مورينيو وحسام
يظهر للمتابع جلياً حالة الجدل التي يثيرها كل من البرتغالي القدير جوزيه مورينيو، ونظيره المصري حسام حسن بعد كل مباراة أو قبلها خصوصاً إذا ما كان اللقاء مهماً وحاسماً في مسيرة الفريقين، إذ لا يتوانى أي منهما عن التهجم على مدرب أو لاعب أو اتحاد أو تحكيم، ما يجعل منهما حالة إعلامية متشابهة ونادرة في ذات الوقت.
لكن المثير في الأمر أن البرتغالي يفعل ذلك بدهاء أكبر، وتأثير أكثر قوة، كما يعلل ذلك بمحاولة تخفيف الضغط الإعلامي عن لاعبيه، ليتحمله وحده، لكن لم يستطع أحد حتى الآن -حسب علمي- فهم سر التصريحات التي يطلقها الزملكاوي حسام حسن.
الغياب عن منصات التتويج
لم ينجح ريال مدريد في العامين الأخيرين من الفوز بأي لقب، وترك ذلك المجد للغريم برشلونة، كما توقف إنجازه في دوري أبطال أوروبا عند اللقب الأخير في 2002، وبات يعاني كثيراً في السنوات الأخيرة، ولم يستطع بلوغ ربع النهائي في مشاركاته الست الأخيرة، ما جعل حالة الغليان تزداد في الإدارة وبين اللاعبين، والأكثر من ذلك كله الجماهير.
وبحالة مشابهة إلى حد ما، ترك الزمالك لقب الدوري في السنوات الخمس الماضية للغريم الأهلي، ولم يستطع تحقيق أي لقب في مشاركاته الأخيرة في دوري أبطال أفريقيا التي كان يسيطر عليها الأهلي في ذات الفترة، والتي كان للزمالك فيها صولات وجولات، ما انعكس ذلك على نفسية اللاعبين والجماهير على حد سواء.
البالونات الإعلامية
يعرف كل مشجعي ريال مدريد "أكذوبة" مشجعي برشلونة المتعلقة بالمباراة التي انتهت بين ريال مدريد وبرشلونة 11-1 لصالح الفريق الملكي، والقائلة بأن جيش الجنرال فرانكو نزل إلى غرفة تغيير الملابس، بعد أن كانت النتيجة 1-1، وهددوهم وضغطوا عليهم ليخسروا، وانتهت المباراة بنتيجة 11-1، لكن الحقيقة هي أن الشوط الأول للمباراة انتهى بنتيجة 8-صر لصالح ريال مدريد (يمكن الحصول على النتيجة من موقع الاتحاد الإسباني لكرة القدم).
بالمقابل، بات من الأمور المسلم بها في مصر (لا أعرف من سلم بذلك) أن الأهلي هو فريق الشعب، وأن الزمالك فريق الإنكليزي، رغم أن الناديين مملوكين للحكومة، ويلعب بهما أغلب عناصر المنتخب المصري، ولا أحد يعلم سبب هذه الاتهامات تجاه القلعة البيضاء، رغم أن الأولى اتهامه بأنه بلجيكي لأن أول رئيس للنادي كان بلجيكياً وليس بريطانياً.
مدرب سنوي
يعتبر تغيير المدير الفني لفريق الكرة، واحداً من أبرز العيوب المشتركة لدى الناديين، وإن كان بالطبع لا يكون سنويا، وإنما للتعبير عن قصر المدة الزمنية التي يبقى بها المدرب على رأس الإدارة الفنية، ما يخلق إرباكاً في الفريق، ويضيع الانسجام الذي يكون قد اقترب من التشكل، إضافة إلى التدخلات الإدارية المستمرة في بنية الفريق من الناديين.
ففي السنوات العشر الماضية شغل منصب المدير الفني لريال مدريد 9 مدربين منهم ديلبوسكي وكابيلو وكيروش وهيدينك وشوستر وراموس وبيليغريني ومورينيو، فيما تفوق الزمالك في عدد المدربين بنفس الفترة على الريال، وفاق عددهم الـ 15 ابتداء بحلمي طولان، مروراً بأوتو بفيستر وكارلوس كابرال ونيلو فينغادا، ومحمد صلاح وفاروق جعفر وتطول القائمة لتصل هنري ميشيل وحسام حسن.
فلا مدرب ريال مدريد يحدد مع من يتعاقد من اللاعبين، ولا مدرب الزمالك يفعل، بل ما على المدرب إلا أن يقول -إن سمح له بذلك- أريد لاعباً في المركز الفلاني، وتترك بقية المهمة لرؤساء الأندية الذين لم يكونوا يوماً لاعبين مميزين ولا حتى سيئين.
نادي القرن
معروف في عالم الساحرة المستديرة أن ريال مدريد هو نادي القرن، وتم اختياره الأفضل في العالم بناء على الإنجازات المحلية والقارية التي تحققت، لكن الزمالك حرم أن ينال نفس اللقب في القارة الأفريقية، قبل لحظات من إعلانه في ذلك الوقت، وتعديل نقاط التقييم، ومنح الدوري المحلي نقاطاً أعلى من الألقاب الأفريقية التي كان الزمالك يتوق بها على غريمه الأهلي الذي نال اللقب، بحكم عدد فوزه باللقب المحلي.
مفارقة لطيفة
وفي ظل هذا التشابه بين الناديين، يحتفل الزمالك قريباً بذكرى 100 عام على تأسيسه، وسيقابل احتفالاً بذلك نادي ريال مدريد في مباراة دفع من أحلها إداريو القلعة البيضاء المصرية 2 مليون يورو.
وبعد كل هذه التشابهات يبقى لكل منهما تاريخه العريق وإنجازاته الكثيرة والكبيرة، صنعت له قاعدة جماهيرية كبيرة في أرجاء الوطن العربي.
خفف عليه من التـراب الثقيلـي يا قبر ماني طيب عقـب راعيـك :اللي رعاني صـار عنـدك نزيلـي أغليك أنا يا قبر من حب راعيـك:مرحوم يا راعي الوفـا والجميلـي اللهم اغفر لوالدي وارحمه