بين عملي ومسكني بضع دقائق بسيارتي المتواضعة وعشرون دقيقة مشياً على الأقدام وأكثر
اعتمادي على المشي له عدة أسباب منها غلا البنزين وحرق السكريات فحين أسير أكسب
منها توفير المال ومنها الصحة وفي طريقي ذهاباً وهذا طبعاً في العصر وليس في الصباح
أما الصباح تصنيفي من الأوائل من فئة الكسالى لذا تجدني أقوم من النوم مذعوراً واركب
سيارتي مسرعاً خوفاً من رئيس الشركة الذي عندما يصل قبلي لم أجد منه غير كلمتان
( أهلاً بالكسلان ) فلم أجد عذر غير سيارتي تجدني مرة أقول البطارية ومرة بنشر الكفر
ومرة خلل في الكهرباء طمعاً في مساعدتي حتى أتمكن من شراء سيارة وأتفاخر بها أمام
الصديق والحبيب وأمنيتي إن تكون سيارة من النوع الحساس فانا رجل حساس جداً وهذا
ما اكتشفته في نفسي عندما أرسلني رئيس الشركة مشوار وأعطاني سيارته من نوع همر
سيارة ضخمة تصنع في بلاد الهوامير وجدت في نفسي شيء من الغرور واللامبالاة بالآخرين وأحسست بالألم في رقبتي بسبب الاستقامة العنصرية أحرمت نفسي من الالتفات يمين وشمال
لئلا يراني أحد ويطلب طلب وعند نزولي من السيارة احتملتني الأرض وكأنها تقول على هونك
فقد كان الكثير مثلك يتخبطون بإقدامهم فوقي كبرياء واليوم تحتي ضعفاء وكأنها تقول ليس لك
عندي غير القبر فأرفق بنفسك وهذه كانت لحظات قصيرة بسبب الهمر لا سامح الله الهوامير
أما عندما أكون ماشياً على الأقدام أمشي وتركيزي أكثر على الأرض خوفاً إن تكون هناك حفرة
تنتظرني فلا تجدني أرفع رأسي مع علمي إن الحفرة نهاية كل الناس ولكن أكثر خوفي من عثرات
الطريق والحقيقة كنت شديد الحرص من العثرات الجسمانية ولم أكن حريص من عثرات القلوب
والعقول في الطريق يكون مروري على رجل كبير في السن اعتاد على الخروج بجوار منزله قبل غروب الشمس يقعد على سريره الخشبي لا ينتظر من أحد شيء غير السلام فقد فاته الأمس وحل عليه اليوم ولا يعلم الغد الأمس يوم مضى لا يعود واليوم لا يدوم وغد لا يدري ما حاله ولا يعرف من أهله علمته التجارب العفو والحلم والصفح وكظم الغيظ في كل مرة بعد السلام أداعبه بقولي كيف حالك أيها العجوز لقد ذهب زمانك يداعبني هو الآخر ويقول إذاً خذ العبرة لقد أتت إليك بلا ثمن لم يطلب مني طلب غير السؤال في كل مرة كم الساعة ؟ وكل هذا من أجل يعرف كم من الوقت بقي على المغرب ليتهيأ للصلاة وبكل سرور أخبره بالوقت ومرت الأيام وإذا بالوفي أصابه ما أصاب الغير وتغير الحال وبحكم اشتراكي في عدة منتديات فقد أصابني الغرور بسبب بعض التسميات فهناك أطلقوا علي القلم المميز وهنا مبدع شبوة وفي منتدى آخر قلم يكتب بخيوط الحرير مع إن الحرير محرم على الرجال وأيضاً القلم الكاسر وهذا الاسم تمنيت لو انه القلم المكسور لحقيقة إن الأقلام العربية مكسورة المهم عندما شاهدت تلك الألقاب بجوار أسمي ظننت أنني أديب وحالفني الغرور ولا زمني كالظل وقلت في نفسي مالي ومال هذا العجوز الخرف وحاولت الابتعاد عنه فسلامي له تلويح بالأيدي وتكرر ذلك وفي أحد الأيام لوح لي بيده طلباً بالاقتراب منه فلما اقتربت منه قال كم الساعة يا بني قلت مثل أمس ابتسم ورد علي قائلاً ,,,,
وهل اليوم مثل الأمس ؟
عاد لي عقلي ووقفت قائماً من عثرتي بعد ما أوقعتني عثرتي في حيا مع السائل وأنا غير قادر على الإجابة فقد فهمت إن القصد بسؤاله هل اليوم مثل الأمس ؟
في الوفاء و الحلم والمحبة والسلام والصدق والإخلاص والتواضع في العدل والإحسان والإنصاف في المعروف وإغاثة الملهوف وقضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم
في محاسن الأخلاق في الرحمة على خلق الله وإصلاح ذات البين في الحياء في القناعة والنصيحة في الجود والسخاء والكرم ومكارم الأخلاق في السلم والسلام في الخير والصلاح
فهل لنا إن نفيق من عثراتنا ونحاول جادين في إعادة ما فقدناه نحاول إن نجعل اليوم مثل الأمس
نعم نستطيع عندما نزرع الخير في قلوبنا ونقطع جذور الحقد والكراهية ,,,,,,,,,,
وعلينا جميعاً إن نراجع حياتنا من جديد ونقف مع النفس وقفة جادة ونحاسب أنفسنا قبل يوم الحساب ونحي شجرة الحب قبل إن تتساقط أوراقها ونعيد لها الحياة لنعيش بسلام
هل اليوم مثل الأمس سؤال لي ولكم ,,,,,,,,,,,,,